منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لــ وطن النوارس والمراجيح
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2009, 06:57 PM   #1
ريم علي

كاتبة وصحفية

مؤسس

افتراضي لــ وطن النوارس والمراجيح


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



إلإهداء بنبضٍ يشبه دقـّات قلبي:


إلى الحرف التاسع والعشرين من الحروف الأبجدية
والفصل الخامس والأخير من الفصول الأربعة
قلم الرصاص الحاد حين كتب الصدق رغم السواد
والناي الحزين يذرف دمعـَه على لحن آهاته
إلى النورس الحزين الذي يغيب ويبتعد لكن لا ينتحر

إلى تلك الأغنية الراقية في زمن الفن الهابط جداً
وإلى المساء الكامل والمكمّل لكل المساءات الناقصة
خيوط الفجر حين إعتادت سهرها /سمرها / قلقها /أرقها والصمت والهذيان


والإهداء بنبضٍ آخر لاأعرفه لكنـّه يسكنني :

إلى إبتسامتها المشرقة /الصادقة التي صاغتها السنين ألما/ همـّاً
إلى منتهى أحزانها ومبتدأ أفراحها وكل أحلامها
إلى آخر دمعة سقطت على وجنانها
والطريق الذي تسلكه يومياً من منزلها الصغير حتى مبنى عملها
تلميذاتها / زميلاتها / سائقها / خادمتها / مستخدمة مدرستها وحتى الحارس
إلى فيروز
وعبدالكريم عبدالقادر وشيرين
إلى أبطالها الأسطوريين دون كيشوت وسلفر الّذين ماباتوا يصنعون لها أفقاً قزحيّ اللون ..


إلى غرفتها الصغيره التي تركتها حتى حنين
جدران غرفتها / شبابيكها والباب / سريرها / وسادتها
إلى أشيائها الصغيرة علب عطورها الفارغة عصافير الشبابيك المنتظرة اشتياقاً ولهفة
منضدتها / منشفتها / شاشتها وكيبوردها
فناجينها / أوراقها وحلوى الكراميل
أمنياتها التي تلاشت وأمنياتها التي بقيت وأمنياتها التي تحققت


الإهداء بنبض يتسارع كأجنحة طائر ٍ جريح:

إلى ليل جدة وشوارع الرياض وحنين الجبيل
إلى السماء التي تعانق هامتها والارض التي تداعب أقدامها
إلى الأربع مئة كيلو متر مسافة الفاصلة بيني وبينها
إلى الأصدق نبضة بها والأقرب من أنفاسها لها
وأعمقهم محبة ً/ أخلصهم وأصدقهم وأوفاهم تعاملا معها
إلى الأجمل بها والأقبح بي والأكمل بها والأنقص بي
إلى الحديث العذب الذي لم يكتب ولم ينطق بعد
إلى كل شيء يعنيها ويشير إليها
إليها
إليّ
أنتِ وطن
إنتمائي لكِ عظيم
وخيانتكِ أمر أعظم
أنتِ وطن
والإنتماء .. ماء
وأنتِ الماء
الذي جعل مني كل شيء حيّ .
وأن فقدت الماء سأموت
هل هناك حي يطلب الموت ؟!




فكرت
وأنا أتابع مشاهد لسيناريو متهالك
ألّفه مخرجاً مبتدئاً لا يتقن فن الأخراج
حاول أن يغرق فتاة من السماء في وحل عتمة
وهو ينعتها بـ المسيئة !!
بواسطة عدد من الكومبارس
والذين لا دور لهم سوى تنفيذ الأوامر
حيث كان مشغولاً في إيهام المتفرجين /ات في ذلك
بطريقة تثير الضحك الشديد !
فكيف له ذلك
وهي من خُلقت من طين طاهر ورضعت نقاء ناصع وأبتلت أصابع كفيها بالمطر
وقلبها سحابة بيضاء وخطوات أقدامها نور ..!!
وهمست حينها
وأنا جُلّي إنتماء لكِ حد مابعد الغيبوبة
تُرى لو حاولت أن أسيء لكِ ثانية واحدة فقط من الزمن
كيف ستكون الشمس شمس ؟!
كيف سيكون الليل ليل ؟!!
كيف سيكون الماء ماء ؟!!
وكيف سيكون الزمن القادم ؟!!
وكيف سأكون أنا .. أنا ؟!!



يا قطعة السماء أنتِ
يا قطعة القلب أنتِ
يا كل الكل ... أنتِ
يا نهايات المحبة
يا بدايات السمّو
يا حُب يتسامى
يا تسامي بحُب
ياطرف عيني وأنتباهتها
أخبريهم
أن فتاة السماء تقطع عروقها بيديها
وتطعن جسدها النحيل
وتُدفن في القبور مع الأموات حيّه
فتاة السماء تنام في الخلاء وحدها
وسط الذئاب والوحوش وتنهشها
وتُسجن في كهف مخيف
بصحبة الغربان والخفافيش والخوف

أرجوكِ جداً جداً أخبريهم
أن فتاة السماء تفقد بصرها ولا ترى صغيرتها
وفتاة السماء تفقد صغيرتها
نعم تفقدها
وتفقد الوعي
وتضيق بها الممرات
وتُرمى في الشوارع تحتضن الأسفلت
وتركلها بالحصى أقدام المتسكعين والفارغين
ويقذفونها المارة بـ نكات ساخرة جداً
بـ بقايا علب مشروب غازي ليطيش في وجهها ليضحكون ويقهقهون .. !!
فتاة السماء يُسرق منها عُمرها
وحزنها
وإبتسامتها
وأمانيها الممكنة
وكل شيء
فتاة السماء تسيء لنفسها
لكن لا تسيء لي أبداً يا أغبياء جداً .. ؟!!

فتاة السماء تحفظني في غيابي
قبل أن تحفظني في حضوري
فتاة السماء تحبني في غيابي
أكثر من حبها لي في حضوري
فتاة السماء لا تُحبني كما ُتحبوني
فتاة السماء لا تقرأني كما تقرأوني
فتاة السماء تعلم أنني بخير قبل أن أقول لها ذلك
فتاة السماء تعلم أنني لستُ بخير دون أن أخبرها بذلك
فتاة السماء قالت انها كانت تنتظر مني خبراً ساراً فكان عقد قراني
فتاة السماء عرفت بموعد زفافي قبل أن أخبرها به
فتاة السماء لم تُزفني الى عريسي كما زفني أحبتي
فتاة السماء فقدت كثير من وزنها
فتاة السماء نحلت
فتاة السماء مرضت
فتاة السماء ضاعت !

أجمعي تفاصيلي
ثم مارسي معي هوايتكِ القديمة
وأرسميني لوحة
وأذا أنتهيتِ أشرحيني وقولي
فتاة السماء لم تُخلق لتعيش في العتمة وترتكب الخطيئة
فتاة السماء تعشق النور
هكذا تعلمت من أبيها الُأميّ
المولود تحت الشمس الساطعة في الصحراء
والذي توفي أبوه ودُفن وسبابته مازالت تشير الى الشهادة
وتعلمت من أُمها الأُمية
المولودة بالقرب من البحر لأب هو من أهم نواخذة البحر
كيف تصارع لأجل البقاء بـ النور لأن لا أسهل من البقاء في العتمة.
فتاة السماء
أبداً لا تسيء ولم ولن
لا تسيء
لم
لن
حتى لو أجتمعت عليها أباطرة الشر

وأنا خلفك ِسأردد وبنفساً واحداً متصلاً
لا أسيء
لم
لن
حتى لو أجتمعت عليّ اباطرة الشر !

بعدها أكسريني
وأنثري تفاصيلي للريح
أو أهديني للمنفى أن أردتِ
فلا يعنيني بعد ذلك شيء
فلا أهمّ منكِ مُهم ولا مُهم منكِ أهمّ

أخبريهم
لا
أخبرينني أنتِ
فأنتِ ولا أحد قبل
فأنتِ ولا أحد بعد
وأنتِ ألأرض
التي كل من عليها صادق
وأنتِ السماء
التي غيمها لم تمطر منافق
لماذا عندما شربت من ماءك
سقطت شوائبي من نقاءك ؟!
حتى أصبح كل نبضً حي بي
ينتمي لكِ
يكتبني لكِ
يقرأني لكِ
أقصد
لكِ أنتمى
لكِ أكتب
لكِ اقرأ

فكيف أسيء لكِ ..؟!!
وأطعن بيدي ظهر غيابكِ ؟
وأضحك على دماء أسائتي لكِ التي علقت في يدي ؟!!
وأنا في غيابكِ مشلولة اليدين
ولا أملك عقلاً خبيثاً يحيك المؤامرات
لأنني في غيابكِ بلا عقل يقودني الى الخطأ قبل أن يقودني الى الصواب !!
فكيف أسيء لكِ ..؟!!
وأنا لا أشعر في غيابكِ بنبض قلبي
أضع أصابع يدي اليمنى على موضع النبض في قلبي
أتحسس النبض أبحث عنه أترقب أن يقفز أصبع سبابتي ليشير
لمكان نبضة فاره مني فلا أجد
لا اجد ما يشعرني بأنني على قيد الحياء .
فكيف أسيء لكِ ..؟!!
وأنا المشغولة في كيف أنزع منك ِهمومكِ/ أحزانكِ / آلمكِ
وأسرق كل فرحة وكل بسمة وكل ضحكة تمر على البشر
لأهبها لكِ .. لأقدمها لكِ وأذهب !!
متى أسيء لكِ ..؟!!
وأنا لا أملك زمن يخصني حتى أعلم كيف أسيء لكِ و أرسم خارطة وضيعة لخاينتكِ
أخبريهم
لا
لا تخبريهم أبداً
لايُهمني منهم أحداً ولا عدداً
الحديث عنهم ذنب عظيم لا نستحقه
وشرف عظيم لا يستحقونه
وسأظل أجدد لكِ أنتمائي
مع كل طعنة في ظهري منهم
لأنني الأقوى بكِ
الأكبر بكِ
الأصدق بكِ
الأنقى بكِ
الأوفى بكِ
لأنني بكِ أقوى
بكِ أكبر
بكِ أصدق
بكِ أنقى
بكِ اوفى
وسأخبرهم

أني أحتاجك بكاء أذا أنفض صدري مني
وأحتاجك حنين أذا أمرت الذكريات أغني
وأحتاجك بسمه أذا أصبح الحزن فني !
للبكاء احتاجك عيون
للحنين أحتاجك لحون
للبسمه أحتاجك فنون
وأن
أحتجتيني نظره أصبح لك الشوف
أحتجتيني أمان أقتل لك الخوف
أنا صدر لـ همومك ولـ حمولك ظهر
أنا عيون لـ دموعك ولـ عيونك جفون
أنا يدين لـ خيرك ولـ شرك يدين
أختاريني حزن أصبح لك مواجع
أختارني حنين أصبح لك مدامع
وللفرح أصبح لكِ ضحكات وأغنيات
وللفرح أشكل لكِ من الغيم أمنيات

منذ ألتقيتكِ بلا موعد
وأنا لم أجد أسمى من الوطن شرحاً لكِ / عنواناً لكِ
ومؤخراً لم يجدوا أوضع من الأساءة لينعتونني لكِ
وليتهم يعلمون كما الأنتماء لك شرف فـ الأساءة لكِ أن حدثت شرف أيضاً
ولأن كل شيء يموت ويرحل ويتغير أخترتكِ وطن لأن الوطن باقٍ
نعم أنتِ وطن
وطن
وطن
علمني الصدق فلا أكذب
علمني الوفاء فلا أخون
ولا أموت إلا في حدودكِ وفوق ثراكِ
لا أموت إلا في حدودكِ وفوق ثراكِ
لا أموت إلا في حدودكِ وفوق ثراكِ

أنتِ وطني حتى لو أصبحت لي يوماً .. المنفى
فـ لكِ مني ما أشرقت الشمس وسبّحت طيور الصباح
أنشد لكِ نشيدكِ الخاص معزوفاً في قلبي إنتماءاً وأرفع لك علمكِ الخاص مرفرفاً في فؤادي وفاءاً
وأهديكِ حيث كنتِ وأكون المحبة والسلام إلى أن أدفن.

 


التعديل الأخير تم بواسطة ريم علي ; 05-11-2009 الساعة 07:10 PM.

ريم علي غير متصل   رد مع اقتباس