[فيصل خليل]

أريـد مـرتـبـة كـهـذه ...

كان يا مكان في سالف العصور والأزمان، أميرة رقيقة كالفراشة، وادعة كعصافير الصباح، حنونة كنسيم البحر الهادي، هادئة كقطرات ندى الصباح، تدعى "قطر الندى" أصابها ذات ليلة ومثل كل ليلة، الأرق وراغ منها النوم ومرق، وباتت تتقلب في فراشها لا تعرف السبب.

فكرت وتدبرت واحتارت ما السبب في ما جرى، كل ليلة يجافيني النوم ويهرب بعيداً عن الجفون، عشقني السهر ولازمني وأطلق علي ليالي السهر، ما السبب يا ترى ما السبب.
وفيما هي بحيرة أفكارها، وتقلب رأسها يمينا وشمالا على الفراش، بزغ الفجر ولاح وأشرق بشمس يوم جديد، نظرت قطر الندى إلى الشباك ورأت خيوط الشمس تداعب وجهها الجميل وترسل إليها تحية الأشواق والحنين من مرسال السلام، ضحكت ملء قلبها وقالت الآن عرفت السبب، الآن الآن فهمت كل ما جرى ولم النوم يعاندني ويهرب مني سأقول لكم ما السبب.

السبب سوء حالة مرتبتي، واليوم يمكن للجميع بما فيهن أنا قطر الندى الاستمتاع بنوم ليلي هانيء ، كل ما أحتاج له هو مرتبة مريحة مناسبة لي أنا – مصممة حسب طريقة نومي، وزني ومقدار شعوري بالدفء – مرتبة ترافقني طول العمر تشعرني بدفء مشاعرها وأحاسيسها، وتسند ظهري إذا ما كنت يوما وحيدة، مرتبة تحملني على أكتاف الراحة وتفرش لي الأرض بالورود والزهور، وتحمل وزني الزائد كفراشة تحلق بين الورود تعطي رحيقها لمن ملك قلبها، مرتبة تجعل أيامي سعيدة وتدخل الفرح لقلبي كلما رأيتها و حضنتني بين أهدابها.

أريد شخصا مثل هذه المرتبة أشعر بكلامه قبل ان ينطق، وأحس بمشاعره قبل أن يبوح بها، وأشعر بدفء قلبه كلما تذكرني وصبا قلبه لي.

جمعة مباركة