سار ابو العز في الزقاق متباهياََ جامد الرقبة وكأن دبوراََ لعيناََ قد عقصه
أو نحلة شاردة قد تغلغلت في ياقة قميصه خوفاََ من الاتوبيس الرسمي حتى لا يدهسها
كان أبو العز معتز بطربوش ورثه عن والده الراحل الكريم
الذي كان دائم الإعتزاز باللون الأحمر وهو يعلو ذلك النافوخ الفارغ من الافكار
وتلك الجبهة المليئة بعلامات الغضب اللامبرر
وبالرغم من بقع الزيت ولطخات السمن البلدي الموزعة بالتساوي علي الطربوش
إلا أن مالكه الجديد كان يصر علي ابرازه كدلالة علي المكانة الرفيعة
التي هي في هزال الوارث السعيد
منذ أن وضع أبو العز الطربوش علي رأسه وهو يسير بتؤدة ويدرس حركاته بدقة
ويحدد خطة تنقلاته بعناية خوفاََ علي الطربوش من غبار سيارة هوجاء
أو ماء يسكب ايتهتاراََ علي المارة مواكبة لحملة النظافة العامة
لقد تحول الطربوش الي مصدر قلق لأبي العز
الي درجة أنه تمنى لو يتخلص من عناء حمله
ويبدو أن هذه الأمنية كان لابد لها من أن تتحقق لأن عفاريت الزقاق الصغار
تآمروا علي رأس أبو العز وأسقطوا طربوشه بحجر
فضاع العز ومعه الكرامة .... !!!
هناك البعض وجودهم وسط المجتمع أي مجتمع يرفع الذوق العام
مثل العاملون في البروتوكول والمراسم والمناسبات
وذلك يعتمد علي ما لدى الفرد من ثقافة وذكاء ورباطة جأش دون تفريط في كبريائه
مع التأكيد انه مع التطور تم تعديل الشكل الكلاسيكي بصورة طفيفة
يكفي ألا تكون ملتزما التزاما كاملا بارتداء البدلة الغامقة والقميص المنشي ورباط العنق
وعليه يجب ان تتذكر دوما انك نموذج للذوق الرفيع في كل انواع الاداء
لنشر عدوى الذوق الرفيع في المظهر وفي المضمون
شيء ما جعلني استحضر صورة المصري ابن البلد وما له من اناقة
في ارتداء الجلباب واللاسه
ابن البلد الذي تحمل كلماته مرادفات جديدة جميلة الوقع علي السمع والنفس
لاحتوائها علي الجمال
فالذوق لا يزيد الا بكل الذوق
\..