منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - !! المقهورة ]] رواية [[ !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2007, 04:55 PM   #24
الوجه الأليم
( كاتبة )

الصورة الرمزية الوجه الأليم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

الوجه الأليم غير متواجد حاليا

افتراضي




الحلقة السابعة : لعبة الاقدار


لم أعد قادرة على استيعاب كل هذه الامور إلى الان , فأنا ومنذ أن زلزلني خبر إعدام الراحل خالي وأنا لست كمثل ما أنا ,, لقد لزمت الفراش لأيام طوال ,, !

لعل الغياب الطويل الذي سبق الخبر جعلني أكثر احتمالا ً !!
وجعلني أقوى صبرا ً رغم الانهيار في بادئ الأمر !! والا لتورات الاحزان وبتُ طريحة الفراش الابدي ! فخالي الراحل كان ولا يزال يعيش في داخلي ويقيم على عرش قلبي المنكسر .. !! وهو الذي جعلني أعيش أسعد أيامي القصيرة وأتعسها الأبدية !!


عادل لا يزال غير راغب في العودة لحياته من جديد ,, وقد أنذره مديره بالشركة بالفصل إن لم يعود للعمل ! لكنه لم يكترث بالامر كما لو أنه لا يعني شيئا ً !
حاولنا معه كثيرا ً في تقبل الواقع الا أنه أبى التطبيق والاصغاء من قبله .. و في كل مرة تطلبه أمي للحديث يصرخ : دعوني وشأني !!


لقد أخبرني بعد شهر ٍ من الاعدام إنه لا يقوى على نسيان جثة خالي التي تظهر فيها ملامح التعذيب ! قال لي وعيناه تتفجر دموعاً وأسى :
" لا يمكن لي نسيان ما رأيت ! لا يمكن .. ياليتني لم أره !!
صدره شبه محطم .. وقد بُتر ثلاثة أصبع من يده اليمنى !! و شُج رأسه ,, وآثار الحبل على عنقه !
و ..

صرخت أنا : كفى كفى أرجوك !! لا يمكنني تحمل ذلك !!

وخرجت مسرعة نحو غرفتي ! وقفت خلف الباب غير قادرة على تخيل ذلك الخال - الذي حملني بين ذراعه – بوصف أخي لا يمكن لا يمكن !!


جلست خلف الباب وقد بللتُ خدي بدمعي وأصابني ذلك الصداع الذي لايود مفارقتي .. زحفت إلى الاريكة القريبة من الباب وتناولت الوسادة الموضوعة في أعلاه لأتوسد بها .


شعرت بألم كبير في ظهري بعد أن نهضت من نومي .. رغبت النزول للطابق السفلي لأحدث أمي قليلا ً وأبتعد عن هذه الأجواء المؤلمة فما مضى قد مضى .. والاستمرار في هذا الكابوس سيجعلني مقيدة لهذا الصداع البغيض ..


كانت والدتي بغرفة المعيشة تقرأ القرآن .. وهي في خشوع مبين ,, لم أرغب في الحديث عندها ,, وآثرت تركها والانشغال بأي أمر آخر ..

عدت من جديد لغرفتي راغبة في يد ٍ تقتل الألم الذي يغتالني يوما ً بعد يوم ! أريد من يعينني على هذا المصاب ,, أريد من ينسيني ما جرى ..

وللحظة أو ربما لحظتين تتراءى أمامي أطياف مريم وابتسامتها ,, وأجد طيفا يخاطبني :
" لا تحزني ليلى !!

وآخر يقول :
" دعي قطار العمر يسير ..

وآخر تظهر فيه بحزنها الأخير !!

أمد يدي لأحدهم وأهذي :
" مريم أحتاجك أنا .. !
مريم تعالي !!


وأجد الصور من حولي تدور وتدور وتدور .. ! فأدور أنا الاخرى وأصرخ :
" مريم تعالي أحتاجك ورب السماء !

وفجأة الصور رويدا رويدا ً أراها تمضي للبعيد إلى أن .. أن تختفي !!!!


*****



بدا هذا المساء طبيعيا ,, بعد مرور شهر وأكثر بقليل على الاعدام ..
أمي كانت تتحدث في أمور اخرى غير الاعدام وماتناولته الصحف وماقاله الناس عن جريمة حرق السيارة والاعدام أو ماقاله الجيران .


فكانت تخاطب والدي بابتسامة وتلتهم الطعام بشراهة ,, ! وأنا فرحة لأن والدتي استعادت كامل صحتها بعد الصدمة القاتلة !
أما أنا فلايزال بقايا حزن في داخلي سينتهي مع الأيام القادمة وماسيبقى منه سوى ذكرى !


الكرسي القريب مني خال ٍ ! وهو كرسي أخي عادل .
أتمنى له هو الاخر أن يتخطى حواجز هذه المصيبة .. وأن يعاود بذل إمكاناته من جديد ..


أما والدي فكان متأثرا ً هو الاخر وإن لم يكن بقدرنا نحن الثلاثة ! وعلى هذا العشاء عاد ليتفح الملف من جديد قائلا :

" ما أخبار أهل ناصر ؟

تترك والدتي الملعقة جانبا ً وتتنهد بأسى :
" لا أدري !

أما أنا فكان الأمر يبلغ ذروة الأهمية لدي ! فثمة تساؤلات لم أجد لها اجابة :
" أبي ؟

" نعم ؟

" منذ متى وعائلة ناصر هنا ؟

يحاول مضع اللقمة في فمه جيدا ً ويجيبني بما يزيد حيرتي حيرة !
" ثلاث سنوات ونصف !

أظنه وقت قريب للجريمة التي أرتكبوها !

" أبي ؟

" نعم بنيتي ؟

" لماذا جاءت عائلة ناصر إلى هنا ؟


وجدت والدتي تضرب الطاولة بالمعلقة صارخة :
" كفى ياليلى , لا داع ٍ لهذه الأسألة !
تناولي وجبتك ِ بصمت ..


" لكن ..

" قلت كفى !

أعود لتناول عشائي من جديد وفوق رأسي تحلق كثير من الأسألة .. ! أين عرف خالي ناصر ؟ ولماذا جاء ناصر إلى هنا في حي ٍ قريب لمنزلنا ؟ بل لماذا ترفض والدتي اعلامي بالأمر !

وتعود تيارات الفكر والتساؤلات مجددا ً اتوه بين زواياها ,, ولا أجد لي منها مفر ..


وتبعتني إلى غرفتي التي باتت ذكرى ألم !
أحاول فهم مايجري من حولي بما يختص بمريم وأخيها ,, وإلى أي مدى كان الحديث فيما بينهما عني ؟

أوه تذكرت !
مريم قد عرفت قبل اسبوعين بأني ليلى بنت أخت رفيق ناصر ! لقد كنت على وشك الاحتراق من نظراتها ! لا أدري ما يمكنني فعله حيال هذا الأمر ..

وهل ستنعتني بالكاذبة ؟

تبا ً !!
أحتاج لمن يفكني من هذا الفكر المجنون ,, !

الحديث مع والدتي بهذا الشأن هو ما أرتأيته من خلاص ٍ لقيوده .. فمضيت مسرعة لها راغبة في الحديث .

لمحت عادل في طريقه للخروج ,, فاستوقفته :
" عادل إلى أين ؟

ألتفت ناحيتي بوجه أليم :
" إلى المقبرة !

أسرعت نحوه متجاهلة الاتجاه الذي كنت على رغبة في المضي له :
" سأرتدي عباءتي وآتي معك .

قالها وهو ينصرف :
" سأنتظرك بالسيارة .



لقد كان جو المقبرة مرعبا ً ,, المكان لا يوجد به أحد سوانا ,, تخطينا القبور إلى أن وصلنا لقبر خالي ,, وباقات ورد ٍ جافة موضوعة على أعلاه , , يبدو بأنها هي ذاتها الورود التي وضعتها والدتي منذ آخر زيارة قبل شهر ! فهي لم تقو َ على إعادة الزيارة منذ ذلك الحين .


عادل بدا قويا ً في بادئ الأمر ,, لكنه سرعان ما انهار باكيا ً على القبر ! وبث أحزانه إلى صاحبه ,, وأخذ يسجل اعترافاته بالضياع .

جلست بجانبه أدعوه للنهوض ,, فماهو عليه الآن سيرسله للموت حتما ً ,, لكنه أبى فعل ذلك ,, وبدا لي كجثة هامدة حقا ً ,, بلغ الخوف في أعماقي إلى ذروته وأنا أصرخ بفزع :
" عادل انهض لا تفعل بي وبك كل هذا أرجوك .

يأبى الاصغاء يأبى كل شيء ,, وبعد أن صمت طويلا ً يصرخ " أصمتي ودعيني دعيــــني !
وعاد ليثرثر من جديد ,, ويحكي بكل الأمور السالفة في غيابه والقادمة بعد فقده ..


في المقبرة ,, وعلى قبر خالي على وجه الخصوص ,, أخبرني عادل ببعض الامور التي من شأنها أن تفكني من حيرتي القاتلة ومن فكري المجنون ,, وكان يحدثني بحرية دون أن تمنعه أدنى قيود .

كان ذلك حينما استوقفني الشاهد الموضوع على القبر الذي يقع في زاوية المقبرة ,, وقد وضعت عليه ورود لم يمضِ عليها غير سويعات ! لابد أن زاره أهله قبل حين من مجيئنا ..

" ذاك قبر ناصر أليس كذلك ؟

يلقي نظرة عليه ويجيبني : اجل هو !

" ألن تزوره ؟ وتقرأ الفاتحة ؟
" بلى سأفعل ذلك حينما أكتفي من الجلوس هنا !

يعود بنظراته للقبر ويقول :
" لم يفعلوا بوصيتك !!

وصية ؟؟ ومن اولئك الذين أخلفوها ؟؟ فأسأله :

" عم َ تتحدث ؟

" لقد أوصى ناصر أن يدفن قريباً من قبر خالي ,, لكنه لم يعمل بوصيته !


الزيارات قد منعت منذ عام أو ربما أكثر ,, فكيف لوصية كمثل هذه أن تصل عادل ؟ هل كان يعلم بخبر إعدامه منذ مدة ؟؟ أم توقعه ؟؟

" ومنذ متى وصى بذلك ؟

ويطلق زفرة شجن عميقة : منذ سنيــــــن !
ويكمل :
لقد عرف خالي ناصر منذ مدة ,, لربما عشر سنوات ,, وكان ذلك في المرحلة الاعدادية ,, وكان ناصر يسكن في القرية المجاورة وجاء ليدرس في المدرسة الموجودة هنا بقريتنا !

وكأي زميلين كانت علاقتهما ,, إلى أن اصبحت صداقة قوية مع مر الشهور والسنين ,, !
لقد كان لهما صديق واسمه إبراهيم ,, وكان هؤلاء الثلاثة مثالاً للصداقة الحقيقية ..

وبعد الازمة الاخيرة التي حصلت بالبلاد من حرب داخلية تم حبس إبراهيم وتعذبيه بتهمة سياسية باطلة ,, واختفت أخباره مدة طويلة .

ناصر أرغم أهله بالقدوم إلى القرية هنا للظروف الغير جيدة الحاصلة بقريتهم هناك من تظاهرات ليلية وهجوم من أفراد الشرطة !

ولان قريتنا أكثر هدوء ولأنها منطقة سكن خالي جاء أهله إلى هنا !

لكن بقى إبراهيم يشعل في داخل كل من خالي وناصر الألم والأسى ,, فهما لا يعرفان عما إذا قتل ام لا يزال على قيد الحياة ,, وحاولا كثيرا ً زيارة السجن هناك لتفقد الاخبار الخاصة بالمسجونين لكن دون فائدة تذكر !


وبعد عام من ذلك وصلهما خبر موته بعد التعذيب الذي لم يحتمله وكان ذلك صدمة أوجعتهما ودفعتهما للتهور وحرق أحد السيارات الخاصة بالشرطة وقتل ثلاثة من افرادها ,, ولم يحالفهما الحظ بالهروب لمرور سيارة أخرى كانت قريبة من وقع الحدث !


وخلال ما مضى من اختفاء إبراهيم حصلت كثير من الأمور بين ناصر وخالي ,, وكنت أحسد كلاهما على حب الآخر ,, فكانا اخين حقيقين !
وقد قتلا من قتل صاحبهما ,, ووصلا للمصير ذاته .. ! "


أما أنا فوجدت نفسي غارقة في بحر الدموع من جديد ,, ولست أدري عما يبكيني لحظتها ,, أعن صداقتهما التي مضت بالجريمة ؟؟ أم عن رحيل العزيز ؟؟

لقد عرفت الكثير ,, ولم أكن أدرك حقيقة التظاهرات التي كانت تقع سوى الآن ,, ,, ولم أدرك بأي شيء غير الآن !! لقد كان يكثر خالي الراحل من حديثه حول ناصر ولم أعر الموضوع اي أهمية .. فقط كنت ادرك حجم الحب الاخوي فيما بينهما !

كم شعرت ببعدي عما يدور حولي ,, كم شعرت باغترابي عن العالم الذي أحياه ,, وكم وكم وكم !!

لقد علمني هذا الرحيل الكثير ,, الكثير مما كنت أجهله ,, ولست أدري ما يخبأه لي القدر بالايام القادمة ,, ولست أدري ماذا يخبأ لي هذا الرحيل من مفاجآت !!

انتهى حوارنا على صوت أذان المغرب ,, فنهضنا منصرفين ,, مودعين خالنا حيث لقاء آخر .


الساعة التاسعة مساءً ,, أظنه وقت مناسب لمتابعة برنامج ٍ أو مسلسل ٍ ما ,, وكنا مجتمعين جميعا ً أمام شاشة التلفاز عدا عادل الذي دخل غرفته حال وصولنا المنزل ..

ولا يزال حديثه يشعل فكري لهيبا ً ويشعرني بمدى غيابي عن الامور التي تمضي وستمضي ,, !

أمي تحاول أن تضيف جوا ً مرحا ً وتسأل :
" أين ذهبتما عصر اليوم ؟

" إلى المقبرة !

وتحولت محاولتها لحزن وألم وشجن ! وفضلت الصمت دون الحديث .

أما والدي ففضل النهوض متوجها ً لغرفته ,, راغبا ً في الخلود للنوم !

ليجبرني نهوضه على القول ,, ومعرفة تفاصيل الحدث بأكبر قدر ممكن ,, فأنا لم أعد تلك الطفلة التي يفضل عدم إخبارها بشيء ,, تلك الطفلة التي لا يجب أن تعرف تفاصيل الامور ودقتها !
فسألت والدتي :

" هل كنت تعرفين ناصر وأهله ؟

وتطلق زفرة ألم ووجع : نعم !

هي لا ترغب بالحديث ,, لكن رغبتي في ذلك تجعلني أرغمها على قول أي شيء .

" كيف كانت علاقتهما ؟

تصمت قليلا ً بمصاحبة ابتسامة في تذكر الماضي :
" علاقتهما كانت قوية ,, لم أكن أصدق أن أجد مثيلها قط ,, تقاسما الفرح والحزن ,, وهدفهما كان واحدا ً ,, وحتى تاريخ رحيلهما كان واحدا ً !!

لقد أدركت حقيقة هذه الصداقة ,, لكن لا زلت أجهل كيف عرفت والدتي أهل ناصر !!

" أمي ؟

" نعم ليلى .

" هل ألتقيت ِ بأهل ناصر من قبل ؟
" كان ذلك في أول شهر ٍ منذ أن جاءوا إلى هنا

وبرغبة لمعرفة الأمور بتفاصيلها : كيف اللقاء كان ؟

وأضيف : أريد تفاصيلا ً !

أمي أدركت الان أنني لن أدعها تصمت دون اخباري بالحقيقة كاملة !

" لأن علاقتهما كانت قوية كان لابد من لقائي مع أم ناصر .. و تم تحديد موعد ٍ لأجل ذلك ..
أخبرني أخي بأنه يود أصطحابك معنا لتجالسي مريم .. ! لكنك أبيت الحضور !


وعدتُ بذاكرتي للوراء ,, لثلاث سنوات ! وتذكرت الحدث جيدا !! أجل ,, تذكرت , لقد جاءتني لتخبرني بأمر الموعد لكني لم أرغب بالمضي ,, لأني لا أعتاد على الغرباء بسهولة ,, وكنت منشغلة بأمر أختبار ما لا أتذكره .. !!


أمي لا زالت تنتظر عودة انتباهي بعد ان عدت للماضي ,,لما قبل الجريمة ..

وتستأنف حديثها :

كانت مريم منذ وصولنا تكثر من السؤال عنك ِ ,, إذ كانت ترغب في رؤيتك ,, وكنتُ قد بررت غيابك لأمر الاختبارات .. وقد بدت حزينة لذلك .. !


وصمتت والدتي كأن هنالك شيئا لا ترغب في قوله .

" ماذا هناك اكملي !

وبجملة واحدة تجعلني أعود لحيرتي القاتلة من جديد :
" والدته لم ترحب بنا !!!!



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


والدة مريم سيئة للغاية ,, استقبلت والدتي استقبالا ً سيئا ً ,, وقد كان هو الأول الذي لم يليه غير زيارتنا الاخيرة للتعزية .. !
وإن عشقها للدنيا بما تحتويه من مباهج أكبر من أي شيء آخر ,, وابناؤها استثنوا من تلك المباهج .. !
لعل ذلك يبدو عائقا ً في زيارة مريم ,, لكن هل يبدو ذلك سببا ً لمقتها الذي أعلنته ؟؟ وإن يكن هو فلماذا بدت حزينة لغيابي في ذلك الوقت .. !!


إنما الحياة غريبة ,, والأقدار لأغرب .. !!

الفتاة التي احتوت كامل فكري ,, بحديث طال ذكره من مدرساتي ,, هي ذاتها الفتاة التي رغبت في معرفتي قبل ثلاث سنوات ونصف !!

إنها الأقدار التي فرقتنا ,, وجمعتنا من جديد ,, إنها الأقدار التي تلاعبت بالسنين التي مضت من عمرنا ,, وإنها الأقدار التي كانت عائقا ً وكانت سبيلا ً !!

شعور السعادة يعتريني أخيرا ً لهذا الذي سمعته منذ ساعة ,, وأنا لست مصدقة له , , !

وإعدام خالي لم يزدني إلا جنونا ً بمريم !!!
ولم يزدني إلا تعلقا ً بها !!
ولم يزدنا نحن الاثنتان إلا حبا ً !!


يتبع

.

 

التوقيع

.0.
.0.


وحيدةٌ أنا دُونما ذاكرة ,,
أو ربما بذاكرة ..
ذُبل فيها كُل شيء .. ,

الاهل ..
الاصدقاء ..
والوطن !


.0.
.0.


التعديل الأخير تم بواسطة الوجه الأليم ; 11-22-2007 الساعة 04:57 PM.

الوجه الأليم غير متصل   رد مع اقتباس