لا ظلم وعمر في المدينة :
بينما كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب جالسا ذات يوم بين اصحابه يستمع الي شكايات الناس
اذ اقبل عليهم فارس عربي وسأل عن عمر فأشاروا اليه فأفبل تحوه ورماه بخصلة شعر في صدره
فدهشوا الناس وارادوا ان يقوموا الي الرجل يؤدبونه فقال عمر اتركوه فلعله مظلوم
فقال الرجل ابعثت الينا حكامك ليستعبدونا ؟
قال عمر لا والله ليرشدوكم ويعلموكم ويكونوا لكم اباء واخوانا
فقال الرجل :
ولكنهم ظلمونا من غير حق وظنوا انهم لا يجازون بأعمالهم
انا جندي من جنود العرب واميرنا صاحبك ابو موسى الاشعري
ارسلنا يوما الة اعدائنا فأنتصرنا عليهم
وغنمنا اموالهم ولما جاء يقسم بيننا الغنائم لم يعطني حقي كاملا
فغضبت وتركت ما اعطاني
فأغتاظ من جرأتي عليه وجلدني عشرين جلدة وحلق شعري امام الناس وهو ما رميتك به
اطرق عمر برأسه وظهر عليه الغضب ثم اخذ قلما وكتب الي ابي موسى :
احلف عليك يا ابا موسى ان تقعد لهذا الرجل في جماعة من اصحابك
ليجبدك عشرين جلدة ويحلق لك شعرك .. لما فعلت به من غير حق والباديء اظلم
حمل الرجل الخطاب وسار حتى وصل الى ابي موسى وسلمه اليه
فلما قرأه قال : سمعا وطاعة لامير المؤمنين وقعد ابو موسى وسط اصحابه كاشفا ظهره
ورفع الرجل السوط وقال له من ينجيك اليوم مني ؟ فأجابه ابو موسى :
لا احد من الناس
قال الرجل اللهم قد تنازلت عن حقي وعفوت عنك يا ابا موسى .. لا ظلم وعمر بالمدينة
\..