-أعتقد أن لحظة ولوج الشاعرة لكتابة القصيدة تحتاج إلى الكثير , كـ تهيئة الأجواء وهندمة المكان وطقوس معينه تحرص الشاعرة على ترتيبها ( لترفرف ) بقصيدة صالحة للنشر .. ناهيك عن إعادة قراءتها لثلاثين ألف مره قبل خروجها للنور , هكذا كنت أعتقد أو هكذا كان يخّيل لي لحظة قراءتي لآي قصيدة كتبت بروح أنثى , ربما كنت مخطئاً في هذا التفكير , إلا أن هذا الاعتقاد لازمني طويلاً , وقد إعتقدت ولازلت أعتقد بأن لـ إهتزاز الثقة لدى الشاعرة علاقة في ذلك خوفاً من ردة الفعل تجاة القصيدة . ليس تعميماً ولكن لدى الآغلبية أعتقد ذلك , ولهذا السبب آتى الشعر النسائي مهزوزاً نوعاً ما امام شعر الرجل , وقد يتفق معي الكثير في ذلك ولعل الدليل الآوضح في صحة ماذهبت إليه هو حضور الشاعرة في ( برنامج شاعر المليون ) ممثلاً في مشاركة الشاعرة البحرينية ( هيام ) وخروجها من الدور الآول بياناً واضحاً على الضعف الحقيقي الذي يلازم شعر المرأه .
-لم تكن تلك المقدمة آعلاه الى بوابة دخول لما أريد قوله , وتفسير لواقع الشعر الشعبي النسائي المعاصر والذي أتمنى أن يكون تفسيراً منطقياً وواقعياً وإن لم يكن كذلك أتمنى أن يؤخذ ويقرأ من باب إختلاف الآراء لايفسد للود قضية .
-ولايزال هذا التكفير وهذا الاعتقاد قائماً الا أن أتت لحظة قراءتي للشاعرة ( شيخة الجابري ) والتي قلبت موازين هذا الاعتقاد وعبثت كثيراً في هذا التفكير وغيرت مفاهيم كثيرة كنت مؤمناً بها تجاة بعض الاقلام النسائية , واثبتت بما قرأته لها من نصوص تفوح منها رائحة الثقة الزكية , وآصالة الشعر النسائي الحقيقي , وتوطين للثقافة في ثنايا نصوصها , أننا أمام شاعرة تعتبر نقطة تحوّل وعلامة فاصلة في مسار الشعر الشعبي النسائي , وقد يعتبر البعض أن هذا الكلام تزلفاً ونفاقاً , وسألتمس العذر لمن يقول هذا القول وأدعوه إلى قراءة شيخة الجابري ليتأكد بأنني بعيد كل البعد عن التزلف والنفاق . فوالله لاتربطني بهذه الشاعرة سوى قراءة نصوصها وإعجابي بما تجود به قريحة هذه الآنثى المتزنة شعراً وخلقاً .
[ وقفة مع نبض شيخة الجابري ] .
" يانفس تتحمل شقا
يانفس جداَ ضائعة
بين المنافي تحتضر
تاكل بقايا اوبئة .!
وتعلم الدنيا البشر كيف الآلم أصله شجر
يتفرع بضيق الطريق وينتثر مثل المطر
ان حطت طيوف الخريف وحتت اوراقه قهر
سبّح فضاه الشامت وصاحت عروقة رائعه
-تفاصيل دقيقة لمراحل الآلم , وإنتقال من مرحلة لآخرى بصوّر شعرية رائعة , بدءاً بالتعريف بأصل ألالم مروراً بمرارتة , وإنتهاءاً ( بالحتحته ) وهي مرحلة الذبول .
-شيخة الجابري , تجف الاقلام قبل بلوغها كتابة ( الشاعرة بداخلك ) وعزاؤنا الوحيد بان قلمك لن يجف ابداً إن شا ءالله .
-بالنهاية , أتمنى أن لايفهم ماكتبت بحق شيخة الجابري .. مذمتاً لغيرها .