[فيصل خليل]

الصديق لو لم نجده فعلينا صنعه

بالأمس القريب دار حوار بيني وبين أحد الأخوة حول مواضيع شتى وبينما نتجاذب أطراف الحديث وبمعرض ردي على إحدى نقاشاتنا قلت له جملة ظننت أنها ستكون جملة النهاية لحديثنا إلا إنني تفاجأت بان هذه الجملة كانت محور نقاش آخر وكان موضوع الحوار الجديد هو عن الصداقة.

قلت لصديقي العزيز مخاطبا إياه: الصديق لو لم نجده فعلينا صنعه.

بينما توقعت أن جملتي هذا ستكون الحاسمة بتوضيح وجهة نظري عن المواضيع السابقة إلا أن شدة ملاحظة صديقي العزيز واهتمامه بكل ما يكتب له، رد علي بسؤال استنكاري.

قال صديقي: كيف تصنع الصديق ؟ لا يمكن ان تصنع صديق الا اذا كان فعلا صديق ويستحق كلمة صديق.

ففهمت من جملته أننا في جولة حوار أخرى ممتعة نظرا لثقافة وبعد نظر صديقي العزيز.

رددت مجاوبا: صديقك أنت فيك صنعه بأسلوبك وبتعاملك وبثقافتك ، تقدر تفرض عليه انه يحترمك ويقدرك ، لكل إنسان فيه جانب خير وجانب شر وأحيانا جانب الخير يكون هو الأكثر سيطرة ، وأحيانا جانب الشر يكون مسيطر ، وانت عليك تستثير جانب الخير بأي صديق حتى يبقى صديقا لك ، وإلا فعند أي مشكلة أو ضيق سيبتعد عنك لان جانب الشر هو المسيطر عليه.

رد صديقي العزيز مناقشا: افرض احترامي على الناس واستثير الخير عند اي شخص ممكن وبسهوله لكن يكون صديق استحاله.
الصداقه اكبر بكثير من التعامل والاحترام وحب الخير من والى الناس.
الصداقه أرقى من هيك بكثير ممكن أتعامل مع ألف شخص واحترمهم وأخليهم يحبوني وأحبهم لكن يمكن ما اقدر أبوح بسر خاص ولا لأي واحد فيهم .....

تلقفت الرد منه ممعنا النظر فيه، وجهة النظر التي طرحها مقبولة للنقاش وفي محلها.

يا صديقي العزيز: الصداقة لا تأتي بيوم ولا ليلة، الصداقة تنمو مع الأيام، تبدأ بتعارف وتستمر كصحبة وتعارف وتنتهي بصداقة قوية عندما نرى مواقف الصديق وقت الضيق، الصديق لا يكون صديقا الا عندما نكون بضيق والا لماذا يسمى صديق.
كلامك صحيح ما تقدر تبوح بسرك لأي أحد، ولكن من الألف شخص لابد أن تجد من يشاركك آلامك وأفكارك ومشاعرك ونفسيتك.
سوف ترى من الألف شخص شخصا تري انعكاساتك فيه.
ليس كل صديق صديقا الا عندما نجربه وقت الضيق.
لكن علينا استثارة الجانب الخير بكل شخص حتى نعرف أن نختار الصديق الجيد من الغير جيد ، وهكذا نحن نبحث عن الصديق ولا ننتظر مجيئه.

رد صديقا معقبا على كلامي: أفكارك كثير حلوة لكن مع ذلك قد لا تجد من 10000 شخص ولا شخص يستحق أن يكون صديق وقد تصادف شخص واحد يكون هو الصديق.
يعني أحيانا أشعر أن الصداقة حظ.

قلت معقبا وراجيا أن تصل الفكرة التي أريد إيصالها: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح، قال (( الأرواح جنود مجندة ما تآلف منها تعارف )) .
أنا درست بالجامعة وما صح لي صديق من الذين يعتبروا أصدقاء بمعنى الكلمة.

لكن عندما اشتغلت أثناء الدراسة صادقت شخص والحمد لله ما زلنا أصدقاء لحد هذه اللحظة ونزور بعض بالسعودية وبالأردن.
وهنا بعملي بالغربة وجدت أصدقاء طعنوني بظهري من الخلف ووجدت أصدقاء بمعنى الصديق.
قد تتعب حتى تجد الصديق بمعنى الصديق وقد تجده بسرعة وهذا نابع من قوة علاقاتك وقوة شخصيتك.
فالإنسان الانطوائي مستحيل أن يجد صديقا حقيقيا والإنسان المتقلب أيضا.
فكيف سنجد هذا الصديق.
ما لنا إلا أن نفرض احترامنا على الغير بطيبتنا وقوة أخلاقنا وحسن تعاملنا
فالجميع سيحبنا ويحترمنا
لكن البعض مجاملة
والبعض يحبنا مع حسد
والبعض قد يكيد لنا غيرة

لكننا سنجد من هؤلاء من يحبنا لشخصنا وطيبتنا وأخلاقنا، وهذا لن يكون إلا إنسان طيب وعلى خلق وهو الصديق الحقيقي بإذن الله.

رد صديقي العزيز الذي أعتز بصداقته دوما: وما لنا إلا أن نتعامل باحترام مع الجميع ولا بد أن يحالفك الحظ وتجد الصديق الذي يستحق أن يكون صديقك.


1/11/2009