هنيئا ً للقوارير .. قيادة آمنه في بيئة مرورية آمنة مع ساهر !!
كنت من المعارضين لمشروع قيادة المرأه للسيارة في مجتمعنا (مجتمع البادية المتحضر) ولازال لدي تحفظ على هذا الموضوع من نواحي آخرى تتعلق بالآعراف والتقاليد ..
إلا ان السبب الرئيسي في معارضتي لذلك هو عدم وجود بنية تحتية مهيئه لقيادة المرأة وكنت آراهن على أن القوارير سوف تصبح أوصال على الفحم في ظل ماكنا نعانيه من طفاقه وسرعة واستهتار .. ولكن يبدو لي الآن أن الوضع قد تغيّر مع وجود طويل العمر (ساهر) بمميزاته المختلفة والذي يضمن للمواطن وللمواطنة بعد الله قيادة مرورية آمنة وحياة آسريه آمنة بعيدا ً عن اسطوانة يلا ودني السوق ولا أبغى أشوف أهلي صار لي يومين عنهم !!
ما أكده سعادة العميد عبدالرحمن المقبل مدير إدارة المرور بالرياض والمشرف على مشروع نظام ساهر في مقابلته اليوم في برنامج الثانية مع داوود في mbc -fm وماتطرق له من نتائج إيجابيه خلال الفترة البسيطة السابقة من تطبيق نظام ساهر وكيف تم ضبط الحركة المرورية في الرياض بشهادة أغلب المتصلين من المواطنين .. وبالكاد أننا سوف نصبح يوما ً من الأيام مثلهم نشكر الحكومة على هذا المشروع مع العلم أنني لم أعارضه بتاتا ً البته ولكن لم تكن شوارعنا مهيئة لذلك ولاثقافة مجتمعنا كذلك وكان لدي ّ عدة تسؤلات وتحفظات حول آلية تطبيق هذا المشروع وجدوى تطبيقه ولكن بعد ماسمعته اليوم من العميد المقبل من جهود وإمكانيات جبارة لقيام هذا المشروع ونجاحه أطمئن قلبي !! صحيح أنني ربما قد أكون أحد ضحايا ساهر في هذه الآيام لقرب تشغيله في تبوك أو قد تم تشغيله كما سمعت من العميد ولكن ماعليه محد يتعلم (بلاش) ندفع ونتعوّد ونعوّد أنفسنا ورجولنا على الركادة ووأد العجله والطفاقه ..
العجيب في الموضوع ماكنا نعيشه أنا وولد خالتي (لاداعي لفضحه) من سرعة وتهور وطفاقه في السنين الخوالي حتى كان يُضرب فينا المثل بقطع المسافات الطويله في أزمنة قياسية ويشهد علينا خط تبوك -حايل -القصيم - الرياض !! ولكن بعدما أنهينا الدراسة الجامعية حصلت انا وهو على فرصة ابتعاث (فأبتعثت انا الى كندا ولكنني اعتذرت عن البعثة لظروف خاصة) وأبتعث هو على نيوزلندا وأكمل أوراقه ورحل إلى هناك .. ماذا حدث مع جاسر (فضحناه 
) أنه ذهب إلى بيئة تحترم الأنظمة والقوانين والمثل يقول من عاشر قوم أربعين يوم صار منهم (نيوزلندي صرف) بعد سنة رجع جاسر إلى السعودية وبالتحديد الى تبوك وكان في إستقباله شقيقه المطفوق الأصغر .. الذي طار به من المطار إلى شرما مثل البرق وسط توسلات وصرخات جاسر أن يهدأ السرعة أو أن ينزل عنه (ولكن دون جدوى) ..
بعد ثلاث سنوات مازلت انا شبه مطفوقا ً لأنني أتعايش مع مطافيق خلال ساعات الصباح الباكر (شعارهم البقاء للأقوى).. ومازال جاسر حفظه الله متقيدا ً بالأنظمة واللوائح المرورية حتى هنا في بلده قبل تشغيل نظام ساهر (نفسي تشوفونه بس شايب إتيكيت) ..
مايستفاد من المقال ومن تجربة بعثة جاسر وتغيير بيئته ومجتمعه أن السالفة (نظام +تقيّد باللوائح+ثقافة مجتمع) أكيد أن الدول الأجنبية حصل عندها في بدايات تطبيق هذه الأنظمة مثل مايحدث عندنا حاليا ً من معارضة وعدم تقبل للأفكار الجديدة أو لمبدأ التجديد والتغيير ككل .. فالنظام في الحياة جميل بكل معانيه .. وأننا سوف نحقق الآمان لأنفسنا وكل مواطن يقود سيارة في هذه البلاد فلقد فقدنا في حوادث شنيعة ومريبة العديد من الأصدقاء والأقرباء نتيجة التهور والسرعة حتى صرنا نوصف في الدول الشقيقة بأننا شعب متهور وسامج لايقدر المسئولية والآمانة الملقاة على عاتقه .. في الختام أستطيع أن أقول للقوارير بعد عام من تطبيق نظام ساهر و(بدون نفس ) هنيئا ً للقوارير بقيادة آمنه في أجواء مرورية آمنه مع (ساهر)!!
بقلمي
عبدالعزيز الرقابي
1/2/1432هـ