منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الفضيلة الزائفة بمجتمعنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2016, 02:15 AM   #1
كلاي ليكتر
( كاتب )

الصورة الرمزية كلاي ليكتر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 11

كلاي ليكتر لديه هالة مذهلة حولكلاي ليكتر لديه هالة مذهلة حولكلاي ليكتر لديه هالة مذهلة حول

افتراضي الفضيلة الزائفة بمجتمعنا


لكثرة الأحداث التي تتوارى في مجتمعنا الباهت ، الذي يخلو من الفضيلة والقيم الإنسانية لدى عامة الناس ، الجميع تجرّد منها ولم يتبقى لنا سوى أن نتداول بيننا القيم التي كانت لدى أسلافنا ، والفضيلة التي توارثوها بينهم ، كقيم إنسانية من قبل عصر الإسلام ، أي بالعهد الجاهلي ، الذي تصوره لنا مخيلتنا بأنه عهد قد فقد أسمى آيات الإنسانية ، دون أن ندرك بأن العهد الحديث الذي نعيشة بمجتمعنا هو الجهل الحقيقي بحد ذاته وأن العصور التي سبقتنا قبل الإسلام حتى هذه اللحظة كانت أرقى وأزهى بالفضيلة .
الفضيلة مطلب إنساني منذ الأزل طلبه الفلاسسفه ، تمناه أفلاطون في المدينة الفاضلة أكد ذلك الفارابي ، سوف يكون في مجتمعنا كغطاء لنظام إجتماعي مهزوز ، أصبحت الفضيلة حصاراً للإنسانية ،
لا تتعجب أخي الفاضل من أن تكون الفضيلة حصار .
الفضيلة قيمة وسلوك مكتسب ، كيف باسم الفضيلة نحاكم مشاعر صادقة .
الفضيلة تضمن قانوناً يحمي الحقوق ، لا بد من وضع حدود تحقق أكبر قدر من العدل وتحد من الجريمة .
الفضيلة منهج اجتماعي يجب أن يتخلّق به الجميع ، نوع من الأمانة الأخلاقية لو تخلّى عنه الناس لغرست الأحقاد والظنون في قلوبهم وانتشرت الجريمة.

القيم لا تمارس على أكمل وجه بمجتمعنا فالقيم تُبلى وتتجدد ، إن الواقع الذي نعيشة والسلوك المتبع في نمط حياتنا وتسييرها يعتبر روتيني متوارث عبر أجيال ، قد شوهوا كل معاني التفاهم والتلاحم التي كانت تحدث بالسابق بين أطياف المجتمع .
أبسط مثال على ذلك نظام الزواج التقليدي ، هل يعقل أن يرتبط اثنان يفترض أن يكونا لُبنة لِبناء مجتمع كامل ببصمة وتوقيع على عقد زواج دون أي معرفة سابقة بينهما !

لستُ ضد الزواج إنما في طريقته ، مجتمع يعزل المرأة عن الرجل باسم الفضيلة ، الفضيلة ممارسة تُطبق في المواجهة وليس العزل ، العزل نوع من عدم الثقة وذلك يبني خللاً في السلوك ، كيف يلتقي زوجان على الورق بختم "شيخ جليل " ثم على الفراش بمباركة الجميع وسط حفل صاخب وهما في الغالب يشعران بغربة روحية وفكرية !
الزواج علاقة إنسانية مبنية على ولاء نابع من القلب والخروج عن هذا النطاق إخلال بالفضيلة.

إن ما يعانيه مجتمعنا العربي هو الإنعزال التام عن البحث والتدبّر بما أنزله الله بالقرآن من حكم ومبادئ كانت راسخة لدى اسلافنا ، انشغلوا بالأمور الثانوية في حجاب المرأة مما رواه لهم أئئمتهم في مذاهبهم ، وتركوا أساسيات الدين في السير على خُطى ثابتة لترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية.
توارثو الزعزعة والنكسات التي حدثت بأواخر العهد الحديث ، جرّدوا المرأة من كامل حقوقها دون أن يكلفو أنفسهم بوقفة تأمل لمن هيَ من ضلعه.
ثم بعد ذلك انطلقو للشبهات بأي المذاهب هيَ الأصح والتي ستكون هي واجهة الإسلام لديهم ، يكفرو ويستبيحوا دم الإنسان تحت راية الدين ، باسم الدين سنطهر الأرض من تلوث فكرك ،


بأي حق :

أخي الشيعي ،
أخي السني

تستبيح دم أخوك في الإنسانية والإسلام ؟

أين القيم والفضيلة التي تدعيها وورثتها عن أسلافك ؟

هل ولاّك الله سبحانه لتكون قاضية في الأرض عن أفعال عباده ؟

إذا كان الجواب بـ " لا " أرجوك راجع قيمك والفضيلة التي تدعيها وتقبع بداخلك أن كل ماتفعله من سفك للدماء واستباحة دم الإنسان هو أخذ دور الإله بالأرض لتكون وريثه الذي يحاسب الخلق !!

 

التوقيع

نصف آلة ونصف شيطان ونصف إنسان


- تآئه بين الفلسفة واﻷقاصيص

** أنت تشوه الواقع الذي تراه ليتناسب مع الواقع الذي تريده
المدمنين يسقطون
قبل أن يسيروا

كلاي ليكتر غير متصل   رد مع اقتباس