منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حوار مع حمامة
الموضوع: حوار مع حمامة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2014, 12:41 PM   #1
محمد الخضري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية محمد الخضري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

محمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدةمحمد الخضري منارة للضوء المجيدة

افتراضي حوار مع حمامة


نص "حوار مع حمامة" المنشور في صحيفة الجزيرة عدد الجمعة 24 أكتوبر 2014


حوار مع حمامة

مشاكسة ... عنيدة ... مثيرة للجلد ... غامضة كسر الوجود
تلك هي حمامتي البيضاء التي كتبت عنها ذات نهار ... بأنها تأتي كل صباح وتقف على حافة نافذة غرفتي ... ثم توقَع على صدري فتنقر مكان القلب نقرتين وتطير وقلبي خلفها يطير
غابت حمامتي البيضاء ولم تعد تأتي صباحاً كعادتها "بعض الحمام يخلف مواعيد الصباح"
وحين عادت بالأمس عاتبتها ...
لم أخلفت موعدها الصباحي معي ...؟
ضحكت ساخرة
ردت بعنفوان ...
كم قلب تحمل في جوانحك ...
قلت قلباً واحداً ...
قالت وهي تنظر إلى البعيد المجهول ...
ولكنك لم تعد تكتب عني كل صباح ...
أراك مهموماً بوردتك المريضة ..
أجبت ...
بطبعي أتعاطف مع الحالات التي تستوجب منا كبشر الوقوف معها
قالت ...
إذن حدد موقفك ...
فأنا مخلوق أناني جداً ...
لا أقرأ إلا ما يكتب عن جمال عيوني فقط
قلت لها ...
ولكنك حمامة عصيَة ...
فأنا أجهلك ...
لا أعلم من أين تأتين ولا أين تذهبين بعد أن تأخذين قلبي معك كل صباح
قالت ...
دعك من كل هذه الأسئلة التي لا طائل منها ...
ألا يكفيك أن تراني أمامك ... حمامة بكامل هيئتي ...
أنظر إلى ريشي الابيض ...
أنظر إلى عيناي المدورتين كؤلؤتين منضودتين ...
أنظر إلى منقاري الصغير العالق به قطرات قليلة من بقايا دم قلبك حين كنت أنقر مكانه كل صباح على صدرك
قلت ...
توغلين في تفاصيل معلومة لدي ولكني أعاود السؤال ...
من أنت ...
ردت بسخرية مريبة ونظرات غامضة ..
سيدي لست وحدي ...
نحن حمامتان في جسد واحد
يا للحيرة ...!!!
حمامتان تتناوبان علي كل صباح ...
أطلقت ضحكة مدوية كأنها تسخر من سذاجتي طوال تلك الفترة التي أوجعت قلبي بنقرها الصباحي عليه
أحسست لأول مرة أن حمامة تهزم رجل ...
فقلت بقليل من الغضب ...
أيعقل أن تكونا حمامتان ...
ثم تساءلت مستدركاً ...
ومن يدريني أنكم أنثيين ...
فربما أحدكما ذكر ...
وربما كلاكما ذكر أو ربما كلاكما أنثيين
قالت وهي تنفض جناحيها استعداداً للمغيب ...
كل هذا جائز يا سيدي ...
فنحن الحمام لا نهتم نوع جنسنا بقدر ما نهتم بجمالنا
قلت لها كلمة أخيرة قبل أن تخفقي جناحك صوب الريح والعدم
هل الحمام يعرف يخون مثلنا نحن البشر ...
ردت ووجهها صوب الفراغ ...
الحمام يا صديقي البائس مخلوق افتراضي
وطارت
http://www.al-jazirah.com/2014/20141024/cu1.htm

 

التوقيع

محمد الخضري
facebook : https://www.facebook.com/malkhudary
twitter : https://twitter.com/malkhudary
instagram : alkhudarym

محمد الخضري غير متصل   رد مع اقتباس