الیوم یا حبیبتي عیدُنا..
عیدُ الحبِ والزهرِ
وحكایتنا الأولی
عند الریفِ والنهرِ
وما بین حبٍ وحبٍ
تولد في عینیك ألف قصیده
وما بین نبض ونبض تهرب في شفتيك
یاسمینة جدیده
یا صرخة أحرفي
یا قصة وجعي یا میلاد الكواکب البعیدة
آه لو أنني عطرك وسقیا أنفاسك
وقلبٌ یسكن أحلامك
دون حُرّاس یجلدون
الأرض والتاریخ
ویكتبون فوق ذراعینا
أحكام مؤبدة
وعرفیة عنیدة
لكنني سأحتفل بك
فالیوم عیدنا..
والعشاق کلهم
یسرقون أغانينا
یقلدون طقوسنا
في الحب
فنحن من علّم
الكون أن الحبَ
نُسُكٌ
نصلّي فیه
حین تقرع
أجراس صلواتنا المجیدة
**************************
في يوم الحب
يثقب جبين أوراقي
قمرٌ أبيض..
وأهدابٌ يغتسلُ
فيها المساء...
وشامةٌ تشبه تلك التي
فوق شفتيك !
وخلفَ زجاج أحرفي
وطنٌ متعرّجٌ
يكتحلُ..بالماء
يرتب رمل خارطته
من شقوق أنفاسك
وحرير وجنتيك !
وحين تتمرّد بجواركِ
جمهورية الجنون..
تنتحر على تخوم شعرك
وفوق ضفاف يديك..!
وحين أكتبُكِ قصيدةً
في دفتري..
الله يا سيدتي
ما أرقّ (الميم)
في اسمك !
حين ألوّنه من وجنتيك
وحين أنطقه
تدور كواكب
فوق إصبعي
وتولد شمس من بين كفيك!
****************
أنا من ألبسَ الصبحَ وجهَكِ
وكتب القصيدة فوق المطر وعطرَكِ
الآن أحبك أكثر وأكثرْ
ووجعي أصبح أكبر وأكبرْ
فأنا أفتش عن حبٍ
يَعْدلُ عينيكِ
يوازي طعم شفتيكِ
أفتش عن حب ٍ
في كل ثانيةٍ يكبر ويكبرْ
***********
رغم أني
عشقتُ نساءً قبلكِ
وأحببتُ نساءً بعدكِ
إلا أنك وطني
الذي يسكن أصابعي
ويغفو تحت جفني
ويصحو فوق دفاتري
ذاك الذي كُتِبَ
على الأشجار وماء البحار
وفوق الزهر الأصفرِ
يا نكهة الشتاء
ووهج الشفق الأحمرِ
لا تحرقي أنفاسكِ
حين تلمحين أحمر شفاهٍ
فوق أطراف وسائدي
فالشمس تبسّمت
حتى تدلت ذوائبها في
قعر قصائدي
*************************
أعرفُ أني جنيتُ على نفسي
حين أحببتك
وارتكبتُ خطيئة حين
قررت بدمي رسمكِ
لأنك أكبر من
شمسٍ تدور في قلبي
ومن سماء تنشق في نبضي
أكبر من حكايتي
المسحورة فيكِ
ومدن الخرافة المغسولة
بين يديكِ !
لكنني سأحبك ِ
وسأعبر الطرقات
من عدنٍ وحتى الرباط
لأفتّشَ عن شمسٍ تحملني إليكِ
لأثقبَ وجه المطر
فأرسمه فوقه عينيكِ
وأصهرُ أغلالَ السنابلِ
لأضعها نهراً تقبل راحتيكِ
*****************
في عيد الحب يا حبيبتي
المسافة بيننا مليئة بالحرس
والعسكر..
وأبوابُ صبحكِ مازالت
تغرق في المطر
أكثر وأكثر..
وأنّي أصغرُ من حبك
ولكنّي أُراهن أنك
ستعشقين وجهي
هذا اليوم
أكثر وأكثر..
ففي قلبي
لكِ نهرٌ وميناءٌ..
فكيف تصبحُ الأمطار
موانئ وقمر وسكرْ؟
لكنّ حبكِ يقلبُ أزمنتي
فيذوبُ بين شفتيك
زمردٌ ومرمرْ
عيد حبنا ليس
مثل العشاق أحمرْ
بل وطنٌ يحتلّني
في كل مرةٍ
ألف دهرٍ وأكثرْ
ومازلت أفتش لك
عن حبٍ أكثر وأكثرْ
لأكتب فوق كفيّه
أنك أنثاي الأخطرْ
(محمد الشهري)
14/2/2012