(1)
يملأ الحقد قلبي .. و الثرى يملأ جوفي ..
والدماء المتخثرة في عروقي .. باردة كالثلج
نعم , لقيتُ حتفي ..
كنتُ أهتف يحيا الوطن
و زئيري زلزل عرشهم
و تخبطوا من ضعفهم
فـ كسرت خوفي ..
و مضيت أدهس مدرعاتهم تحت أقدامي
اعبر حواجزهم الأمنية دون أن اختل ..
اتنفس غازهم المسيل للدموع
و امزجة بالصودا و الخل ..
لم يكونوا ليقفوا امامي
و لضعفهم لا لضعفي ..
قتلوني من الخلف ..
لا تسألوني عمَ يدور في رأسي أو صدري ..
فـ قسما بوطني الذي هو الأغلي
أشعر أني بذرة مدفونة في قبري ..
كل يوم اشق طريقي الي الأعلي
و ذات يوم بينما يضحكون و يقرعون كؤوسهم
سأحمل الأرض على كتفي و اطرحها على رؤوسهم
فـ لقد نفذ صبري ..
و المر في حلقي سأبصقه في وجوههم
و في صدورهم سأغرس
رايات نصري ..
(2)
أيها الباحثون عن كنز الحرية , انا اعرف أين يقبع ..
في قعر بركةٍ قذرةٍ
تماسيحها باردة
أنيابها سامة
و أجوافها لا تشبع ..
فـإن واجهوكم
فلا تخشوهم و تذكروا
أن الحرية أنثي
تحب من الرجال الأشجع ..
فإن تجلى شبح الخوف أمامكم, قاتلوه
فإن كان العيش مسالما ممتع
فالموت محاربا أمتع ..
(3)
أيها المشفقون على الشهيد ..
بسالتكم كانت لتنقذني
لا تكفي الشفقة من بعيد ..
دمي سال أمام أعينكم
فكتبتم منه أغانيكم
و وُعِدتم بغدٍ سعيد ..
فنسيتم من مات توا
و خلعتم رداء الحداد
و لبستم ثوبا جديد ..
و جعلتم من ذكرى مماتي
يوما فيه تحتفلون
و صار للثورة عيد ..
أيها المشفقون علي الشهيد
انا أشفق عليكم
فحتى بعد موتي
لا زلتم عبيد ..
(4)
أيها التائهون في الدرب ..
خططتُ لكم خارطة الحرية بدمي
و ما يُكتب بالدم لا يُقرأ
بل يُحفظ عن ظهر قلب ..
فاجعلوا الحرية قبلتكم
في الرخاء و في الفقر
في السلم و في الحرب ..
اجعلوها جزءً من أرواحكم
غريزة أساسية
غير قابلة للسلب ..
فريد 14/4/2017