منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - دِرَاسة بِـ عِنْوَان: [طُقُوس الكِتَابْة]
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2007, 02:54 AM   #15
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


ماذا يميز طقوس الكتابة لديك :


من خلا ل هذه الدراسة .. حاولت أن استجمع من كتابنا وشعرائنا .. طقوسهم العامة للكتابة .. فكانت ردودهم في تأرجح بين وجود طقوس حقيقة أو عدمها .. لأن البعض منهم من لا يهتم بذلك .. وأن في هذا الزمن ليست هناك طقوس حقيقية يعيشها الكاتب أو الشاعر .. سوى أنه يجلس أما ( كيبورده ) ويكتب ما يريد .. فـ كانت أراء الأغلبية أن لا طقوس تميزهم عن غيرهم من الكُتاب والشعراء ولا يهتمون بأمر الطقوس بقدر اهتمامهم بالنص ذاته.. إلا القليلون منهم ..
(( فـ الكاتب أو الشاعر الحقيقي .. هو من يتميز بطقوس معينة وخاصة به وحده .. )) حسب رأي الشاعر سالم الرويس ..
فـ هناك طقوس لا يستطيع الكاتب أو الشاعر إلا أن يعيشها ليكتب .. ولكل كاتب وشاعر طقوس معينة.. وظروف وعوامل يجب أن تتوفر له .. في رحلة الكتابة .. فقد اشترط البعض ، أنه لـ يكتب .. يجب ان يكون بـ مفرده .. فلا يستطيع الكتابة بحضور أحد .. او بمجرد الشعور بوجود أحد .. فقد أشارت نتائج الإستبان إلى أن 88.5 % منهم يؤثر وجود الأشخاص بجانبه على تركيزه وإبداعه في النص .. وقد تساوت هذه النتيجة مع نقطة الهدوء وترتيب المكان والنظام .. وهذا إن دل فإنه يدل على تلازم النقطتين .. واقترابهما .. وتوافرهما في شخصية الكاتب والشاعر متلازمتين ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فهذا النوع منهم يحب الهدوء والانطواء والوحدة مع النفس .. حتى يعيش الحاله التي يريد .. ويستغرق فترات طويلة في التأمل والتعمق فيما حوله .. فـ يسكب مشاعره شعرا او نثرا . وقد أوضحت نتائج الإستبيان أن 88.5 % هم من يفضلون الهدوء والترتيب ونظام المكان والتأمل لفترات طويلة أثناء الكتابة على عكس القسم المتبقي منهم وهم 11.5 % منهم فقط ..

والشكل يوضح ذلك ،،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أما القليل منهم ، يعيشون طقوس مميزة مثل وجوب توافر الإضاءة الخافته .. وتشغيل موسيقى هادئة أو حزينة ..قد تساعدهم على استرسال المشاعر .. ولبس لباس معين يفضلونه أو تلطيف المكان التي يكتب به .. بـ رائحه معينه يفضلها .. كروائح الفواكه كما ذكر احدهم .. ووجوب الشعور بالحزن والـتألم والشرود الذهني التام .. والزفير بـ آه .. ونبش الذاكرة بتفاصيل الأحداث وإسترجاع الماضي الذي يساعده على الحزن والألم حسبما يقتضيه النص .. وعدم السكون ... وحاله حركة لا إرادية .. وعدم الهدوء مع النفس إلا بعد ولادة النص .. ولا ننسى أهمية وجود فنجان القهوة .. وبعضهم يحتاج التأمل في الصور كثيراً حتى يبدع أكثر ..و أستذكار بعض القصص التي يعرفها .. ليحاول مجاراتها .. أو التألم من خلالها لـ يكتب .. والمحاوله بعدم التفكير إلا في النص الذي أمامه ، حتى لا يعكر المزاج .. أو ينقطع حبل الأفكار .. وبعضهم من يحب الكتابة في أماكن وأوقات معينة .. مثل البحر ، الكتابة أثناء مشاهدة الغروب أو الشروق .. لكل هم قليلون جداً هذه الأيام ..
و يذكر الشاعر رجا المريخي لنا هذا الطقس الذي عاشه قائلاً .. في يوم من الأيام كنت في البر وبـ بيت الشعر تحديداً وكانت ليله مغمره وكان فصل الربيع والنار موقده والدلال على النار كان الجو في غاية الروعه وقتها كتبت قصيده أرضت غروري حقيقةً .. بعنوان (( ست الحسان )) أقول بمطلعها
في ظلام الليل في ذاك المكان = بس أنا والنار ودلال وصبي
والقمر في ليلته ست وثمان = والمروبع وسط هالفيضه ربي
والنسيم الي يهز الخيزران = فيه يحتار الفكر أو يتعبي
خالط النوير ريح الزعفران = وإجتمعبه هيل مع ريح إحطبي

وقد تحدث الشاعر إبراهيم الشتوي عن هذا الموضوع طقوسه قائلاً : (( أنها طقوس الحلم الذي أكتمل تفسيره والجسد الذي تمت أعضاءه.. طقوس اشبه بكتمال قرص الشمس بعد كسوفها .. ونور القمر بعد خسوفه أن أكتمال النص وخروجه هو راحة مسافر أنهكه السفر ومهموما حل عنه الضجر ))


ومما يثير إعجابي ودهشتي .. من قدرة بعض الكُتاب والشعراء في الإبداع في جو صاخب إذ أنهم لا يهتمون لما من حولهم .. فـ لديهم المقدره على الشرود الذهني والإبداع في الأماكن الممتلئة بالناس كـ المقاهي .. وغيرها ..

 

عائشه المعمري غير متصل