غربة أوطان - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4462 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7438 - )           »          ما يكتُبُهُ العضو بالعُضْو : (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2418 - )           »          مجلة ألوان .. (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 118 - )           »          مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )           »          إلتقاطة أبعاد اللون (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 407 - )           »          حب بلا ملامح (الكاتـب : صالح بحرق - مشاركات : 1 - )           »          رَذَاذٌ عَاقْ ! (الكاتـب : زهرة زهير - مشاركات : 76 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 790 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 431 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-21-2013, 12:48 PM   #1
فاطمه الغامدي
( شاعرة وكاتبة )

افتراضي غربة أوطان


نلملمُ مشاعرنا المختلطة بين سعادتنا بتوديع دفعة من طالباتنا وحزننا لفراقهن وقد اعتدنا ذلك عامًا
بعدعام، فرحا بعد فرح، حزنا بعد حزن سنة الحياة،
العصافير الصغيرة تودع أعشاشها، الطفل يكبر والشاب يغادر الأيام تدور لاشيئ يبقى كالموت
الأشجار العتيقة كالدهن كالعطر تشيخ، والوجوه المألوفة يراودها الغياب ستصغر آلامنا بعد حين
وقد اعتدنا لكن طالباتنا اليافعات لم يعتدن ذلك
فرغنا من حفل التخرج لطالباتنا / المرحلة الثانوية بعد أن أرتدت الطالبات أرواب التخرج فبَدوْنَ كموسم الزهور، يارب سعادة لاتزول تشاركهن صديقاتهن وأمهاتهن ومعلماتهن حفل التخرج

الشمس تلسع أرضية الساحة المدرسية وقد انتصف النهار، انقسم نصفين صباح صاخب ومساء حالم وحدهم من يقفون في مفترق الطرق يرون ذلك،
هرعت المعلمات إلى غرفهن يجرعن ماءً باردًا ويلتمسن هواء منعشًا
كذلك فعلت الطالبات
ألمح طالبة على مسافة ليست قريبة تمسح بيديها على أبواب الفصول تضع يدها تارة على قلبها وتارة على شفتيها
تساءلت ماذا تفعل تلك الطالبة !!!؟
تقترب أكثر لم ترني أجزم أنها لا ترى أحدا ولا تشعر بأحد
عيناها مغروقتان بالدمع اقتربت من غرفة المعلمات تضع يدها على مقبض الباب تبكي بحرقة تنتقل إلى جدران المدرسة ....درابزيناتها ....يزداد شهيقها

حملت يومها الحزين ومضت تدس في جيوبها ذكريات اللحظات العابرة تعتبق النسمات العاطرة، سألت نفسي هل مازال هناك طالبات تفعلن ذلك ؟؟؟
خاصة وهي غير سعودية ولا تنتمي لسعوديتنا قطعا هي لاتنتمي.....

كنت أفكر كثيرًا في أمرها ..عقارب الساعة تقتات الوقت والفرصة .. تركض فوق تعبنا،
الصباح يتنفس، وحدنا نختنق بالروتين والمسئوليات، المدرسة خالية فقد آثرت الطالبات الغياب بعد حفل تخرجهن العاصف بدءا بمكياجهن وانتهاء بعواطف جياشة سكبنها إلى جوار نباتات الظل في ممرات المدرسة
كانت حليمة تجلس وحيدة في الفصل
كنت ألقي السلام وأسألها أين زميلاتك ؟
متغيبات يا أستاذة
ولم تغيبي !!!!
قالت كلها أيام وأغادر ماض جميلا
ما أقسى ألا تحمل ماضيك معك.....
سألتها وأين ستذهبين ؟
خفضت رأسها دامعة
سأعود إلى بلدي ....
اقتربت منها وهل هناك من لا يحب العودة إلى بلده!!!!
كانت تبكي وتقول هذه بلدي يا أبله
هنا ولدت ولكنني أموت كشجرة .....
جذوري انتمائي هنا طفولتي ومراهقتي
كيف أمضي دونهما ؟
كبف يا أبله!!!؟
كنت أربت على كتفيها وفي قلبي حسرة
قلت ألملم شتات فكري سفرك يعني أنك كبرت
أصبحت ناضجة وبلدك يحتاجك.....
ستلتقين أقاربك وتكملين تعليمك وربما تتزوجين
ستندمجين في حياة مملوءة بالمسئوليات ستنسين
كان الصمت الذي يأتي دون موعد يغلف المكان،
آن لدموعي أن تطلق العنان،
الأيام تركض وحدنا نتقهقر نعود أدراجنا نلتقط خيباتنا كي لايراها أحد
الأختبارات وصخبها داخلنا وهدوءها خارجنا في أروقة المدارس
تفوقت حليمة مضت وهي تحب هذه المدرسة رغم أنه ليس من حقها المشاركة في أولمبياد المواد أو أولمبياد موهبة
مضت وهي تعطرمساءاتها بذكرياتها وأريجنا كما قالت
ودعتها وتبادلنا العناوين
شهر ونصف اجازة مبتورة تكفي لنسيان دموع حليمة
لا تكفي للانسلاخ من عام مضى والدخول في عالم جديد
هكذا نكبر دون أن نعي
كانت حليمة تبعث رسائل الحنين تكره غربتها في وطنها وعدم انسجامها تخجل من لا انتمائها
تحاول عبثا لكنها لا تستطيع
19عام ترعرعتُ هنا اشتاق يا أبلة لبلد حفرته داخلي رغم أنه أزالني من سجلاته ..

 

التوقيع

مدونات chemistryinth83
العربية
https://www.blogger.com/blogger.g?bl.../src=dashboard


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




الأشرار يسرقون اللوز يايوشا

فاطمه الغامدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-21-2013, 02:25 PM   #2
خلف المهيلان
( شاعر )

الصورة الرمزية خلف المهيلان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1280

خلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعةخلف المهيلان لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


جميل جدا هذا النسج الرائع

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[COLOR=#7a1d42][FONT=Tahoma][B]«من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة»

خلف المهيلان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-21-2013, 06:41 PM   #3
عبدالإله المالك
إشراف عام

افتراضي


فاطمة الغامدي

تكتبين الألم من واقع التجربة والتمرس
وباسلوبكِ أنتِ المميز الخاص بك.

الوطن دائمً يبقى معضلة وأمان .. وقد يكون مصدر هوان
وحظ المرء قد يعانده .. وقد يعاند المرء حظه!

لقلمك النور ولسطورك السرور

تقبلي الود والتحية يافاطمة

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 02:29 PM   #4
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

افتراضي


اقتباس:
.
اقتباس:
19عام ترعرعتُ هنا اشتاق يا أبلة لبلد حفرته داخلي رغم أنه أزالني من سجلاته ..
الغربة التي تبني بداخلنا مساحات شاسعة من الألم
هي قادرة على إبقاء الحزن نازفا وتجعلك غارقا في ظلام
لا تستطيع الظاهرة الطبيعية الليلة تشبيهها بها .
الشاعرة فاطمة الغامدي
السفر في بوحكِ وإلهامكِ له طريقته الخاصة به .

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-11-2013, 02:01 AM   #5
فاطمه الغامدي
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية فاطمه الغامدي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 755

فاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه الغامدي مشاهدة المشاركة
نلملمُ مشاعرنا المختلطة بين سعادتنا بتوديع دفعة من طالباتنا وحزننا لفراقهن وقد اعتدنا ذلك عامًا
بعدعام، فرحا بعد فرح، حزنا بعد حزن سنة الحياة،
العصافير الصغيرة تودع أعشاشها، الطفل يكبر والشاب يغادر الأيام تدور لاشيئ يبقى كالموت
الأشجار العتيقة كالدهن كالعطر تشيخ، والوجوه المألوفة يراودها الغياب ستصغر آلامنا بعد حين
وقد اعتدنا لكن طالباتنا اليافعات لم يعتدن ذلك
فرغنا من حفل التخرج لطالباتنا / المرحلة الثانوية بعد أن أرتدت الطالبات أرواب التخرج فبَدوْنَ كموسم الزهور، يارب سعادة لاتزول تشاركهن صديقاتهن وأمهاتهن ومعلماتهن حفل التخرج

الشمس تلسع أرضية الساحة المدرسية وقد انتصف النهار، انقسم نصفين صباح صاخب ومساء حالم وحدهم من يقفون في مفترق الطرق يرون ذلك،
هرعت المعلمات إلى غرفهن يجرعن ماءً باردًا ويلتمسن هواء منعشًا
كذلك فعلت الطالبات
ألمح طالبة على مسافة ليست قريبة تمسح بيديها على أبواب الفصول تضع يدها تارة على قلبها وتارة على شفتيها
تساءلت ماذا تفعل تلك الطالبة !!!؟
تقترب أكثر لم ترني أجزم أنها لا ترى أحدا ولا تشعر بأحد
عيناها مغروقتان بالدمع اقتربت من غرفة المعلمات تضع يدها على مقبض الباب تبكي بحرقة تنتقل إلى جدران المدرسة ....درابزيناتها ....يزداد شهيقها

حملت يومها الحزين ومضت تدس في جيوبها ذكريات اللحظات العابرة تعتبق النسمات العاطرة، سألت نفسي هل مازال هناك طالبات تفعلن ذلك ؟؟؟
خاصة وهي غير سعودية ولا تنتمي لسعوديتنا قطعا هي لاتنتمي.....

كنت أفكر كثيرًا في أمرها ..عقارب الساعة تقتات الوقت والفرصة .. تركض فوق تعبنا،
الصباح يتنفس، وحدنا نختنق بالروتين والمسئوليات، المدرسة خالية فقد آثرت الطالبات الغياب بعد حفل تخرجهن العاصف بدءا بمكياجهن وانتهاء بعواطف جياشة سكبنها إلى جوار نباتات الظل في ممرات المدرسة
كانت حليمة تجلس وحيدة في الفصل
كنت ألقي السلام وأسألها أين زميلاتك ؟
متغيبات يا أستاذة
ولم تغيبي !!!!
قالت كلها أيام وأغادر ماض جميلا
ما أقسى ألا تحمل ماضيك معك.....
سألتها وأين ستذهبين ؟
خفضت رأسها دامعة
سأعود إلى بلدي ....
اقتربت منها وهل هناك من لا يحب العودة إلى بلده!!!!
كانت تبكي وتقول هذه بلدي يا أبله
هنا ولدت ولكنني أموت كشجرة .....
جذوري انتمائي هنا طفولتي ومراهقتي
كيف أمضي دونهما ؟
كبف يا أبله!!!؟
كنت أربت على كتفيها وفي قلبي حسرة
قلت ألملم شتات فكري سفرك يعني أنك كبرت
أصبحت ناضجة وبلدك يحتاجك.....
ستلتقين أقاربك وتكملين تعليمك وربما تتزوجين
ستندمجين في حياة مملوءة بالمسئوليات ستنسين
كان الصمت الذي يأتي دون موعد يغلف المكان،
آن لدموعي أن تطلق العنان،
الأيام تركض وحدنا نتقهقر نعود أدراجنا نلتقط خيباتنا كي لايراها أحد
الأختبارات وصخبها داخلنا وهدوءها خارجنا في أروقة المدارس
تفوقت حليمة مضت وهي تحب هذه المدرسة رغم أنه ليس من حقها المشاركة في أولمبياد المواد أو أولمبياد موهبة
مضت وهي تعطرمساءاتها بذكرياتها وأريجنا كما قالت
ودعتها وتبادلنا العناوين
شهر ونصف اجازة مبتورة تكفي لنسيان دموع حليمة
لا تكفي للانسلاخ من عام مضى والدخول في عالم جديد
هكذا نكبر دون أن نعي
كانت حليمة تبعث رسائل الحنين تكره غربتها في وطنها وعدم انسجامها تخجل من لا انتمائها
تحاول عبثا لكنها لا تستطيع
19عام ترعرعتُ هنا اشتاق يا أبلة لبلد حفرته داخلي رغم أنه أزالني من سجلاته ..
كحضورك أستاذ خلف
شكرا ممطرة

 

التوقيع

مدونات chemistryinth83
العربية
https://www.blogger.com/blogger.g?bl.../src=dashboard


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




الأشرار يسرقون اللوز يايوشا

فاطمه الغامدي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غربة .. فرحان الصعب أبعاد الشعر الشعبي 6 02-06-2013 10:28 PM
غربة روح عروب باكير أبعاد الهدوء 51 12-15-2012 04:21 AM
غربة البعد الثالث (إلى متى) أحمد الفلاسي أبعاد النثر الأدبي 7 11-29-2012 09:27 AM


الساعة الآن 08:45 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.