هل الخير دوما ينتصر ؟
على أرض الواقع وفعليا لا
فانتصاراته ومضات !
وبرق قصير العمر !
انتصار الخير الحقيقي في أنه يحشد الأنصار منذ بدء الخليقة حتى يوم الناس هذا ، ولايكف ولايعجز عن هذا الحشد
برغم ضعفه ومكاسبه المعنوية التي لاتزن كثيرا بحسابات الأرقام والبنوك والأعمال التجارية .
وحقيقة أن مايحمله الخير من قيم رفيعة لن تقدر بالمال والمادة أبدا ،
فالخير قيمة معنوية تكتسب وجودها من إيمان المؤمنين بها
إذن ، فالخير متواجد حاضر حقا ولكنه ليس في طغيان وحضور الشر
الخير والشر رجلان في صراع مستمر ودائم لاينقطع . والخير لايصرع صاحبه ولايفنيه ولا يحسم المعركة لصالحه ، لكنه مواصل للصراع منهك دائما أمام غطرسة الشر وتحديه السافر ، ولكن لاتنس أن الخير واقف على قدميه الثابتتين لا يزل ولايسقط حتى وإن هزمه الشر قد يلتقط الأنفاس
ولكن ..
لاينهار .
يقولون دولة الظلم ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة .
نعم إن دولة الحق الفارعة القامة حتى قيام الساعة ولكن في قلوب ونفوس المؤمنين بالحق وهم قلة فدولة الحق هذه بشكل ملموس وفعلي لا تراها إلا لمحا وطيفا لو استرجعت تاريخ البشرية
حتى المؤمنين بالدين الإسلامي الذي يعتقد معتنقوه وأنا منهم أنه الدين الحق فهم أقلية بالنسبة لعدد سكان العالم
القرآن الكريم دائما ما ينسب الشر والضلال للأكثرية .
إن الخير ندرة ومن وجهة نظري غير اليائسة إنها ندرة النفاسة فالخير نادر لأنه ثمين
انظر إلى التراب والرمال و الصخور والحصي تجد نفسك عاجزة عن إحصاء عددهم إنها أشياء ملقاة في كل مكان وبوفرة .
ولكن انظر إلى الذهب تجده في محلات الذهب الشديدة الحراسة أو الحماية فقط .
كذلك الخير نادر لأنه نفيس ، وإن كانت ثروة الذهب تساوي كثيرا عند كل البشر
ولكن ثروة الخير تحتاج لقلب نقي ونفس صافية ؛ حتى تشعر بما تساوي هذا الخير
أما في معسكر الشر حيث يرتع المال الحرام والفاسقون وشاربو الخمور والمخادعين واللصوص ومعدومو الضمير فهم بعدد الرمال والصخور والتراب
هذاليس تحيزا للخير المسكين على حساب الشر الجبار
ولكنه الواقع الذي أظنك تتفهمه وتهضمه الآن بكل سهولة
لو اتفقت معي .
أكثر شيء يؤكد لك قيمة الخير وسمو منزلته في النفوس ، أننا في أحلك حالاته نتحرج أن نعلن وفاته أو مقتله بيد الشر بل نصف حاله ساعتها بأنها وعكة صحية أو طارئ مرضي سيشفى منه قريبا ، ذلك لأنه أمكن في قلوبنا ومتجذر في أعماق النفوس .
اللهم ، أبق الخير دائما حيا نابضا حتى نظل بشرا تتمثل فيما الإنسانية التي كرمتها سبحانك.