منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رهبة
الموضوع: رهبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2012, 08:02 AM   #1
منى سيف
عضو أبعاد أدبية

الصورة الرمزية منى سيف

 






 

 مواضيع العضو
 
0 بيت الموت
0 من أنتم ؟!
0 نسوة
0 999

معدل تقييم المستوى: 0

منى سيف غير متواجد حاليا

افتراضي رهبة


بياض يقترب مني ، لا تزال الرهبة تستوطن فؤادي كلما رأيت بَياضا متحرك . هو آتٍ نحوي ، خطواته تتحرك جهتي ، نكست رأسي وركزت بصري على أرضية المستشفى التي مسحت بعناية، أرتفع خفقان قلبي لدرجة خلت أن الجميع يسمع دويه . من هذا ولم يقف قربي ؟؟!
حاولت طرد هذه الفكرة ، وتركت لخيالي تأمل أشكال البلاط وما يوازيها من أرض الواقع ؛ سماء غائمة ، فتاة منكوشة الشعر ، وجه جحظت عيناه وأفغر فاه . إلا أن الصور تبخرت بمجرد جلوسه بقربي . ثقلت أنفاسي ، بدأت أطرافي ترجف ، وازدادت انتكاسه رأسي .أحسست أن صوت زفراته تثقب أذني
امتعضت وبدأت أكيل له الشتائم بيني وبين نفسي ، لم أبقِ صفة سيئة إلا وألصقتها به .
" قليل الأدب ، عديم التهذيب ، أليس لديه أخوات يخشى عليهن رد الدين "!!
استجمعت قواي ، وسحبت قدماي لكرسي آخر , وجلست أفرقع أصابعي ، وأقضم شفتاي . بطرف عيني أبصرته قام من كرسيه ، وأقترب من جديد مني . ارتجف جسدي ، وقررت بعد نزاع مع النفس أنه لابد من تلقينه درسا في الأدب .
سأجعل " من لا يشتري يتفرج " عليه ، سأضع حدا لوقاحته !
ملأت رئتي هواء ، وعقدت حاجبي ، ورفعت رأسي لأشتمه .. فإذا به أخي ..!!
لم أتمالك نفسي ، ضحكت من سوء تفكيري ، من شتائمي له بيني وبين نفسي ، من استعجالي الحكم عليه .
كل حركاتي لم تلفت انتباهه لانشغاله بهاتفه النقال لكن ضحكتي شدته .
نظر إليّ باستغراب " ما بك جننتِ ؟
أجبت باستحياء " شيء من هذا القبيل "

 

منى سيف غير متصل   رد مع اقتباس