منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شرفة العطر
الموضوع: شرفة العطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2020, 01:42 AM   #1
ياسر خطاب
( كاتب )

الصورة الرمزية ياسر خطاب

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2789

ياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي شرفة العطر


من أجل ذلك .. كنّا نحيّد جوقة الأطفال الذين لمسنا باندفاعهم فشل السنين الآبهة , كنا فريقاً واحداً : أنا و أفكاري وكل تجاربي , بينما الأصدقاء الناجحون ينثرون على الرصيف بهاء الحديث ويلقون التحية بثقة على المارة يضيئون في سواد الليل ويطفئون قلبي بأفواههم لينفوني من الأرض , نمضي إلى الباب الحديدي لندخل ..
.
.
.
يضغطون على قلبي بعنفٍ فأصرخ ليبوء الجرس بإثمه ويرتاح , وأنا اصرخ عالياً ، الطيور على غصن شجرة البيت تفتعل فزعاً ما , لتفرّ إلى مثيلاتها وتثبت انتماءها إلى الفصيل الذي يعد أضعف فؤاداً .. الزغب ينمو على كتفي وأنا أقنع نفسي بأني مثلها بجناحين للهرب عند اللزوم وقبل النوم
.
.
.
المهم ....صعدنا نِدّا لنِدْ على الدرج المكسور ظهره من كثرة الجيران وثقل الأمتعة , نحمل انتباهنا بكيسٍ من بائع السجائر وهي تحمل حقيبة نسائية منتفخةً بفضولنا, حذرين.. صعدنا نستلين المشي ليأخذ الجيران فكرة حسنة تختلف عن نية القصد الذي نريد , نؤجل الحديث إلى حيث الطابق الرابع لنستكمل بعض الحجج بعد أن نعدد مساوئ السكن في المباني العالية .. الفناء ضيقٌ لا يكفي لأن نرتّب أحذيتنا جنباً إلى جنب وحده حذائي الذي كان خجولاً وتأخر في الدخول فقضى الليلة خارج فرص الضيافة , أذكر حين اشتريته أن وجهي كان ينعكس على الزجاج حيث يعرضه البائع أدركت شيئاً فظيعاً وقتها : أن للفشل أناقة ولمعة تشبه شمس السابعة ..
.
.
.
الثامنة صباحاً موعد استحمام الشرفة ، الشرفة التي باغتناها بالقهوة فاستحت ولبست صوت الباعة النشاز , سرقنا النظر إلى عورة النور فيها , وفي الشارع الذي كنا نحدّق فيه من الأعلى إلى الأسفل قذفنا الرؤى على الإسفلت ليمضي الوقت سريعاً أو بطيئاً وتحين الساعة القادمة
في الحقيقة..!! لم يكن شيئا مهماً أن يمضي الوقت مسرعاً في ركض أطفال المدارس ولا مستبطئاً بنوم المحرومين من رضا الآباء والأمهات كل ذلك كنّا نراه من الشرفة العالية
الغريب في الموضوع أن البرد كان يقرصنا رغم أنّه الصيف , وعلى سيرة الصيف سرد لنا أحد الأصدقاء قصةً عن التي أحبها ومضت , يؤكد فكرة البرد في الفصل المغاير نسينا التفاصيل يومها و ظل يروي ويلحّ على استدراجنا إلى نتيجة فهمناها جيداً قبل أن يكمل حديثه مفادها : أن في الحب فصولٌ أيضاً ....
.
.
.
كنّا نحبها و ندرس تفاصيل الأنوثة فيها وهي تفيض نحو نبات الزينة فقررنا أن لا نطفئ سجائرنا في ترابه الرطب مرةً أخرى وفهمنا أيضاً عدم حاجتهِ للسقاية كل يوم
كنّا نهابُها وهي تنتقل بعينيها إلى مفاصل أحاديثنا المريضة بالروماتيزم وتستريح مع لهاث الكلام ..
تلك الساحرة ترصفنا في طابور الانتظار ونحن نكره أن ننتظر لكننا لا نستطيع التحدث عن الكره في حضرتها , تدوّن على أكفّنا أرقاماً وطلاسم ونحن ندوخ ولا نفهم ؟
لا وجود لها في الملاحم والفتن ولا في القصائد ما يشير إلى شيء واضح عنها, رغم أنها جليّة مثل شمس الثامنة..
تلك الساحرة , حركت الجوع فينا وهي تأكل ضعفنا وتهدر الماء الذي يجري في عروقنا . فرشنا المائدة ..سكبنا الشاي الباهت على أرواحنا المريضة بالسكري , روينا حديثا نبوياً ليأكل كل مما يليه
.
.
.
ثرثر الجميع عن أمجادهم وصفاتهم
وحدي ... كنت أهندم صبري بالسكوت طيلة الوقت
وأنا أجثو على ركبتي , أنظر في عينيها وأستغيث
مرةً , أماطل في النظر أرضاً لأستمر ولا أموت
ومرةً أنظر في عينيها وأستغيث
عن يمني خابية للعطر
في شمالي سلك كهربائي موصول إلى الداخل مني
الآن سيأتي التيار
ويلمع قلبي
فهل ستدرك هذي الأناقة ؟

 

التوقيع

حين قضمت جرافتهم شجرة الليمون

شلح حدبته، نفض رماد رأسه

وصنع منه متراسا

حشا عيونهم بتراب الأرض

صوب إليهم أحلاما تلقفتها بنادقهم

داليا جهاد

ياسر خطاب غير متصل   رد مع اقتباس