هذا المقال الأنيق كان لشاعر أبعاد الجميل فواز بن عبدالله , أترككم لتبحروا معه في بحر سؤاله
تركي الدخيل.. لماذا..؟!
بقلم : فواز بن عبدالله
وأنا أفكّر في القضايا العربية التي أبداً.. لم تجد لها حلاً في أروقة المجالس الدولية رغم أنها قضايا تحرك كل المشاعر الإنسانية.. من خلال تلك المشاهد الأكثر دموية على مرّ التاريخ التي تعرض لها العرب في لبنان وفي غزة وفي العراق.. ومن خلال التفكير وصلت إلى قناعة ذاتية بأنّ الاحترام أبداً لم يكن للقضية بل منطلقه صاحب القضيّة ومؤشر احترامه عند الأطراف الأخرى سواء «المعادية» أو«الصديقة» ولأننا كعرب لا نستحق الاحترام وهي قناعة نحن في قرار أنفسنا نؤمن بها.. فمن باب أولى أن الطرف الآخر يتعامل معنا من خارج إطار الاحترام ولا يمنح قضايانا أيّ أهمية تفضي إلى حل بل كل ما في الأمر هي مداولات بينهم يعلم كل أطراف هذه المداولات أن الحلول ممكنة لكن الطرف العربي لا يستحقها لأنّ الحلول تحتاج إلى طرفي تساوي ونحن وبفخر دائماً نتمركز تحت تأثير علامة «أصغر من»..! هذا الوضع السياسي الذي نعيشه تغلغل في أنفسنا حتى أصبحنا نتعامل مع كل قضيّة على أساس «الأصغر من» فتجدنا نحقر ونصغّر ونهمش كل قضية من حولنا وليس هذا بمستغرب فالإنسان في أجزائه يتأثر بكله.. وحتى لا يذهب الحديث إلى جهات أبعد من السيطرة تابعت وأنا في سفري هذا الأسبوع لدولة عربية هي في واقعها السياسي كذبة كبيرة كباقي دولنا التي نظن أنها ستبقى..! برنامج اضاءات الذي يقدمه «تركي الدخيل» على قناة العربية.. برنامج في بعض حلقاته يستحق المتابعة لتنوّع قضاياه ولقوة المحاور التي تناقش فيها كل قضيّة. كان ضيف هذه الحلقة الشاعر «عبدالرحمن عادل الشمري» الشاعر الذي تعودنا من خلال حضوره دائماً طرح فكري وآراء شخصية نيّرة وفصاحة لسان ووضوح فكرة وخروج عن النسق العام الذي يتبناه الجميع لضمان السلامة.. ولم تخب توقعاتنا فكان حضور عبدالرحمن كعادته رائع وأكثر.. لكن ما جعل الحلقة ضعيفة هوالحضور الذي أقل ما أستطيع أن أقول عنه الآن «سخيف وجداً» لتركي الدخيل مقدم البرنامج فكأن قضية الشعر الشعبي بكل ما فيها ليست إلا واقعة تحت تأثير «أصغر من» في حسبة مقدم اضاءات..! فكانت كل تفاصيل الاستخفاف حاضرة بطريقة الكلام ووضعية الجلوس والابتسامة السخيفة وطريقة الخروج للفاصل.. فالجدية التي ارتسمت على مُحيّا الشاعر أبداً لم تجد لها مقابل في مُحيّا المقدم..! وهذا أظهر الحلقة بشكل غير متوازن يحفظ لقضايا الشعر الشعبي مكانتها ولممثلي الأدب الشعبي احترامهم..! وكما ترون عنونت مقالي هذا بأسلوب حفظ التركي الدخيل مكانته فكن العنوان بصيغة الاستفهام بقصد «الاستنكار» وإن أردتم الحقيقة من داخلي فما السؤال إلا بقصد الاستحقار.. فمن استخف بقضيته ولم يحترم نفسه فلن يجد عند الأطراف الأخرى إلا ما يتناسب وتعامله ولأن الدخيل استخف بقضيته التي أدار حوارها من خلال كل تفاصيله فاسمحوا لي أن أمنحه حقّه حتى تكون معادلة التعامل هي ذاتها التي تعودنا عليها.. فدائماً من لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرون.. وإلا..؟!
وهديتي لكم هذا الأسبوع للمختلف جدّاً «عبدالله بن حديجان» برائعته «هودج النرسين».. ومنها.
انا البارح ياغياث السهر ماغمضت لـي عيـن
....................... وانا اغازل على اخر مجثويّ افكـاري افكـاري
عيون المستحيل تهز صمت الواقع امـن سنيـن
........................... لوالمعقول عينك ماتبيـح اشعـاري اشعـاري
ورى ظلعي حنين ومن ورى الظلع الحنين يبيـن
....................... مشارف غربتي لوهي وطن واقـداري اقـداري
تجاوز عين جالوت السهـر ياهدابـك السكيـن
.................... قبل تاضع على الطرف الكسول اوزاري اوزاري
عسى فال القصايد ياسموالطـرف فـال ٍ زيـن
......................... ولا يغتال مسباح القلـق بـاذكـاري اذكـاري
فواز بن عبدالله
http://www.alsabahpress.com/spress/A...x?artid=103761