الايمان يمان .. والحكمة يمانية ..
هذه درّة شعرية .. وأبيات كتبت بمداد ٍ من ذهب .. ومعين لا ينضب ..
قصيدة بارعة التجنيح .. عملاقة تنضح بالشاعرية العبقة مرتفعة النبرة الموسيقية .. كتبت على بحر الشجن والتولّه والأسى
القافية عميقة النفس الغنائي سلسة جميلة طربية وشجنية كذلك .. اختارها الشاعر ومزجها ببحر ٍ مناسب لها ولموضوعه وتلكم لفتة شاعرية ذكية منه.
بدءاً من العنوان "هدهدات البوح" عنوان شاعري عذب بحد ذاته.
مصراع القصيدة: بحر العشق يتلاطم وبه مابه من معارك وغدر وخيانة كخالة جساس، البسوس .. واللظى والجمر والحطب والحريق والنار والحرب نعم إنها الحرب بكل ويلاتها وظلمها وتسلطها ..
والصراع بين الألم والحرف والقلم والليل وهزيعه .. والشعر والقصيد والتعب اللذيذ .. الخصب المنتج الطارح ثماره الناضجة .. وكانها علو صوت المعركة وثوران عجاجها وعلوه في السماء
ومن أجمل الصور الشعرية المجنحة في روعةٍ : أن عينيها سقته من كأس الحب وأتى الشتاءُ طلباً للدفء والحنين. والعشق هنا عفيف كعشق المدى لصوت الأذان والتكبير والتهليل ..
ويستحضر الشاعر هنا الأساطير "فينوس"، رمز الحب والجمال لدى الرومان و"جونو"، خصيمتها في التفاحة الملقاة على الشاطىء. ويجمع بين الحركة والزمن .. الريح والثواني .. وتسارعهما
ويستدل الشاعر على الأماكن التأريخية من بيئته .. سبأ وسد مأرب .. ويرمز لسبأ بالصلاة والتنسك والتعبد .. وسد مأرب بالماء والارتواء ونقيضه العطش والجفاف بأخيلة تنزاح بدلالات آخاذة شيقة بالغة التصوير ومرهفة جدا يصل إلى صورة مبتكرة غير مباشرة لِلقـُـبَل.
ويختم القصيدة بالناي وصوته الشجن والثمالة.
لدي ملاحظة بسيطة جداً على هذا النص:
- ورود بعض المفردات الوحشيّة مثل: تئط .. و .. تنفلك .. فقط ولم أرَ غيرهما.
وفي الختام ألف تحية وود وعطر وشوق أيها الشاعر:
م. رضوان السباعي