منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الصعاليك
الموضوع: الصعاليك
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2012, 09:46 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي الصعاليك


أين تلك التلال يا ترى التي أرى فيها الآمال ،أين العشق الذي نبحث عنه ،كأننا وجدناه وعشنا أحداثه سويةً ،كانت أيام طويلة أنعشتني حياة جديدة ،والآن أي العيش اختير لي .
إنه وقت صعب ،لا يكاد بثقله أن يمضي إلى حالات أخرى ،لقد سئمت حقاً أن أمج الكدر كل لحظة تمر في هذا الوقت العصيب .
إنه عفريت المصباح يظهر أمامي ويقول – كل الأماني التي تود حدوثها سأحققها لك – قلت له : المال ؛وهاهو أمامي أكوام ،بعثرت ما فيه هنا وهنا ،أضحك واستمتع للحظات فقط ولا أجد ذلك مسلياً ،سئمت الحال أيها العفريت هل لي بطلب آخر ،قال لي : لك هذا ؛ إنني أتوق لرحلة إلى ماض ولى ؛إلى أولئك القوم الذين قرأت عنهم كثيراً ويقال لهم – الصعاليك - .
حدث الحدث انتقالا إلى صعاليك التاريخ ووجدت أحدهم دون الشعور بذلك ،يا ترى هل هم في أسلوب حياة سليم ،لا أعتقد ذلك ،فهم شواذ عادات وتقاليد ،قدموا لعقيدتهم عقيدة أخرى ،هي الحرية في الأفعال والأقوال ومساعدة المساكين في وجهة نظرهم ،يسرقون القوافل ويقطعون الطريق لأجل مساعدة الفقير ،هل يا ترى أفعال صحيحة تلك ،لم أعد أعلم حقيقة الأمر ،ولأن القانون والنظام الذي أعيش فيه ممتلئ بثغرات وفجوات فادحة ،أرى أفعال الصعاليك أهون شرّا منها ،ففي دائرة الواقع كثر التجبير والظلم والتعدي على الآخر دون وجه حق .
الصعاليك كانوا صحبة ذو عالم خاص ،مكشوفين للآخرين بأفعال تعد جرائم ولا خلاف ،وكأنهم يعلنون بأنهم "يلعبون على المكشوف" بلا خداع أو مهادنة ما ،نابذين الخديعة خلف أظهرهم ،ويحملون بين ظَهْرانَيْهِمْ معاني الرحمة ونبذ تلك الفرقة المتبجحة بقوميتها .
فهل أحيي فيهم ذلك ،أو أعلنه دفاعاً عنهم ،وجدت لا أهلية لي لأن أحكم عليهم أو أقيّم أفعالهم ،فبحثت عن فائدة أقتنصها لهذه الفرصة ،فلقد اعتدت ألا أعود من حيث أنا خالي الوفاض ، إنها تحاكي وجداً في عالمي أوجده عليّة القوم مالاً وولدا .
أولئك العليّة من القوم كثيرو التفكير وتقدير المقادير ،ثم ينظرون ،فيعبسون ويَبْسُرُون ،وي كأنهم منزهون ،ألا إنهم هم الهالكون ،فهذا قدر كل متعال مستفحل تعديه على الضعفاء من البشر .
واقع هذا الزمن يدعو للقلق ،ولعل تلك النُبُوءةُ بظهور رجل في آخر الزمان يدعى "المهدي" أن قاربت الظهور .
إليك وإليَّ سبات حتى تحين تلك الساعة .

( مذكرة قلب ينبض )

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس