منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - من هو الأبعاديُّ القائِل ...؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2016, 01:25 AM   #90
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي


( 16 )

أسمَيناها خنساء سورية
أحببناها روحاً قريبة وقلباً يلتَحف الرقّة مَكسوَةٌ بِـ رقّة

هي شاعرة عذبة شفيفة
للفواصل في نثرِها عينٌ باكية
ولشَطر القصيد رئةٌ تتنفس التّناهيد


الى من يهمه نبضي

كتبَت وأراقَت الحبر قصيد

وعلى مرايا الماس يَنعَكسُ البوح شفافية

مناجاتُها لِـ رجلٍ من زجاج
وآخر من ضباب ...!


وجعلت لآلامِها خارِطة

ممّا يَشي عن خُطاها هنا :


أنا يا أيّها القدرُ
شراعٌ فيكَ منكسرُ

على ساحاتكَ الهيجاء
تلك الروح تحتضرُ

هنا قلبي له جسدٌ
يئن وليس لي أثرُ

وفي كفيكَ لي أنثى
تموتُ و أنتَ تزدهرُ

وفوقَ الموتِ أحلامي
وفي كفيّكَ لي قمرُ

أفتشُ عنّي في بعضي
وبعض الكلّ ينشطر

فأشلائي تمزقني
و لي كلٍّ سينفجرُ

أناديني فيرجِع بي
أنينُ الناي يستترُ

أنا رجعُ الصدى وأنا
لبوحِ أنينه الوترُ

أنا وَهمٌ له كفّان
يكتبُ فيهما السَّفرُ

ورحلةُ أحرفٍ عبَرتْ
على الأجداثِ تستعرُ

تهاوى الأمسُ في يومي
وماتَ السعدُ و الكدرُ

أنا عرجون قافيةٍ
أموتُ ويزهرُ الثمرُ

ألستَ الأمسَ ؟ أنتَ اليومُ
أنتُ الدهرُ ياقدرُ

وأنتَ الآيةُ الكبرى
لمن بالأمسِ يعتبرُ

أنا من بعضِ ذاكَ الظلِّ
ترسمني و تفتخرُ

وتكتبُني وتمحوني
و تأمرني فأأتمرُ

على سجّادك المملوء
من دمعي سأعتذرُ

فإنّي الضَّعفُ إنّي الوهنُ
أفقدُني و أنتظرُ

وإنّي الآيةُ الصمّاء
صلّى عندها السَحَرُ

سرابٌ كنتُ أم صفةً
سواءٌ عنديَ الخبرُ

فهل في اللّوحة الكبرى
لهذا الكون مدّكِرُ

ألسنا في يدِّ الأيامِ
أقلاماً و تنكسرُ

غبارُ اللونِ في وجهِ
الوجودِ و نحنُ نبتكرُ

ومن أزلٍ مصوّرة
بنا الألوانٌ و العِبَرُ

ملأناها دفاترنا
فدوّى فوقها الحَذرُ

فلم ننجو بفعلتِنا
ولم يتغيّر القدرُ

ولم تتمزّق اللّوحات
تكراراً بها الصورُ

غداً إن جاءَ ذاكَ الدهرُ
يحملُنا و من غبروا

لينشرُ صُحْفَه صوراً
ووجهِ الكونِ ينتشرُ

على أزلٍ ومن أزلِ
الوجودِ تراهُ ينحدرُ

فهذا اليوم ظِلُّ الأمسِ
في الآزالِ يدثرُ

إذا ما الدهرُ كرّرنا
كمن في الأمسِ قد عبَروا

ستطوينا دفاترهُ
وتطويهم كما ظهروا

ليوم ِالحشرِ والإسفارِ
يوم الفصلِ ننحدرُ



من هي هذه الخنساء الشفيفة الحبيبة ....؟

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل   رد مع اقتباس