[موضي]

الله حينما أرسل الرسل عليهم السلام أعطى كل نبيّ معجزةً على الشيء الذي اُشتهر به قومه فمثلا قوم موسى عُرفوا بالسحر فكانت المعجزة أقوى من السحر
وعيسى اشتهر قومه بالطب فكانت معجزته ماهو أقوى من الطب من شفاء الأكمه و الأبرص واحياء الموتى بعد اذن الله
وجاء نبينا وكانت معجزته لغة لأن العرب عُرفوا بالبلاغة وفكانت معجزة العرب عقليّة لا ماديّة لأنها الرسالة الأخيرة والخالدة .
لغة العرب التي نزل بها القران تحدّى الله سبحانه بها العرب أن يأتوا بأية لشدّة علّوها واعجاز بلاغتها والعرب كانوا على دراية تامة أنّ لغة القران شيء سماويّ وليست من قول بشر لأنهم بلغاء واتهموا نبينا بأن به جِنّة وأنه قول ساحر!، ثم ألم يكد الوليد بن المغيرة يُسلم حينما سمع أياتٍ منه ! وألم يهدي الله عمر حينما قُرأ عليه بعض أياته !
حقيقٌ أن تكون اللغة العربية عالية وعظيمة وولود لأن بها ختم الله الرسل والرسالات .
والعجيب أن نجد من العرب غير المسلمين وقد حفظوا القران كاملا كميخائيل نُعيمة ، لأنها انتماء أولا ثم قيمة عريقة وهناك من الأعاجم من تعلمها وأتذكر أنه في ألمانيا كانت تُدرس مادة اسمها " الأدب العربي الكلاسيكي" كانوا يدرسوا المعلقات السبع .
أخيرًا عامل اللغة الواحدة عامل قوي في الوحدة والألفة وأذكر مرة قرأت لأحد الأعاجم حضر مؤتمرًا في دولة عربية - كلهم عرب تقريبا - وحينما صعد أحدهم ليتلكّم ألتفت يمنة ويسرة ليجد الجميع منصت ولم يضع على اذنية ( سماعة الترجمة ) فسأل من بجواره : أتفهم مايقول وهو ليس من جنسيتك ؟ قال : نعم فهي لغتي ، فقال منبهرًا : أنتم أمةّ من السهل أن تتحدّ وتصعد عاليًا .
وفي الأخير لغتنا لغة عظمية وأنا أعشقها حدًا أني أتحدث بها في جلّ نقاشاتي وأثناء شرحي لدرس لأني حريصة أن تتشرب الطالبات حب اللغة الفصيحة وتذوقها بعدما أفستدها العاميّة

::