في المقلب الآخر قرأت كثيراً عن أقرب الطُّرق إلى قلب الرَّجل، بيد إن أكثر الأمثال هو ما قيل : "المعدة أقصر الطُّرق إلى قلب الرَّجل" وهذا صحيحاً، ولأن الله تعالى قد بعث في الأرض غراباً ليري الانسان كيف يواري سوءة أخيه، ولأنني من محبي التَّأمل، فقد شاهدت أنثى الغراب، وهي تجلب لذكرها جيف الجرذان، وشاهدت أيضاً كلبة تحضر للكلب بقايا من جيفة بغل، فأدركت إن الله تعالى قد ضرب لنا الأمثال في الطَّير، والحيوان، وإن كانت ذات نباحٍ، ونعيق.