وَصَلَهُ خبر انتحارها في منفاه
فـ وقف مشدوها
وجهه مُتخَشِب
جسده مُتَصِلب
و قلبه مُحَطَّم ..
تشظَّى تحت أقدامه فـ أدماها
فـ لم يتراجع خطوة و لم يتقدم ..
فقد عقله صوابه
و تاه في لغز وفاتها المُطَلسَم ..
كيف انتحرت و قد وعدته باللقاء؟
فلق السؤال رأسه فـ لم يعد يفهم ..
سرق لسانه و تركه أبكم ..
يعرف أن الموت عظيم
لكن غرامهما أعظم ..
" جولييت يا حبي الأبدي .. كيف للأبد أن يُعدم .. "
"فاز الموت في معركةٍ .. لكن الحرب لم تُحسم .. "
هكذا خرق (روميو) صمته
و للمرة الأولى تكلم ..
و هرع إلى تاجر السم
يشتري دواءه و البلسم ..
" لا كرامة في العيش وحيدا .. الموت بجانبها أكرم .. "
لن يحرمه الموت هواه
فهواه على الموت مُحَرَّم ..
ذهب إلى قبرها يتحدى
الموت و القدر المُحتم ..
و نظر إلى جمالها النائم
حية , لكنه لم يعلم ..
و أخرج قارورته السامة
و قبل أن يشربها تشمم ..
فـ اقشعر بدنه و ارتجف
في صدره القلب المُهشم ..
فـ وضع يمينه على فؤاده
و أخذ قراره و صمم ..
و رفع قارورته إلى فمه
و جرع مشروبها المُسمم ..
" نخبك أنتِ يا جولييت .. و نخب عاشقك المُتيم "
فريد 21/4/2017