أستاذ جرير المبروك , أهلاً بهذا الحُضور الجميل في المقال ,
عيدُ الحبّ كمُستوردٍ غربيّ موضوعٌ جميلٌ و جديرٌ بالنّقاش , إذ أنَّ الاحتفالِ بهِ في بعضِ الدّولِ العربيّة باتَ ظاهرةً عامّةً تستحقُّ الوقوف .
فمنَ اصطباغِ كلِّ شيءٍ بالأحمر , إلى تبادل التّهاني و الهدايا , إلى الاستغلال المادّي لهذا اليوم من قِبلِ التُّجّارِ و نخّاسي المشاعرِ المُصطنعة .
لا يحتاجُ الحبُّ إلى عيد , لأنهُ من المُفتَرضِ أن يكونَ ظاهرةً يوميّة , أن ينتميَ إلى الأشياءِ اللاراديّة الّتي تحدثُ بتلقائيَةٍ مُفرطَة تماماً كما حاجاتُ الانسانِ الأساسيّةِ الأخرى و رغباته .
و على الجهةِ الاخرى أرى أنّه ربّما كانَ فرصَةً جيّدةً لتذكّرِ من نحبّ , لنسحبَ أنفسنا من ضغوطاتِ الحياةِ اليوميّةِ و نفكِّرَ ان نقدّمَ كلمةً أو وردةً أو هديّةً صغيرةً لمن نحبّ , كلُّ ذلكَ يحتاجُ إنّما إلى خصوصيّةِ الفعل , بعيداً عن المتاجرة و المجاهرةِ بالعواطفِ و تحويلِ المباردةِ العاطفيّةِ إلى سلعةٍ للإتجار .
و كم تمنيّتُ حينَ كنتُ أرى اصطباغَ العالمِ بالأحمر , أن تعودَ القلوبُ ايضاً إلى لونها الأحمر و تملأُ الجسدَ بمشاعرِ الحبِّ , تماماً كما الأحمرُ الّذي يزيّنُ الأجسادَ و الأيدي .
شُكراً أستاذ جرير , لا عدمنا حضوركَ و نورك .