منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قردة وخنازير (رواية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2019, 09:42 PM   #16
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(4)

مساء اليوم التالي اتجه عارف وباسم إلى حانة النجوم الساهرة..
نزعوا أقنعتهم على الباب وسلموها للعاملين بالأمانات، ثم انغمسوا وسط الضجيج وسحائب الدخان ورائحة الخمور الرديئة والأنفاس الكريهة..
قال باسم وهو يسد أنفه:
ـ لماذا تخلينا عن الأقنعة الواقية؟
قال له عارف وهو يجوب ببصره في الحاضرين :
ـ ألم تدخل حانة في حياتك؟
ـ لقد دخلت واحدة في لعبة ثلاثية الأبعاد.. فأنا من مقاطعة محافظة..
أختار عارف أحد الموائد في أبعد مكان عن الصخب وسحب الدخان حتى لا يفقد باسم وعيه من أول عملية.. إنه لديه خبرة واسعة في التعامل مع هؤلاء المبتدئين المائعين..
سيكون أمام باسم وقت طويل كي يكف عن الشعور بأشياء عديدة كالخوف و الاشمئزاز والتقزز وسائر مشاعر الرفاهية الفارغة!..
قال عارف:
ـ جرب أن تختار واحدة..
ابتلع باسم ريقه وبدأ في الفرز.. الفتيات هنا كالذباب.. عليه أن يختار ذبابة تصلح للتجنيد .. ذبابة واحدة وسط كومة القمامة التي يجلسون فيها..
هنا وقعت عينا باسم عليها.. احتاج إلى عدة ثوان كي يتأكد.. إنها هي بلا شك.. تمتم في مقت :
ـ أين عينك يا صديقي؟
التفت إليه عارف متسائلاً فأشار بطرفه للمائدة التي تجلس عليها فتاة بارعة الحسن بجوار أشيب وقور :
ـ أنا أعرف تلك الفتاة..
صفر عارف بصوت خافت وقال :
ـ إنها هايدي فتاة سراج..
هايدي !.. لقد غيرت اسمها بما يناسب وضعها الجديد كذلك.. طبعاً سراج هذا هو الوغد الذي أضاء لها طريق الرذيلة.. واصل عارف:
ـ إنها غالية جداً على أمثالنا يا عزيزي لو كنت تفكر.. كما أنها حالة ميؤوس منها..
نظر له باسم مستفهما؛ فقرر أن يوضح أكثر :
ـ لقد وضعتها تحت الاختبار في فترة سابقة.. هذه الفتاة مادة خام للرذيلة.. لا تحاول البحث عن لحم ودم أسفل جلدها.. لا يوجد إلا عفن..
ظهر الضيق على وجه باسم وكأن الكلام جرح مشاعره هو؛ فسأله عارف:
ـ هل كانت بينكما علاقة سابقة؟..
هز رأسه في بطء نافياً وقال :
ـ بل مع صديق سابق .. كان شرطياً سابقاً في إلوسيوم.. تركته جثة فاقدة للأهلية وجاءت إلى هنا فيما يبدو لتحقق ذاتها..
ـ إن صاحبك لمحظوظ..
بالرغم منه وجدت بسمه شاحبة سبيلها إلى شفتي باسم وهو يغمغم:
ـ ليته يعرف ذلك..
هنا نصحه عارف بأن يكون على حذر في التعامل مع النساء في تارتاروس عموماً، وفي الحانات خصوصاً، فنصفهن جواسيس وعملاء للإدارة.. إنهم يتبعون هنا وسائل التجسس البدائية ..
النخبة تريد أن توصل رسالتها للنزلاء، أنها موجودة وبقوة حتى في ذلك الجحيم.. وبأقدم أساليب التجسس والوشاية.
هنا قام أحد الشباب المتأنقين ليصطحب هايدي إلى خارج الحانة، على حين شاع البشر والسرور على وجه مؤجرها الأشيب.. لقد دفع له الزبون مبلغاً وقدره..
تمتم باسم :
ـ خنزير!
ثم سأل عارف عن كنه الرجل الذي اصطحبها.. مال عليه عارف وغمز بعينه قائلاً :
ـ إنه أحد رجال الشرطة..
ـ تركت رجل شرطة كان يريدها زوجة لتذهب مع أخر يريدها دمية.
ثم إنه تساءل في توتر حذر:
ـ ألهذا السبب نحن هنا؟
طقطق عارف بلسانه كي يحذره من محاولة استنتاج ما وراء المهمة التي جاءوا من أجلها..
ـ الحانة مكتظة بهم..
راقب باسم هؤلاء الشباب الذين يملئون الحانة وهم يتضاحكون ويحتسون الشراب.. ولما وجده عارف قد أطال النظر صرف بصره عنهم هامساً :
ـ لا تطل النظر إليهم هكذا..
تمتم باسم :
ـ لماذا لا نكتفي بالفرز فقط..
ـ تريد أن تتهور هنا؟
ـ لا توجد فرصة أكبر من هذه..
ـ وماذا تتوقع أن يحدث بعد؟..
هز باسم رأسه في أسف..
ـ لا شيء..
أومأ عارف برأسه.. ثم لوح بكفه لإحدى الفتيات قائلاً :
ـ لكننا نسعى لتغيير كل شيء..
نظر باسم للفتاة التي قامت من مائدتها تاركة ذلك الأشيب الوقور، وأتت إليهم تمشي بخطوات واثقة..
تساءل باسم بصوت خافت :
ـ من هذه؟
ـ إنها أمل فتاة شاهين..
نظر باسم للأشيب الذي تركته الفتاة فوجده يخرج ورقة وقلماً ليدون شيئاً ما.. ثم التفت للفتاة التي توقفت عند مائدتهم وحيتهما قبل أن تجلس في عدم اكتراث.. نظرت إليه ملياً ثم قالت لعارف :
ـ معك وجه جديد يا عارف ..
عرفها بباسم سريعاً ثم نادى على النادل وطلب بعض المشروبات..
عينا باسم قالت أنه لا يريد أن يشرب شيئاً في هذا المجرور.. فابتسم عارف في مقت وقال مربتاً على يده :
ـ صديقي لا يتعاطى الكحول..
هشت له الفتاة وبشت وأعلنت أنها تثق في الرجل الذي لا يتعاطى الكحول وترتاح معه أكثر.. طبعاً شعر باسم بعدم الارتياح لعبارة الفتاة، فأشار للأشيب الجالس هناك وحده مثل الغراب وقال :
ـ لماذا لا تدعين والدك ليجلس معنا؟..
ضحكت الفتاة وهي ترجع رأسها للخلف، على حين قال عارف من بين أسنانه وهو يرمي باسم بالشرر:
ـ صديقي يجيد المزاح أيضاً..
ابتلع باسم ريقه وقد جعلته عينا عارف يبتلع سخريته..
لكن نظرات الفتاة العابثة جعلته يرتبك.. قالت:
ـ سيأتي حينما تريدون أنتم ذلك..
داعب عارف شاربه الرفيع وقال في تفكير :
ـ الحقيقة أنني أفكر لك في نهاية مختلفة يا أمل..
هنا تلاشت ابتسامة الفتاة وحل محلها غباء مدقع..
وفهم باسم ما يرمي إليه عارف.. هذه تجربة عملية على الاستقطاب بعد الفرز..
وسط هذا الصخب الصاخب تتم عملية من أخطر وأدق عمليات الرفاق.. التجنيد أصعب من القتل والنسف والتدمير..
لابد أن عارف قد وضع هذه الفتاة تحت الاختبار لفترة، ربما كان يستعد ليوم يتم فيه تكليفه بتجنيد واحدة .. ها هو اليوم يحاول أن يراودها شيئاً فشيئا.. لن يتم كل شيء في جلسة واحدة.. اليوم سيلقي إليها كلمة وغداً جملة.. وربما يمر الشهر قبل أن تجد الفتاة نفسها في شرنقة لا فكاك منها أبداً..
تساءلت الفتاة :
ـ عن أي نهاية تتكلم يا سيد عارف ؟
ابتسم عارف كأنه يلاطفها أمام الناس، وإن خرجت كلماته الهامسة في جد صارم:
ـ نهاية كل ساقطة في تارتاروس..
***
لم يحدث شيء بعد هذا اللقاء..
قام عارف وباسم وشكرا شاهين على مجهوداته لكن يبدو أن الأجر الذي طلبه لم يكن يناسبهم..
وفي اليوم التالي وافق شاهين على مبلغ أقل.. يبدو أن حالة السوق ليست على ما يرام هذه الأيام.. نادى شاهين على أمل فجاءت راسمة على وجهها ابتسامة شاحبة و في عينيها نظرة عطشى.. لا للمال بل لسماع بقية كلام عارف الغريب.. لقد ألقى أمس في بركة حياتها الراكدة بحجر، وترك الدوائر تعمل عملها في تلافيف مخها..
اليوم ستذهب معهم وستعرف عنهم أكثر..
باسم المحافظ في ذروة المجد البشري، لا يصدق عينيه وهو يرى شاهين يتقاضى أجره بعد فصال مرير مع عارف.. القواد المحترف والرفيق المحنك والبغي الجميلة خاوية الرأس.. إنه مثلث القرف.. لكن هناك ضلع رابع منفرد يشعر بغصة في حلقة.. هو لم يأت هنا ليعيش في هذا الجو.. ملوثات بالخارج وبالداخل.. لكن التعليمات هي التعليمات.. سواء كانت من الموالين للنخبة، أو من المتمردين عليها..
أثناء خروجهم مع فتاة الحانة رأى باسم حفنة من رجال الشرطة وهم يتشاجرون مع بعضهم، وقد تطور الأمر إلى تهشيم زجاج الخمر وضرب الرؤوس بالمناضد.. قال باسم لنفسه : إن زرع قنبلة موقوتة في الحانة يمكنها أن توفر عليهم جهد تجنيد فتاة ليل للتجسس على هؤلاء.. هنا انتزعه عارف من أفكاره وقال وهو يناوله قناعه الواقي ويجذبه للخارج :
ـ الشجار هنا طقس أساسي.. حانة بدون نساء وشجار وتهشيم زجاجات الخمر فوق الرؤوس ليست بحانة.. الغريب هنا حينما يقف رجل بالغ مثلك مبهوتاً أمام شيء عادي كهذا فيجلب الوبال على رأسه..
أمام باب الحانة وقف ثلاثتهم يرمقون الطريق من وراء الأقنعة..
ثم جاءت سيارة أجرة تشبه سيارة سباق بعد انقلابها عدة مرات، لعلها أيضاً تعمل بمياه الصرف المعالجة؛ لأن العوادم التي تخرج منها تسللت رائحتها إلى أنوفهم رغم وجود الأقنعة.. وكان السائق محاصراً بعشرات الأسلاك والخراطيم كأنه في غرفة الرعاية المركزة ..
فتح عارف باب السيارة لأعلى كي تدخل الفتاة، ثم التفت إلى باسم الذي تسمر في مكانه وأشار له بكفه في غيظ بمعنى : هيا يا أخي فالعدادات هنا لا ترحم..
أشار له باسم وهو يعبث في الأرض بحذائه بمعنى أنه ربما من الأفضل أن يبتعد عنهم الآن و..
هنا رأى عارف يشير له بمعنى : هل جننت؟ أنسيت أن كل منا قد دفع للسيد شاهين أجرة الفتاة ..
ودفعه برفق في ظهره ليركب بجوار الفتاة ثم صعد بدوره وهو يشير للسائق راسماً بكفيه زهرة لوتس ..

***

ـ مساء الخير يا فاتنتي..
قالها عارف وهو يلوح للعجوز ليليان فابتسمت له بإشراق.. ثم حانت منها التفاتة سريعة لأمل أطل خلالها عبر عينيها وميض حقد له مغزاه..
كنت مثلك أيتها الشابة يوماً ما وربما كنت أجمل كذلك .. لكنه الزمن..
أما الفتاة فقد أبصرت مستقبلها في انعكاس عيني العجوز.. هل هذه هي نهاية كل ساقطة في تارتاروس؟.. أخبرها عارف بعد أن صعدوا للغرفة أن هذه العجوز تعد فلتة في تاريخ عاهرات تارتاروس .. معظم العاهرات يقضين في عمر الزهور.. والسبب أنهن مجرد دمى جميلة مصممة خصيصاً من أجل اللهو.. الذي ينتهي في أحيان كثيرة إلى الحرق والتعذيب لإشباع الغرائز المريضة.. والتي قد لا تقنع أحياناً إلا بتدمير الدمية نفسها والبحث عن غيرها.. هذه هي حقيقة حياتك هنا يا فتاة..
في تلك الليلة استسلمت أمل.. وتحدثت عن كل شيء..
عن حياتها السابقة.. كيف سماها أبوها أمل طمعاً في غد أفضل لها وللأسرة..
كيف علمها والدها الكثير من الفضائل، لكنها لم تعد تذكر منها سوى أشياء ضبابية، سرعان ما تتلاشى على أثر صخب الحانات وهدير السيارات التي تعمل بمياه الصرف المعالجة والجو الأصفر الغائم دائماً، وهدير فلاتر التنقية..
عواطفها تجيش بأشياء لا تدري كنهها.. أشياء من الماضي البعيد.. ربما وجه والدها الحاني وهو يقدم لها كوب من الحليب الصافي.. ثم يقتحم وجه شاهين المشهد وهو يلوح بكأس من شراب ويبتسم لها بلزوجة.. كل القوادين لزجين.. إنه في نفس سن والدها لكن الفارق بينهما تماماً كالفارق بين الخمر والحليب.. بين الجنة والنار..
حتى مصطلحات مثل الجنة والنار.. صارت لها دلالات أخرى في النظام العالمي الجديد.. كلما تترقى كلما تفهم أكثر وتنكشف لك الرموز.. الجنة رمز والنار رمز.. ليس كل من يدخل الجنة ينعم.. ولا كل من دخل النار يتعذب.. الإله رمز.. النخبة آلهة ذلك العصر، ولكل عصر آلهته..
قال عارف :
ـ النخبة هم التطور الطبيعي لسائر الأمم الاستعمارية منذ بزوغ فجر التاريخ.. والتطور هنا له ثمرته وأثره.. لقد هضموا سائر الأفكار الغابرة وتجنبوا الثغرات والآفات التي تنخر في عظام الأمم.. ظلوا قروناً يعملون في الخفاء كمدبري فتن ومكائد.. حتى تم لهم التغلغل في أنسجة المجتمعات.. صاروا كداء الكلب لا يترك مفصلاً إلا ودخله..
تساءلت أمل :
ـ ونحن؟..
هز عارف رأسه في بطء وأوضح :
ـ نحن لسنا حفنة من المتآمرين.. بل نحن رجال رفضوا الخضوع لإدارة العالم الواحد التي تآمرت على بني الإنسان باسم الإنسانية تارة.. وباسم الإخاء تارة.. وباسم المساواة تارات.. ولما تمكنوا قسموا الناس إلى شرائح يستعبد بعضها بعضاً..
نظرت له أمل بأمل وهمست :
ـ وهل هناك أمل؟
ـ بلى.. ما دام هنالك عرق ينبض.. ما دام هناك إيمان بما وراء هذا العالم الزائف ..
ـ وهل وراء هذا العالم من شيء؟
ـ الله..
حركت الفتاة لسانها بالكلمة دون أن تنطقها.. شعرت بحنين جارف يدغدغ أعصابها.. تذكرت وجه أبيها فسرت رعشة خفيفة في يدها..
باسم كان من المفترض حسب تقاليد الرذيلة أن يبقى في غرفته المجاورة وينتظر دوره مع الفتاة.. لكنه مكث معهم في غرفة عارف من أجل أن يتعلم..
فكر وهو يقلب بصره بينهما، أن بعض الناس الذين يبدون في الظاهر بصورة مقززة، قد يحملون في داخلهم نقاط مضيئة تومض أحياناً وتخفت أحايين.. هذه الفتاة التي أمست في أول الليل عاهرة.. صارت في أخره نقية طاهرة.. بمجرد أن وجدت من يزيح الغبار عن عقلها ويذيب الصدأ الذي غلف قلبها..
من يتصور أن الشابين الذين صعدا أمام عيني العجوز بفتاة ليل قد قضوا الليل في مثل هذا الكلام.. ترى ماذا سيكون رد فعل العجوز ليليان لو علمت؟
ابتسم باسم لتلك الخاطرة ولم يعلق.. فقط واصل الإنصات للدرس..
كانت الفتاة تتساءل:
ـ لقد صرت منكم؟..
أجاب عارف :
ـ بلى..
ـ أنا سعيدة لذلك..
ـ لا ينبغي أن تتجاوز سعادتك حدود هذه الغرفة.. ستغادرين مثل أي فتاة تغادر.. ستعودين لحياتك كأن شيئاً لم يكن..
عبث وجهها.. ثم أطرقت للأرض وقالت :
ـ لا أريد أن أعود..
عقد عارف ساعديه أمام صدره وقال بنبرة شبه صارمة:
ـ إذن سينتهي أمرك سريعاً.. اسمعي يا أختاه.. لا أحد بيننا يرضى لك هذا الدنس.. ونحن لم ندعوك إلا لكي ننقذك .. لقد أنقذنا اليوم روحك وغداً سنخلص جسدك الطاهر من بين الأوحال..
كل شيء له وقته كما كان يقول له عارف دائماً .. لكن باسم لم يستطع هضم تلك القاعدة اليوم والآن.. هناك شيء ما خطأ في كل هذا .. فطرته تقول له هذا .. وقلبه يقول له هذا.. لكن لسانه لا يملك حق الاعتراض ..
وحينما بزغ فجر اليوم التالي، عادت أمل إلى شاهين بعد أن أعطاها عارف موعداً في مساء الغد كي يبدأ في تدريبها على أساليب الرفاق. واستسلم رفيقي السر للنوم بعد سهرة عمل شاقة.. ساعتين من نوم هنيء بلا أحلام بعد أن اجتازوا الشق الأخطر من المهمة..

***

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس