يا لغة بلا حروف
يربكني جنونك
يربكني غضبك
يربكني تيار الموت الذي يتنفسني كلما تذكرت الحدّ الفاصل بين نفسين هما أنت
بين شخصين يسكنا جسدك
ولغتين تحيا بهما ذرات المادة التي تتكون منها آنية روحك
من أنت ؟
وقد تكور الرعب بك أمامي يرمقني بعيون الغدر
وابتسم الدهر في وجه قلبي من عيونك
حتى كدت ابصرمن سماء روحك ليلة القدر
من أنت ؟
فالحزن يقتنص من زواياك زغرودة الأمل في أفنان قلبي
وتتعثر رؤاي بطوفان الدمع بين جفني كآبة خلقتها انت
أتكوّم انا على وجع ممتد من خاصرة الماضي حتى رحم اليوم
وأختنق بتساؤلات لاجواب لها الا في حشرجة الصمت
تقتلني أنت وأسير جثة حياة على سراط الموت
لا أسمع الا لهاث هذا العالم المدفون بين التنهد والحسرات
ويتبعني عتابك فألوذ بك من جمرات الجواب
لا زاد عندي في هذا الصقيع الذي يحضنني مذ عرفتك
لا جرعة نار أسكبها على قسوة جليده فأتقي بها حرقات الصقيع
قدر أنت يسكرني حبا بكؤوس من لهيب
ويقتلني حنينا بسكرات العذاب
ويلتصق بي كملامح غيّرها الدهر فتشوهت بيدي الزمان
فلا أنا سعيدة بها ولا هي سعيدة بي
ولا أملك القدرة على تبني ملامح أخرى لا تشبهني
أو تغيير ملامحي التي اعتادها الكون
على مرآة كآبتي ألمحك من بعيد
شيء ما جميل جدا
فأقترب أكثر ويتلاشى ذلك الوجه الجميل
يا ملامح عمدا رسمها القدر على صورة أيامي
ان كنت حقا تتدفق من ينابيع الحبّ قدرا انسيا
قف بعيدا حتى تتجلى لعيون الدهر جميلا عندما أراك
قف على مسافة تقيني منك لهيب جنونك
وتقيني من جنونك لهيب الموت