منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هي ذي الحقيقة
الموضوع: هي ذي الحقيقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2018, 09:12 PM   #1
طاهر عبد المجيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية طاهر عبد المجيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2032

طاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي هي ذي الحقيقة


هي ذي الحقيقة
د. طاهر عبد المجيد

قُلْ ما تشاءُ فإنَّني أَتَفَهَّمُ
مادامَ قلبُكَ وحدَهُ يَتَكلَّمُ

قُلْ إنَّني في الشِّعْرِ من فُرسانِهِ
لا بلْ وإنِّي فارسٌ لا يُهْزَمُ

قُلْ إنَّ كَلَّ قصائدي منثورةٌ
بسمائِهِ وكأنَّهُنَّ الأَنْجُمُ

قُلْ إنَّ شِعْري في الفصاحة مرجعٌ
ولكلِّ من سيجيءُ بعدي مُعْجَمُ

أما أنا فالشِعْرُ ليس بِحِرْفَةٍ
لي رَغَمَ أَنَّي بالقَرِيضِ مُتَيَّمُ

ما قُلْتُ كالشُّعَراءِ إنِّي شَاعِرٌ
يوماً ولا لَمَّحْتُ أنِّي مِنْهُمُ

وعلى المنابرِ ما قرأتُ قصيدةً
بلْ كنتُ أُصْغي للقصيدِ وأَحْلُمُ

أنا ما ولدتُ كشاعرٍ بل هاوياً
للشعر ينقصني الخيالُ المُلهِمُ

فكسِبتهُ بإرادةٍ مفتونةٍ
بالشِّعر لا تخبو ولا تستسلمُ

وبدأتُ -لا أدري متى متأخراً-
علِّي بشيءٍ ما كغيري أُسهِمُ

أدري بأنِّي قُلْتُ شِعْراً جيداً
لكنَّ هذا وَحْدهُ قدْ يُوهِمُ

لا يُسْتَدَلُ على الرَّبيعِ إذا بَدَا
أَحَدُ السُّنونو في المكانِ يُحَوِّمُ

والحق أنِّي ما كتبتُ قصائدي
بإرادتي والله منِّي أعلمُ

كلُّ الذي في الأَمرِ أنَّ مَشاعِري
فاضَتْ مُقَفَاةً فَرُحتُ أُلملمُ

فإذا أنا بقصيدةٍ فوهبتها
أسماً وعنواناً وما قد يَلْزَمُ

إنَّ القَصيدةَ حين تُكْمِلُ حَمْلَهَا
مَنْ ذا الذي بِمَخَاضِها يَتَحَكَّمُ

الشِعْرُ فَيْضُ مشاعِرٍ مَكْبُوتَةٍ
قدْ يُتَّقَى لكنهُ لا يُلْجَمُ

ومن الحَمَاقَةِ أن يُحاول واهماً
إيقافَهُ قلمٌ عنيدٌ أو فَمُ

ماذا لو انَّي قمتُ سداً دونهُ
وتَرَكْتُ ضَغطَ مشاعري يتضخَّمُ

هلْ كنتُ أنجو يا تُرى من فالجٍ
يُبقي على نصفي الذي هو أبكمُ

إنِّي لأَنْزِفُ كلَّ حينٍ من فمي
شِعْراً يُزيلُ الضَّغْطَ مما أَكْتِمُ

وكأنَّ هذا الشِعْرَ أصبح خافِضَاً
للضَّغْطِ عندَ لزومهِ يُستَخْدَمُ

ولقد وجدتُ النَّقد يسرف بعضهُ
ويجورُ في الأحكام حين يُقيِّمُ

يُدمي القصيدة غير مكترثٍ بما
نزفتهُ وهي بصمتها تتألَّمُ

النَقْدُ مصباحٌ يُبَدِّدُ عتمةً
في النَّصِ كي يهدي لما هو أقومُ

ويعيد ترتيب البيان بصورةٍ
أُخرى ليتَّضح الخفيُّ المبهمُ

لا مِشْرَطَاً يَلْهو كما يَحلو لهُ
بالنَّصِّ تَشريحاً كطفلٍ يرسمُ

ويكاد لا يعنيه ما سيصيبها
إن جار في التشريح أو نفد الدَّمُ

لو يَعْلمُ النُقَّادُ كم يَشْقَى الذي
يأتي بنصِّ قصيدةٍ لا تَهْرَمُ

لتَرَدَّدوا في الحُكْمِ حتى يَبلغوا
في العَدِّ أَلْفَاً والأَمَانَةُ تُلْزِمُ

شركاءُ هم في النَّصِّ بعد جلائه
نقداً كصاحبه وإن لم يعلموا

لنْ يُحْمَدَ النُقَّادُ مهما أَنْصَفوا
فالنَّقدُ كيف يكون شيءٌ مُؤلِمُ

فليقنعوا باللاثناء وحسبهم
ثقة الضَّمير بهم إذا ما حُكِّموا

فإذا اعتذرتُ وقُلْتُ إنِّي مُرْغَمٌ
فيما نَظَمْتُ ولا يُلامُ المُرْغَمُ

قالوا اعتذارُكَ يا فَصيحُ تَقِيَّةٌ
مَكْشُوفَةٌ وعلى الأقلِّ تَوَهُّمُ

إمَّا السُّكوتُ إذا أَرَدْتَ سَلامَةً
أو فاحتملْ في النَقدِ من لا يَرْحَمُ

من أَجْلِ هذا قُلْتُ ما قد قُلتهُ
وبقيتُ في حَرَم الهواية أنعمُ

وحفظتُ شِعري لي ولم أدفع به
للنَّشر أعواماً وها أنا أندمُ

ووددتُ لو أنِّي تركتُ قصائدي
في عهدة الأيام فهي ستحكمُ

ومن القصائد ما يجيد دفاعهُ
عن نفسه طول الزمان ويُفحِمُ

هل يا ترى فات الأوان ولم يعد
للشِعر أبناءٌ سوى من يُتِّموا

إذ أصبح العلماء هم شعراؤنا
وأنا بهذا القول لا أتهكَّمُ

هي ذي الحقيقة والحقائق مرَّةٌ
لا يستسيغُ مذاقهنَّ العلقمُ

 

طاهر عبد المجيد غير متصل   رد مع اقتباس