وعبرت الأزقة وسّط رائحة الهال و بائعات الحرير
وفصوص العقيق الأحمر وصناديق الكهرمان
وبألوان الفراء الحلبي بعطر البرتقال بالغواني الرومية
والديباجات الزرقاء و سرقتني مني العطور النابلسية
واستداراتْ طواحين البن كنتُ أضحك , في انتشاء الحُلْم
أحاول الصراخ وأسأل عن قارئة الفنجان تقرأ لي في الحلم
أني سأعيد طفلتي وأطعمها التوت والدراق والبندق وألفها
بحلة زرقاء عنبربة وأدفئها بقطيفة حمراء عليها نقوش فارسية
قلبت فنجاني سال البن على الطاولة بلا لون ولا رائحة
قالت بحزن ياولدي سترى وراء الجبال عصفورا تأكلة سبع
غربان و إبن آوى وراءَ الجبالْ و سعلية حزينة ودمية على
هيئة نورس و غمامْة حبلى بالهموم سترى ارتعاشِ السنديان
, و قرية لا يستقبلون الغرباء وتلوح لك أمك بشالها الرمادي
أن تعود وتختفي وراء التلة وترى سبع جنيات يحملن سرجا
خليط من زيت ودم فتاة عذراء ومارد أعمى هزيل يلوكه الزمن
تعثرات قَدَماهُ لها في فجر أثرْ وتذهب الى الشّمالِ الحزينْ
وتسمع عواء ذئب عجوز تركه القطيع فتجد رجلا شاحب
بوجهه الجمجمي يقول عد يابني لاتقترب من منحدرات الجبال
لاتقترب أكثر من حراس العقيق الأحمر هناك جنية زرقاء
تحمل كهرمانة فيها تسع وسبعون لعنة هناك همسٌ عميقْ
لاثغٌ وراء كلِّ قبة لعنة عد هناك أعين مارقة تعم الدُّياجي
في اضطرامْ وشفاهٌ تتمتم طلاسمها في الظلامْ "نظراتي
الناعسة كانت تقول له قل لي بربك أين أجد طرقات
الحرير وجبال الهال و الزعفران متى يدركنا التائهون
"ومتى يَذكرون حسنا سأحاول أن أعود