منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [..تجــارة الحــب ..]..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2006, 05:01 AM   #1
ღنـــــوفღ
( كاتبة )

الصورة الرمزية ღنـــــوفღ

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ღنـــــوفღ غير متواجد حاليا

افتراضي [..تجــارة الحــب ..]..!!


::
:




لا يخفى علينا أن الحب عاطفة سامية تهب الإنسان السعادة وتُحقق له بهجة الروح ولأن الحُب ملاذ الجميع ومُبتغى البشر فهم دائماً في بحثٍ عنه هنا وهناك .. ولكن هل الهدف يُبيح لنا البحث عنه بطُرق واهية أقرب إلى التجربة أو بيع وشراء السلع .. !

الأمكنة لو أُتيح لها النُطق لاشتكت من تلك الطُرق التي يعمد إليها مُرتاديها من الجنسين وحجتهم [ البحث عن الحُب ] .. !

المُجمعات التجارية مرتعٌ خصب لهذه التجارة فتلك حضرت إلى السوق لا لشيء فقط [ لعرض] مواهبها [ الأنثوية ] علّها تجد لها قبولاً في عين مشترٍ يقطن زاوية من هذا المجمع .. !
وذلك قدِم إلى السوق من أجل متعة نفسية في مشاهدة العارضات .. !

المستشفيات كذلك أصبحت مرتعاً آخراً للبحث عن الحُب .. أو لعرض السلع .. !
فهذه تتأنق وتتجمل وتأتي إلى العمل من أجل العمل ومن أجل أن يبتسم لها الحظ فتجد شريكاً لها أو مشترٍ لهذا المانيكان الجميل .. !
وذلك يأتي مُبكراً وهو في غاية الأناقة كي يجذب نظر فلانة وإن لم يجد مُبتغاه فنجده يقوم بتقييم الموظفات ويلوك سُمعتهن .. !

دور المكتبات أيضاً أصبحت مرتعاً لهذا النوع من التجارة ولكن للمثقفين أو للمتظاهرين بالثقافة .. !

ثمّة شيء أضحكني كثيراً وهو التسوّق الليلي في السوبر ماركت .. فبعد الانتهاء من التسكع في الأسواق وقبل الذهاب إلى المنزل [ محطة استراحة ] يعكف الكثير من الجنسين على التسوق الليلي من أجل البحث عن هذه التجارة لتقوم أنت عزيزي المتسوق الفعلي والحقيقي والذي لم يُسعفك الوقت للتسوق المُبكر بالنظر إلى ساعتك لتجدها قاربت من الواحدة أو الثانية صباحاً وتفترض حسن النية فربما هم أيضاً لم يُسعفهم الوقت للتسوق المُبكر ولكنك ترى ما يشيب له الرأس ويندى له الجبين في إطار مُضحكٍ مُبكي .. !
قد تُشاهد تلك الجميلة التي تتسوق وقد أنهكها البحث عن علبة [ شامبو ] مُناسب وسعره [ غالٍ ] كي تُعطي انطباعاً بأنها على قدرٍ عالٍ من الاهتمام بجمالها وبأنها تُحقق المركز الأول في عالم [ الأنوثة ] .. !
وقد تُشاهد آخراً يكاد يسقط من اللّف والدوران على كريم [ الحلاقة ] وتونيك مابعد الحلاقة إشارة للفتاة بأنه رجلٌ يهتم بأناقته المُفرطة .. !
وتبقى تُشاهد وبعد أن يتم البيع والشراء عبر ورقة صغيرة هي [ العَقْد ] تجد أن كليهما خرج ولم يحملا معهما الشامبو ولا كريم الحلاقة والتونك .. !

وأنت في منزلك تُعاقب [ الريموت كونترول ] بالضغط عليه مراراً وتكراراً لتفاهة ما تُشاهد تجد جملة طويلة عريضة تقول [ شاب وسيم ومملوح يبحث عن فتاة في .. تُقدّر الصداقة والحب ] وأُخرى كتبت [ فتاة جميلة ومثقفة توّد التعرف على شاب يُقدر المرأة ومليء بالحنان ] .. !
ناهيك عن طلبات الأرامل والأرملات .. أو المُتزوجين والمتزوجات الذين يمرون بحالة نفسية سيئة إثر بعض المشاكل الزوجية .. وللمُطلقين والمُطلقات حضورهم أيضاً في القنوات الفضائية .. !

ثمّة مرتعٍ خصب آخر يعجّ بتلك العينات وبوابة للوصول إلى هدف تلك التجارة ألا وهو [ المنتديات ] وللأسف - وأقولها بمرارة - أبعدتنا تلك التجارة في المنتديات عن الهدف الحقيقي لها [ تبادل المعلومات وإثراء العقل بالمُفيد والحوار ] .. وكم من الماراثونات تُقام في المنتديات سعياً وراء هذه أو ذاك .. وكم من المُشاركات التي توّد أن تصرخ قائلة [ لا تُشاركوا من أجله أو من أجلها بل من أجل الحرف والكلمة ] .. !

الهواتف سواءً الثابتة أو النقالة وسيلة لترويج هذه التجارة ولو عن طريق الصُدفة .. وآخر ما وصل إلى بلادنا الحبيبة ومُجتمعنا الغافي في العسل رسائل تصلك عبر الهاتف النقال تكفل لك وجود الحب وتضمن لك موعداً أو [ Date ] وما عليك سوى الاتصال على الرقم المُرسل .. !

من أجلك يا حُب .. نفعل أي شيء .. !
ومن أجلكِ يا نزوة .. مُغلفة .. بسولفان الحُب .. نفعل ما يهوي بنا إلى الحضيض .. ويُعبّر عن انهيار أخلاقنا .. وتحية لمُروجي [ النزوة ] والباحثين عن [ تجارة الحُب ] .. !

:

وكما غنّت كوكب الشرق [ أم كلثوم ] ..

[ يللي ظلمتوا الحُب وقلتوا عليه مش عارف إيه .. ده العيب فيكم .. يا بحبايبكم .. ]



اللهم ارزقنا على قدر نياتنا ..!
و .. كل التقدير




:
::






 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ليتنا كالأماكن نتّشرب أنفاس من يرتادنا
ونتشوق لكلّ من تأمل بجدراننا وشعرَ بآهاتنا
ليتنا كالأماني نكثُر حين الفرح ونتفاقم حين الحُزن
ليتنا كالعطر نتغلغل في خلايا من ينثرنا عليه
ليتنا كالخيبة حين تأتي بعد توّقعاتٍ أليمة
تأتي لتُخيبنا ومن ثم تُحيينا
ليتنا ... ليتني
ليتنا كلّ شئ إلاّ الأماكن كي لا نُشوّه
جمالها ووفائها
!

ღنـــــوفღ غير متصل   رد مع اقتباس