منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حكايتي معه....
الموضوع: حكايتي معه....
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2007, 06:51 PM   #11
مشاعل الفايز
( كاتبة )

الصورة الرمزية مشاعل الفايز

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

مشاعل الفايز غير متواجد حاليا

افتراضي


لم يتحدث أحد عن معركة سويرة وابنتها كان الجميع مشغولون بالخبر الذي جاء به فهد من المخابرات العامة سعود لم يغادر المملكة هكذا أدلى ثلاثة أئمة مساجد كان يزورها سعود
وتسبب فقده بالقبض عليهم قالوا أنه لن يذهب للعراق وانه ربما أنضم لأحد المطلوبين

والدي كان يقلب يديه لااعرف إن سره الخبر أو أحزنه يرفع رأسه باتجاه كل متحدث من أخوتي كأنه يبحث عن إجابة سؤال ذبحه ليش ياسعود؟
من بعيد وددت لو يسمح لي بإحتضانه لو يعلنعن غضبه على سعود ويلعنه لكنه لم يفعل

حتى خشيت أن يذبحه ذلك أمي أفرحها الخبر هي تبني على أعطيات الرحمة الصغيرة أماني كبيرة وتبدأ تمد لها حبال كحبال الأشرعة تسمح لها بتحريك السفينة
ربما كنت أشبهها بطريقة ما أنا أيضاً فعلت ذلك بطريقتي مع ناصر
وإن كانت الأفراح في تاريخي أنفاسها قصيرة شئ ما يخنقها وسط الضحكة وشئ ما يرفس الأمل فيعود مخذولاً
لايلوي على شئ ..كنت موقنة أن حلمي سيتحقق لكني لم أعرف أبداً أن أصابع فتاة صغيرة تظن أن البدويات "مش قد كدا" ستنقضه شيئاً فشئ وأنني أنا ستلوي جيناتي البدوية أنوثتي وتجعلني أمنحها قدري تلوكه كما تشاء
لم تفك هيا حصار صمتها ولم تبرر ليلا بكائها لكن ذلك كان كافياً ليخبرني أن الأحلام لاتصنع كما نشاء
وأن قرص الحلم لايجامل العاشقات ..
تركتهن ذات مساء خلفي ورحت أتجول في بلاد جدي أرقب جيلاً آخر من عائلتنا يسبح في البركة ويغتال
الرمان قبل نضجه
في آخر مزرعة جدي كانت هناك عريشة عنب لايهتم بها أحد سمعت من الفتيات أنهن أكتشفن عناقيداً
قد منت بها الطبيعة فساقني فضولي نحوها
عندما اقتربت قفزت أمامي نورة كانت تحاول ستر نفسها بجلالها بينما ظهر من خلفها ناصر ليسقط
جلالي وقلبي على الأرض
تعلقت عيني بعينيه ..بدا لي كأنه سيعتذر فالتفت راكضة وصوت حليم يقفز في مخيلتي المراهقة

إني رأيتكما معا

بكيت كأنني حبيبة قبضت على حبيبها الخائن وكأن ناصر غدر بعهود تبادلناها معاً

وكل الذي بيننا وعد رجل لطفلة غدت على مشارف الأنوثة تحلم به لكنني وقتها لم أدر أن بعض الأقوال
ينساها أصحابها ليموت في سبيلها السامعون

أستيقظت مريضة في الصباح ..ضمت جدتي رأسي وهي تدعو أن لاتكون حمى بيشة
ولاأدري ماحمى بيشة
كل ما أعيه أنها حمى ناصر لكن لم يكن هناك مايقال ولم يكن هناك من يسأل
تماماً كما الآن أصمت ويصمت الجميع كل مايعرفوه أن ناصر طلقني وكل ما أعرفه عنه أنه بكى لحظة خروجي وأن أخته زوجة أخي تحوم حولي لأسأل ولا أسأل
لكن للأخبار السيئة مآذن
همست عجوز من أقربائنا على حين غفلة من أمي
أن ناصر نشد عني الشيوخ في الرياض وأنهم حرموني عليه
عللت ذلك وسط ذهولي

إيه هم يحرمون اللي مالهن نما وأنت مالك نما

مات في شئ ما وقفزت كالملدوغة

الله في السماء ..



**************

 

التوقيع

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك

مشاعل الفايز غير متصل   رد مع اقتباس