منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - انكسار الضوء في وسط مؤلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2009, 10:08 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي انكسار الضوء في وسط مؤلم


بعد فراقهما .. منحهما الزمان لقاء ساعة .. فكتب :ـ

=================================

الأوطان لا تموت لكنها تخون .. تكذب كالأمنيات الخائبة والأحلام الفاشلة .. تتلون كطريقي إليكِ .. عن يميني عرائس اللقاء وعن يساري جنائز الفراق .. وفي داخلي رجلٌ محتال .. يُقنعني أن بُعادنا أوهام .. ونبرات صوتك في أذني تزيد في الحجة والإقناع .



صالة الفندق عرّافة تقرأ كفي وترسم خط العمر .. موظف الاستقبال يسألني هويتي .. ويُخرج عينيه من ملامحي وغترتي وجيوبي ، النظرات تجلس على الأرائك تريد اقتلاع أسراري ، الرخام نظيف لامع .. هو الآخر له عيون تفتش وتسأل ... جلستُ في الركن هناك .. كوب الشاي يحسو ذكرياتي معكِ .. ويتمدد بالحكايا .. تعبت .. فأسندت رأسي على ذاكرة تنتظر .



وأقبلتِ يا سلمى .. كجريمة تُغري بارتكابها لأظل حياتي كلها متهماً بتفاصيلها .. كسماء تدخل بين أضلعي وتُغرقني بمطر ، كتفاحة من روح .. ودماءها في ناظريّ ، كان قلبي رائعاً بك .. ودماء الحياة التي تسيل من مشيتك تصب فيه .. احترت معكِ يا سلمى .. كأنك مسكونة بالحروف .. فإن التقيتك نبعت في داخلي القصائد والنصوص .



وجلستِ بالقرب مني .. الوقت أعمى والمكان ظنون .. حديثنا لم نُطعمه حرارة الأشواق .. فقفزت إليه بلاهة الغرباء .. لا عليكِ يا سلمى ..هبيني حدثتك عن الليالي المحشوة في جسدي وقد طعنتها الذكريات .. والنهارات التي مضغتُها بمرارة الفراق .. أكنتِ ستصدقيني حينها ؟ واضيعة حبي إذن .. إن كان كل بضاعته أحاديث .



لِمَ يا سلمى .. تركتِ ملامحكِ هنا ؟ صوتك يغتال الأمكنة .. يتنفس بين أوراق الشجر .. يجلس على الأرصفة ويبللني بنبراته .. يجعلني مجاوراً للمساء كحفنة شوق .. ، من وشاحك الأسود تتدلى نظراتي إلى عينيك .. إلى وجنتيك .. إلى وجهك الجميل وقد كساه صيف مدينتي بإحمرار لذيذ ، لم تضعي عطراً يومها .. لكنّما أشتم رائحته في دمي .



لِمَ يا سلمى .. تركتِ ملامحك هنا ؟ تعرفين كما أنا متعب .. الأيام حشرات قذرة تزحف في رأسي ... والسجون تركض في حياتي وتعتقل كل حلم يؤنسني .. وحدها الصحراء من ألقي فيها وجهي وأقول لها ستمطر غداً .. لننبت معاً ، خنقتني الذكريات والتفاصيل الصغيرة .. نخرتني ليال الشوق اللعينة .. وهذا اللقاء قاسٍ .. ينكأ ألم الفراق ..، قد نشرف على الهلاك من ظمأٍ .. لكن الفجيعة أن نرتوي من ماء مسموم .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم فرغلي ; 02-01-2009 الساعة 10:11 AM.

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس