أورأيتِ ذلك الهائم على وجهه؟!
المسافر في بطون الصَّحاري تحت وقع الهجير،
وجور الظَّمأ
الباحث في الأفق عن تلك الواحة الغنَّاء
الحافلة بالسَّواقي،
والظِّلال،
وشدو الطَّير البديع؟!
أورأيتِ من أراد أن يغسل روحه بماء السَّاقية،
ويفيأ ظلالها،
ويتكئ جذوعها لوهلةٍ،
ثمَّ يسكن حتفاً بين ربوعها؟!.
أورأيتِ هذا القطار العجيب
الرَّابط بين مقلتيَّ،
وناظريكِ؟!
ما أروع السَّفر في العيون !
أورأيتِ المسافة البعيدة بين المقاعد
القريبة جداً جداًبين محطات الأفئدة؟!
متى تصل القافلة،
وتضع الرِّحال بعد هذا السَّفر الطَّويل؟!
أنَّى لي أن أتكىء الشِّغاف،
وأرتشف نبضة تحت الظِّلال،
وكيف سأمارس الوصول إلى الأفق
الخارج عن نطاق الزَّمان،
والمكان؟!.