منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [شَاعِر الْصَّحْوَ وَالْمَحْوَ ] !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2009, 05:13 PM   #1
تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
( كاتبة )

افتراضي [شَاعِر الْصَّحْوَ وَالْمَحْوَ ] !!



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ إِلْى كُلُّ شَاعِر دَنىْ وَتَدنَّى مِنْ مَجَرَّةُ الْشَّعْر ، قَابَ قَوْسِيْنَ أَوْ أَدْنَى !! ]




[ الْصَّحْوَ وَالْمَحْوَ ] . !


.
.
.

كَأَنَّيْ غَرِيْبَة فِيْ عَالْمَكُمْ كَحَظْوة الْكَلامُ الْضَائِع فِيْ صَمْتُ الْجَسَّدِ
كَبِزُوْغ الرُّوْحُ فِيْ أَمَوْاج الْمُوْسِيقَى الْليَّلَكِيَّة عَلَى الْبَحَرَ .

وَرَقُ يَشِيَّعُ نَزْفَهُ ..!
مُذْ قِيْلَ لِلْجَسَّدِ اِنْشَطِرْ إِلى أَثْنِيَّن ..
فَاستِرجَاع آدمْ وَحَوَّاءَ أَكْثَرَ مُعْضِلَة ، لَيْسَ عَبَثاً !

لاَبدُّ مِنْ وَصْف يَلِيقُ
شَاعِر وَارِثْ الأَسْلاف وَعِنَاده
وَارِثْ بَهائه وَاشْتِهائِه
وارِث مَرَارة النَّسل وَالنَّسبْ

قَالَ : مَا تَفْعَلِين هُنـا ..
قَلْتُ : أَبْحَثُ عَنْ نَجْمَ سُهَيْل ..
قَال : أَنَا نَجْمَ سُهَيْل ..
قَلْتُ :حَقَّاً ، إذاً فَمَـان الْكَريمْ ..
قَال : لَحْظَة وَاْحِدَة مِنْ فَضْلكِ ..
قَلْتُ : هَلْ أَنْتَ مَنْهُمْ ..؟
قَالَ : مَّمَنْ ..!
قِلْتُ : الْذِيْنَ يَقُوْلُوْنَ كَلْمَتْهُمْ وَلاَ يَمْشُوْنَ عَلْيَّها ..!
قَالَ : لااااا
قِلْتُ : أَظنْ أَنَّنِيْ شَمَمْتُ فِيْكَ هَذا .!
قَالَ : وَكَيْفَ هَذا ..؟
قِلْتُ : مَنْ جَهْرَ لِسَانِكَ .!
قَالَ : وَمَا تُرِيْدِيْنَ ..
قَالِتُ : تُرْشِدَنِيْ إِلْىَ مَضَارِبُ أَعْمَامِيْ .
قَالَ : أَقَادِمَة أَنْتِيْ مِنْ الْمَدِيْنَة ..
قَلْتُ : نَعمْ ..
قَالَ : وَمَا أَنْتِيْ فَاعِلَة لَوْ أَرْشَدَّتَكِ ..؟
قَلْتُ : أَتْركُ خَيَّمَتِكَ فِيْ الْحَال طَبْعاً ..
قَالَ : أَبْقِيْ هُنـا لِسَوادَ هَذِهِ الليَّلَة ..
قَلْتُ : كَلاَ لَوْ كَنْتَ أَدِمِيّاً لأَرْشَدتَنِيْ إلْىَ مَضارِبُ أَعْمامِيْ ..!
قَالَ : فِيْ هَذا الليَّلُ الْدَّاْمِسُ ..؟
قَلْتُ : وَلِمَ لاَ وَأنْتَ دَلِيَّلِيْ ..
قَالَ : وَمِنْ قَال أَنَّنِيْ دَلِيَّلَكِ ..!
قَلْتُ : أَلمْ أَقُوْل لَكَ !
قَالَ : مَاذا ..؟
قَلْتُ : أَنَّكَ مِنْهُمْ ..
قَال : مَّمَنْ ..؟
قَلْتُ : الْذِيْنَ يَقُوْلُوْنَ كَلْمَتْهُمْ وَلاَ يَمْشُوْنَ عَلْيَّها ..!

فِيْ اِحْتِراب الأَضْداْدِ كُلُّ شَاعِر يَطِيَّر إِلْىَ حَيثُ الْجَنُوْن ،
وَكُلَّ الْجُنُوْن يَطِيَّر إِلْىَ الْشَّعر ..
وَلْكِنْ الْشَّعر يَتَلافَى مَقُوْلَة ، [ قلْ كَلْمَتكْ وامشْ ]
إِنَّهُ يَقُوْل وَلاَ يَمْشِيْ ..!
سَائِر فِيْ الْهَواءِ عَلَى قَامَة قَلْبهُ بَيْنَ جِنُوْنه الْحَقِيَّقِيْ وَالْخَلْبِي
يَرسِمُ الحُوْرِيَة والإِنْسِيَّة ..
[ الْمَلائِكَة وَالْجنَ ] وَالشَّيَاطِيَّن ! [ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيَّن ] ..


يُغَنِيْ الْشَّاعِر يَعْثر عَلَى خَطاهُ .. يَتْلفَّت يَمِينهُ وَيَسَارهُ !
وَيَجْرع كَأَسهُ حَتَّى الْثَّمالَة جَسَّدهُ لِلْوَراءِ وَرَأَسهُ لْلأَمامِ.
وَالعَكْسَ ..!
مَنْ يَضَعُ أَصْابِعه فِيْ أَذَانهُ مِنْ الْصَوْاعِق ..؟
هُوَ .. نَحنُ ..!
نَحنُ عَلِيْنا الإِصْغَاءِ فِيْ حَضُوْرِنا الأَرْقَ ..
وَمُبَارَحة الْتَّسَاؤْلاتَ لِيَزِيَّد بَلْبَلتِنا .
حَيْثُ هُوَ حَذرُ الْمَوْتَ ..
كأَنَّهُ يَحْتَدِم الْحَياةُ لِيَوْقِظ شَهَوَة الْمَوتْ وَالمَوْتى .
لاَ يُقَاومْ أَقَالِيَّم الْحِصَار طَوِيلاً !
يَفِكُ عَقْدةُ لِسَانهُ ..!
تَوْالِيْ الليَّل وَالنَّهار ..
الْزَمانُ وَالْمَكانُ ..
تَوْالِيْ الْظَّلْمَة وَالضَّوءَ ..
وَالْوَجُوْدَ وَالْعَدم ..

أَمَام [ الْصَّحْوَ وَالْمَحْوَ ] يَنْفَتِح الْجَرحُ الْشَّعْرِيْ وَبَيْنَ الْمكْلُوْمَة وَالْمَحْلُوْمَة يَلْتَئِم الْدَّم عَلَى فَضَاءاتِه .
يَنْفَجِر بَالْقَوْل مَنْذُ الْبدء ..
قَدْ لاَ يَخْطِر عَلَى الْبَال !
قَدْ يَهْرف بِما لا يَعْرف !
أَلِيسَ الْذَّاتُ تَعُوْد إِلْىَ مُبْتَدَاهــا !!

يَتْأَرْجح بَيْنَ الْمُسْتَحِيل مُتْنَاسِياً ..
وَالْمُسْتَحِيل نَاسِياً !
قَالُوْا لِسَانَ الْشَّاعِر ..
لُغْتِيهُ ومَطَارحاتِهُ !
مَزامِيْرهُ وإِقْتِرافاتَهُ ..
وَمَرائِيَة تَنْطَوِيْ عَلَى الأَقْدار وَالْمَصائِر .. !

يَعْنِيْ يَتْوَهمْ !!
يَتْوَهمْ يَوْجّهها وَيسْتَخدمهـا !
وَالْحَقِيَّقَة تَوْجّههُ وَتَسْتخْدِمهُ !

يَدوُر فِيْ حَلقَة
بَيْنَ الإِعْصَار وَاللْهفَة !
يَرتِمِيْ ويَسْتَعِر
عَلَى إِيْقَاع حَقُوْله !
يَشْعِل جَسَّد وَرُوْح !
حَقُوْله لَيَّالِيْ ، تُسَاهِرُ الْنَّجَوْم ..
دَمْعَة تَبْكِيْ مَنْ ليَّالِيْ قَائِظَة !
تَسْتَحْوذ شَاعِر شَمْس غَارِبَة !
وَهِيَّ شَمْس الْشَّاعِر الليَّلِيَة ..!

يَرى رَؤْيَا يَبُوْح وَيَعْتَرف ..
يَعْنِيْ رَؤْيَـا الْعشَّق !
يَزَداد تَواصِل وإِيْصَال ..
فَ اِزْداد ظَمأً !
لُغَة وَاحِدَة !
أُنْثَى وَاحِدَة !

فَ هَلْ يَنْقَلِب مَناخهُ عَنْدَ [ الْصَّحْوَ وَالْمَطِر ] ..؟
أمْ يَؤدَّيْ الأَمرَ به لِلْجَنُوْن !
يَقْتَرب وَيَبْتَعِد ..
يَغَذِيْ جُنُوْنه أَوْهـامْ !
خَيَالات تَسْتَوْطِن ..
تَستَوْطِن الْرَّوْح !
يَسْتَمْكِن مِنهــا ..
جَنِيَّن يَسْتَمْكِن !
يسْتَمْكِنْ رَحمْ أُمّهُ ..
رَحمْ أُمْ تأَبى ..
تأَبى مُغَادَرتهُ حَيِنَ الْوِلادَة !

وَهَلْ هَذهِ نَزْوَة .. ؟
وَلِشَّاعِر نَزَّواتْ ، فَهُوَ فِيْ جَحِيَّم الْقَلْق مَنْ شَؤْونَ الْشَّجُوْن
فِيْ الْعَمر أكْثر طِفُوْلَة !
فِيْ الْعرِيْ أَكْثَر عَراءْ !
فِيْ الْمَوْتَ أكْثَر حَياة !
يَسْتَشعِر نقِصَانهُ ..
تُسَاعِفـهُ رَغْبَاتهُ
يُرِيدَ مَال ليْسَ لهُ ..
مَالا يَكُوْن لهُ ..
وَلنْ يًكُوْن أَبَداً ..
فَ يَنْحْدر عَجْزهُ عِنْ الاِكْتِمال .. !

فَمَا حِيَّلةُ [ شَاعِر دَنىْ وَتَدنَّى مِنْ مَجَرَّةُ الْشَّعْرِ ، قَابَ قَوْسِيْنَ أَوْ أَدْنَى !! ]
مَتَى يَهدأ الحَال .. ؟
وَالَحال يُقرَّبُ الْبَال .. !
وَالْبال تَعْصِفهُ الْهَواجِس
والْهَواجِس خَراْفَات وَأَسْاطِيَّر
والأَسْاطِيَّر تَتَمزَّق ..
تَتَمزَّق بِالشَّك وَالْيَقِيَّن ..
وَالشَّك وَاليَقِيَّن إِيْمَان وإِلْحَاد !
والإِيْمانُ والإِلْحَادُ خَير وَشَر !
فَ أَيْنَ الْفَاصِل بَيْنَهُما ..؟
وَيَقْضِيْ عَمْرهُ قَرابةُ شِعْرهُ لِلْفصْلَ بَيْنهُمـا !
وَالفَاصِلَ صَوْت صَارِخ فِيْ الْبرَّيَّة ..
نَصْفَنا شُعَراء
نَصْفَنا أُدَباء
نَصْفَنا يَغْتَال مَعْنى الحُبَّ
بَالزِيف وَالْرَّيَشَة
بِالشَّفاه وَالكَلام ْ
بَسْ كَلام الَوْد بَاقِيَ فِيْ طَبَلَة الأذْن
مَـا يَطْوِيه النَّسْيَان !
عَالمْ مَنْ الْنَّيَّام
نَام أَوْ مَات ..
اِسْتَيْقظَ النَّاس ..
فَ اِنْتَبهُوْا ..



أَيْنَ جَوْهر الاِلْتِباسُ مَنْ فَائِضُ قَيمة الْحَياةُ ..؟ كَيْ يَتَّسِع شِعْرهُ حتَّى رفَّاتـهُ ..!

 

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ غير متصل   رد مع اقتباس