وَ أَمْضِي..
تَمْر بِي: جمادات الحَيَاة..
مُلَطَّخَةٌ بِدَمٍ وَ تُرَابٍ ..
أَرْوَاحُ المُحَارِبِينَ القُدَامَى..
تَدْفِنُ فِي دَمي أَسْرَار البُكَاءِ..
تَمْر بِي سهد المدائن وَ وَحْدَة الشَّوَارِعِ..
يَمُرُّ بِي العُمْرُ..
كَشَمْسٍ وَ قَمَرٍ..
تَمُرُّ فِييَّ.. قُلُوبٌ مُضَمَّخَةٌ بِحُبٍّ وَ شَوْق..
لَا زَالَتْ تَنْبِضُ بَيْنَ سُطُورِي..
تُعَاهِدُنِي بِأَن الحِسّ لَا يَمُوت..
وَ أَنَّنِي سَأَعُود..
كَيْفَ أُرَتِّبُ حَمَاقَاتِي ؟؟
وَ لَا تسعها حَقَائِبِي
وَ كَيْفَ أَعُودُ.؟
وَ الشَّظَايَا لَا تمْسَخُ زُجَاجًا..
وَ البَقَايَا تَظَلُّ بَقَايَا..
شَحِيحٌ هَذَا الزَّمَان..
وَ الأَرْضُ ديدنها خِيَانَةُ العُهُودِ..
فَكَيْفَ أَعُودُ .؟
تُسَكِّرُنِي رَائِحَة المُلِح فِي دَمِي ..
فَأَنْثَالُ عَلَى سَطْرِ الوَجْدِ أَحَثُّو الرُّوحَ..
لِتُثِيرَ غُبَارَ الأَمْسِ فَاِجْتَرَّ الحِبْرَ..
وَ أُمَارِسُ الكِتَابَةَ عَلَى طُهْرٍ..
اِنْتَظِرْ أَنْ تُلْقِيَ عَلَيْيَّ تَعَاوِيذهَا..
لِيَنْفَكَّ السِّحْر..
وَ يَنْقَطِع حَبَّل الوَدّ....
أَعْلَمُ أَنَّي لَنْ أَعُودُ..
أَبَعدَ اِحْتِرَاق العُودِ, نَعُودُ ؟؟
سَأَرْكُضُ حَتَّى اِنْقِطَاعَ الخَرِيفِ ..
وَ ألاحقُّ آخَر أَمْطَارِ الصَّيْفِ..
عَلَنِّي أظلني..
قَبْلَ فَنَاءَ الشِّتَاءِ..
قَبْلَ أَنْ تُضِيءَ السَّمَاء..
قَبْلَ أَنْ يَبْتَلِعَنِي اللَّيْلُ بِغُيُومِهِ السُّودِ..
أَأَعُودُ ؟؟
وَ الظَّلَامُ لِي وَ مِنِّي..
أَسْكَنَهُ وَ يُطَبْطِبُ عَلَيَّ ..
وَ يَهْمِسُ إِنَّ الفَجْرُ قَرِيبٌ..
قَدْ مَلِتْ العِظَامُ الوُعُود..
كُلُّ شُهُودٍ..
فَاللَّيْلُ اِنْعِكَاسُ الجُرُوحِ..
لَهُ ضَوْءٌ دُخَانِيٌّ يَدْلِفُ لِلرُّوح ..
تَرْتَجِفُ الضُّلُوعُ لِوَهْلَةٍ..
ثُمَّ يَتَسَرْبَلُ بِدَاخْلِكَ كَضَيْفٍ ثَقِيل..
تَنْزَعِجُ مِنْهُ أُوَل الأَمْر ..
ثُمَّ تَدمنهُ كَالقَهْوَةِ المُرَّةِ..
لَكِنَّك تَتَوَحَّدُ مَعَهُ فِي كُلِّ مَرَّة ..
لَا تَدْرِي مَنْ يَلجُّ الثَّانِي..
إِذْ لَا حُدُود ..
فَإِنْ أَمْعَنْت بَحْثَكَ عَنِّي ..
ارْفَعُ رَأْسكَ تَرَانِي!
هُنَا سَمَاءٌ لَا تَأْبَهُ لِلرُّعُودِ!