قدمتَ معَ الليلِ نَجمٌ غريبٌ
فلمَّا تلوّى الظلامُ انطفَيتْ
وسرتّ تردُّ فلولَ الشُّعاعِ
فعَادَ الشُّعاعُ وأنتَ اخْتَفَيتْ
ستبقَى على هامشِ الذكرياتِ
إذا أَشْرقَتْ شمسُ يومٍ ذَويتْ
وألفٌ من الأنجُمِ الزَّاهِرَاتِ
تُضيءُ لنا دربَنَا إنْ أبيتْ
محمد الثبيتي
------
هذا هو, يقف ظهراً كعادته, يبحث عن طريدته
يخيل لكل من لقيه أن عينيه تجري دماً عربي,
و مقلتيه تكتم سراً أجنبي.
------
عُوقب الشعراء بحب الصعلكة, حتى و إن قربهم السلاطين, و اغدقوا عليهم بالأموال إلا انهم يمتلكون قلوباً تحتوي بذرة لها لون التهلكة. تدفعهم الى التململ المرعب من حياة الترف, حتى اشمئزوا من جدران المنازل التي لم تصبح في أعينهم إلا سجن حقير. وبقيت قصيدة واحدة, تقتلهم ببطء,وتجعلهم لا يطربون الا عند ارتحال السيف عن الغمد.
--------
إِذا أَنتَ لَم تَرحَل بِزادٍ مِنَ التُقى :::وَلاقَيتَ بَعدَ المَوتِ مَن قَد تَزَوَّدا
نَدِمتَ عَلى أَن لا تَكونَ كَمِثلِهِ :::وَأَنَّكَ لَم تُرصِد لِما كانَ أَرصَدا
تفاحة الشعراء
هذا ما أطلقوا على قصيدة الأعشى المذكورة اعلاه,
يقال ان الأعشى قد مات قبل أن يلقي النبي و كتب قصيدته تلك يمدح النبي و يحث على الإيمان بالله و الاقتداء برسوله. و يقال ان في العصر العباسي تناقل الشعراء مقولة تنص على ان كل من أُبتلي بالشعر حمل لواء الصعاليك لأن الأعشى قد بدل ما عند الله بمئة ناقة من أبي سفيان ولم يُقبل على النبي خلال صلح الحديبة. تقول عرافة ان الشيطان قد كان مرافقاً لأبي سفيان في طريقه لمقابلة الاعشى قبل أن يصل الى النبي. و عندما ألتقت عينا الاعشى و الشيطان, تذكر الأخير حينها ما فعله بأدم و حواء, و قال انه الموسم التالي للبشر, فقد أخرجتهم من الجنة و أبتلوني بالنار, و تالله أني لا أجعل هذة الدنيا جحيماً عليهم.
ولم يكن الأعشى أفضل من أدم عليه السلام. فقد بدأ أهمال العرب للشعراء منذ تلك اللحظة, وفقد الشعر مركزة بين الناس حتى بقيت قصائد الهجاء عرفاً, لغة لا ينطق بها أحداً الا الصبيان و ما يؤدي سقوط راس الشاعر.
ومنذ تلك اللحظة, كُتب الله على الشعراء الكذب و عشق الصعلكة.
--------
مَلَلْنَا الشِّعْرَ عبداً للقوافي
مَلَلْنَا الشِّعْرَ مسلوب الإرادةْ
مَلَلْنَا وصفَ كعب بن زهير
للون حمامة أكلتْ جرادةْ
ووقفةَ عنترة العبسي يوماً
يُعاتبُ في رُبا نَجد جوادهْ
وأوهاماً يُصوّرُهَا لقيس
شذا القيصوم في أردان غادةْ
الثبيتي