ليس ذنبي إن كان للنور قبر في بلادي وللمكافح قبر
وتفشّى الظلام كالداء لا يوقف طوفانه المدمّر فجر
إنّني أكتب الحقيقة لكن ثورة الحق في بلادي كفر
قلمي في الحديد في ظلمة السجن طريح مكبّل لا يصرّ
نفسي حائم يفتّش في الظلمة عن منفذ ولا يستقرّ
أبدا أرفع العيون إلى الباب ولا حامل شعاعا يمرّ
وإذا ما سمعت دمدمة الريح تدوّي قلت العواصف كثر
سوف تجتاح حائط السجن يوما فوراء القضبان يلهث حرّ
غير أنّ الأيام تمضي وتمضي وأنا شمعة تذوب وفكر
وأمدّ الأنفاس مدّ فريق أين من موجه الشديد المفرّ
أين شعبي لقد تذكّرت أنّي لي دين في عنقه لي عمر
أين أنفاسه تحطّم قيدي أين ثاراته أما لي ثأر ؟
إنّ شعبي العملاق في القمقم مثلي وفوقه الليل بحر
ويعاني الذي أعاني وهل يفرح نسر وفي السلاسل نسر !
للشاعر معين بسيسو