تشرين يُشبهنا كثيراً حين يكوّر الشمسَ في عُبّ الضباب وكأنّه يقتص من رعشةِ يديْنا
التي لم تعدْ تتوضأ بمسّ من حميميةِ الدّفء ،
لمْ تعُد تفرك صَبار الإنتظار الملتف حول المعاصم
وتتذوق لذة الإنسكابِ القدري في محطةِ وصولٍ بعد عُمريْن من التّشرد في الذبول
تشرين لم يعد يمنحنا سوى
ضوء داجن يشتبك بالعتمة
و صرخة موتى عالقة على الأوراق المهترئة
تشرين
بات ذكرى مؤلمة لصدى صوت تهاوي أشجاري العتيقة
فـ تعال نقيم فيه سرادق عزاء على أرصفة الوداع الحزينة
محصناً بـ دياجير الضياع الكئيبة
و دعني وحيدة يتيمة في غربة الطين الفريدة !
محبرة الجمال المهيب
الأديبة القديرة منية الحسين
كيف يزهر تشرين في كف الهموم
و الزهور الذابلة باتت مصلوبة على غُصن القلب المكلوم !
و تحية تليق بهذه المحبرة العتيقة