على مَوَائِدِ اللَّيلِ. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
في حضن النعمة: تأملات أنثوية في الضوء والسكينة (الكاتـب : وهم - مشاركات : 6 - )           »          سفينة الشك! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          الله يرحمه (الكاتـب : طلال الفقير - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 1 - )           »          على مَوَائِدِ اللَّيلِ. (الكاتـب : عُمق - مشاركات : 5 - )           »          بتلات شوك .. (الكاتـب : طلال الفقير - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 1 - )           »          فارسُ الخلود: دماءٌ على صهيلِ العودة! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 245 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1781 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75392 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4705 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-27-2025, 11:13 AM   #1
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16288

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي على مَوَائِدِ اللَّيلِ.



على موائدِ اللَّيلِ... تمدُّ العُتمةُ أطباقَها
تدعوني إلى وَلِيمَةٍ من وجوهِ الغيابِ وأكوابِ الذِّكرى
نَجلسُ...
نَقتسمُ الصَّمتَ كما لو كانَ خُبزًا مُعجونًا بالألمِ.

أُقلِّبُ الوجعَ بسِكّينِ البَصيرة
وأغمسُ لُقمةَ الحنينِ في مِلحِ السُّؤال
فَينفجرُ في فمي طعمُ الكلامِ.

على موائدِ اللَّيلِ.. تتمدَّدُ أمنياتٌ باردة
تُشبهُ أصابعَ ندمٍ أُتخِمَت بالانتظار
تتوسَّلُ فُتاتَ الأمل
المُخبَّأ في كُمِّ ذاكرةٍ ترتجفُ كطفلةٍ ضلَّت
تَشهَقُ عندَ كلِّ صوتٍ.

ونواقيسُ الأنين’ في عُمقِ صدري
تُقرعُ بصمتٍ صارخٍ يكْشفُ هشاشتي
كُلُّ شيءٍ حولي يُوشوشُ بإيماءٍ خفيٍّ
تَشتعلُ في الرُّكنِ شمعةُ البَوحِ
تُكابرُ الرِّيحَ كأنها تُصلِّي’ تُقاومُ الانطفاءَ.

عَلى مَوَائِدِ اللَّيلِ... أمدُّ يدي
أتحسَّسَ جُوعي
النِّسيانُ مائدتي’ والذّاكرةُ لُقمتي
لا خبزَ لي، بل فتاتُ نبضٍ كنتُ أُخَبِّئهُ
أُطعِمُهُ الصبر’ حتى جاع
وما أبتلعهُ كلّ ليلة’ ليسَ إلّا ظلّي وقد نضجَ من فرط الانتظار.

ألوكُ وجعي بهدوءٍ لا يليقُ بالجائعين
وأرتّبُ أوجاعي على الطاولة
لستُ سِوى لُقمةٍ أُخرى في صحنِ الغَفلة
والبياضُ جَسدٌ بكرٌ ينتظرُ أن أُدنّسهُ بالشُّكوك.

عُمق.

 

عُمق متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-27-2025, 12:01 PM   #2
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16288

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


عَلى مَوَائِدِ اللَّيلِ...
يجلسُ الحنينُ بِكُامِلِ أناقته
يَسكُبُ لَنا ذِكرياتٍ فاترة’ كقهوةٍ بردت على غفلةِ شوق.
ويَنتَصِبُ الانتظارُ كضَيفٍ دائم
لا يأكُلُ ولا ينام
فقط يُحدّقُ فِي نَجْوَانا ويَبتسمُ بأسى.

 

عُمق متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-27-2025, 07:13 PM   #3
زايد الشليمي

( شاعر وكاتب )

مؤسس

افتراضي






أُقلِّبُ الوجعَ بسِكّينِ البَصيرة
وأغمسُ لُقمةَ الحنينِ في مِلحِ السُّؤال
فَينفجرُ في فمي طعمُ الكلامِ


:
يخرب بــيتك
..!!
ولكـن ..
أنا لن أسكت على ( قَـمع ..) (عمق)
إنّها .. تُغْرِقنا بالنار
ياسعد ..


حرفها يخرج من فمه ملائكة
وبعض الشياطين
وجدتها في ..
وشْوشَة وسْوسة
كاتبةٌ .. تتألّم بلؤم
كأنّ حرفها رغيف.. يتغذّى عليه
الفقراء..
تقرأ( صورة الناس .... )
وأتعوّذ من ابليس البريء
:

تردد بيت قلتُه ...

اختنقْتْ ولابقى بالأرض صاحب
والضلوع اللي حَمَتْــني ..كسّرتْني


:
عمــــق
مزيداً من الضحايا
إذا كنتِ تريدين أن تبقي في
هذا المكان ..
يجب عدم (( هَزَّ) أماكننا
دعينا ... نعيشُ مغفلين
سذّج ... لا توصلينا الى أنفسنا
نحن هاربون .. الى الماضي

:

عمــق ...
جعلتْ الخبز ينبض ...
نحيا بالموت معها ..
نكذّبها ...
وهي صادقة .. نصدّقها
وهي تكذب ...

؛
عُمــق ..
أنتِ لاتكتبين .. أنتِ ترقصين
على قبورنا .. لتخرج الاجداث
أسمع ... فيروز
في هذا الصيف البليد ..
وأقرأ
وأشعر .. بالثلج يتساقط
على عقلي وعقائدي
وأغني
لست وحدك .. !


:
طبعاً
زايــد..





 

التوقيع



مِنْ مِتى .. كَاْنَتْ مَلَامِحْنا لِنَا
لٌوْ صِدَقْ وَجْهِي تَرَانِي مَاْعَرَفْتِه
:
يَـا ..أنَا ... بالله قِلّي ويْنَ أنَا
دَاخِلِي ..لَكِنْ بِعٌمْري مَاوصَلْتِه

:
زايــد ..
X




زايد الشليمي متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 05-27-2025, 09:47 PM   #4
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16288

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زايد الشليمي مشاهدة المشاركة




أُقلِّبُ الوجعَ بسِكّينِ البَصيرة
وأغمسُ لُقمةَ الحنينِ في مِلحِ السُّؤال
فَينفجرُ في فمي طعمُ الكلامِ


:
يخرب بــيتك
..!!
ولكـن ..
أنا لن أسكت على ( قَـمع ..) (عمق)
إنّها .. تُغْرِقنا بالنار
ياسعد ..


حرفها يخرج من فمه ملائكة
وبعض الشياطين
وجدتها في ..
وشْوشَة وسْوسة
كاتبةٌ .. تتألّم بلؤم
كأنّ حرفها رغيف.. يتغذّى عليه
الفقراء..
تقرأ( صورة الناس .... )
وأتعوّذ من ابليس البريء
:

تردد بيت قلتُه ...

اختنقْتْ ولابقى بالأرض صاحب
والضلوع اللي حَمَتْــني ..كسّرتْني


:
عمــــق
مزيداً من الضحايا
إذا كنتِ تريدين أن تبقي في
هذا المكان ..
يجب عدم (( هَزَّ) أماكننا
دعينا ... نعيشُ مغفلين
سذّج ... لا توصلينا الى أنفسنا
نحن هاربون .. الى الماضي

:

عمــق ...
جعلتْ الخبز ينبض ...
نحيا بالموت معها ..
نكذّبها ...
وهي صادقة .. نصدّقها
وهي تكذب ...

؛
عُمــق ..
أنتِ لاتكتبين .. أنتِ ترقصين
على قبورنا .. لتخرج الاجداث
أسمع ... فيروز
في هذا الصيف البليد ..
وأقرأ
وأشعر .. بالثلج يتساقط
على عقلي وعقائدي
وأغني
لست وحدك .. !


:
طبعاً
زايــد..






يا لهذا الحرفِ المُشتعلِ
أقمتَ مأتماً عليه لكنّك لم تدفنه
بل فتحتَ عليه النوافذَ كي تصعدَ روائحهُ في سُلَّمِ السؤال
وقطّرتَ منهُ ملحَ الوعي في كأسٍ يتيم.

أجل..
أعترف أنّني أكتبُ من على شفيرِ هاويةٍ نازفة
أعجنُ رغيف وجعي من صمتٍ طال
ومن صبرٍ لم يعُد مُجملًا.

ولأني لا أملكُ غير الكتابةِ وطنًا
أهزُّ الأماكنَ حين تضيقُ بي
وحين تظنُّ أنّي سأصمتُ احترامًا لشرنقةِ الوهم
أفتحُ جُرحَ القصيدةِ كي يرى.

أمّا أنا..
فلا أُجيدُ الرقص
لكنني أضعُ قلبي تحتَ النصّ
وأتركهُ ينبض.
كتبتُ من ضِلعِ المعنى، لا من رئةِ المجاملة
هززتُ المكان لأنّ الصمتَ تأقلم
وأدمنتُ الحرف لأنه الوحيدُ الذي لا يُغلق البابَ في وجهي.
أكتبُ لا لأُسكِّنَ شقوقَ الوعي بكلماتٍ مُنعَنعَة
بل لأُعيدُ ترتيب أعضائه
أهزّه، أوقظه، أُحرّضه
أضربُ على جدرانهِ بأصابعي
أُحدّثه بحروفٍ مسنونة
لعلّه يسمعُني’ أو يكفّ عن الادّعاء بأنّ كلّ شيءٍ بخير.

أ.زايد..
شكرًا لردّكَ الذي نفضَ الغبارَ عن القصيدة
فإنّي، من خلالكَ’ سمعتُ النصّ يضحكُ لأول مرة
وهو يَبكي.

 

عُمق متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 06:07 PM   #5
جهاد غريب
( شاعر )

افتراضي


إلى "عَمق"..
مَن علّمتني كيف تُؤكلُ الذكرياتُ على موائدِ اللّيل.

***

على موائدِ اللَّيلِ...
تَتساقطُ الأقنعةُ مثلَ قشورِ الفاكهةِ الفاسدةِ،
وأنا أُمسكُ بِخيطِ الصباحِ البعيدِ
كطفلٍ يُحاولُ إصلاحَ لعبةٍ مُحطَّمةٍ.

الغيابُ يُنعشُ جروحَهُ بِملعقةِ ضوءٍ خجولٍ،
والذكرياتُ تتدفَّقُ كدمعةٍ تأخرت، في كؤوسٍ مُشرَّبةٍ بالوحدةِ.
أَسكبُ صمتي فوقَ صحنِ الوجودِ،
فَيَنبَثِقُ منه مرآةٌ...
أَرَى فيها وجهي مُعلَّقًا كورقةِ توتٍ ذابلة
بينَ صفحاتِ كتابٍ نُسيَ تحتَ المطر.

الليلُ يُعلِّمُني كيفَ أَخيطُ جراحي بِخيطٍ من ضبابٍ،
فأُصبِحُ مثلَ شجرةٍ تَحملُ ثمارَها نُجومًا،
وظلّي يَتمدَّدُ كحكايةٍ لا نهايةَ لها.
حتى الألمُ هنا يُصبِحُ طقوسًا،
كُلُّ وَجعٍ يُشعِلُ قنديلًا في دهاليزِ الروحِ.

الذكرياتُ تَمشي عَلَى أطرافِ الأصابعِ،
تَسرقُ مِنّي اللحظاتِ كَسارقٍ خبيرٍ،
وأنا أُراقبُها من ظلالِ ستارةِ الزمنِ،
كأنني حارسٌ لبستانٍ مهجورٍ من الأيامِ.

على موائدِ اللَّيلِ...
أكتشفُ أنَّ الصبرَ وَهمٌ كبيرٌ،
والانتظارُ مجرَّدُ سُلَّمٍ نَصعدُهُ ببطءٍ،
ثُمَّ نَسقطُ مِن أعلاهُ كَأوراقِ الخريفِ.
الريحُ تَلعَبُ بِشَعري،
والأحلامُ تَجلِسُ أمامي كضيفٍ ثقيلٍ،
يَأكلُ مِن صحني ويَترُكُ لي الفُتاتَ.

ولكن...
في زاويةٍ ما مِن الليلِ،
تَبقى هناكَ كلمةٌ لم تُقالْ،
وَوردةٌ لم تَذبُلْ،
وَقلبٌ ما زالَ يُنادي:
"ربما الغدَ سَيَحمِلُ مائِدَةً جديدةً...".


***

إضاءة:
هذا النص هو بَوْحٌ وُلِدَ مِن رَحِمِ كَلِماتِ "عَمق"...
حينَ تَسلَّلتْ موائدُ ليلِها إلى دَمي،
فَأصبَحَ الوَجْعُ لُغَةً مُشتَرَكَةً،
وَالصَّمْتُ حِكايَةً تَتَكَسَّرُ بَيْنَ يَدَيَّ.

أكتُبُ لَيسَ كَمَنْ يَسرِقُ الظِّلَّ،
بَلْ كَمَنْ يَرْكَعُ أمامَ المِشْكَاةِ...
يَستأذنُ النارَ كَي يُضيءَ.

 

جهاد غريب متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 09:23 PM   #6
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16288

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد غريب مشاهدة المشاركة
إلى "عَمق"..
مَن علّمتني كيف تُؤكلُ الذكرياتُ على موائدِ اللّيل.

***

على موائدِ اللَّيلِ...
تَتساقطُ الأقنعةُ مثلَ قشورِ الفاكهةِ الفاسدةِ،
وأنا أُمسكُ بِخيطِ الصباحِ البعيدِ
كطفلٍ يُحاولُ إصلاحَ لعبةٍ مُحطَّمةٍ.

الغيابُ يُنعشُ جروحَهُ بِملعقةِ ضوءٍ خجولٍ،
والذكرياتُ تتدفَّقُ كدمعةٍ تأخرت، في كؤوسٍ مُشرَّبةٍ بالوحدةِ.
أَسكبُ صمتي فوقَ صحنِ الوجودِ،
فَيَنبَثِقُ منه مرآةٌ...
أَرَى فيها وجهي مُعلَّقًا كورقةِ توتٍ ذابلة
بينَ صفحاتِ كتابٍ نُسيَ تحتَ المطر.

الليلُ يُعلِّمُني كيفَ أَخيطُ جراحي بِخيطٍ من ضبابٍ،
فأُصبِحُ مثلَ شجرةٍ تَحملُ ثمارَها نُجومًا،
وظلّي يَتمدَّدُ كحكايةٍ لا نهايةَ لها.
حتى الألمُ هنا يُصبِحُ طقوسًا،
كُلُّ وَجعٍ يُشعِلُ قنديلًا في دهاليزِ الروحِ.

الذكرياتُ تَمشي عَلَى أطرافِ الأصابعِ،
تَسرقُ مِنّي اللحظاتِ كَسارقٍ خبيرٍ،
وأنا أُراقبُها من ظلالِ ستارةِ الزمنِ،
كأنني حارسٌ لبستانٍ مهجورٍ من الأيامِ.

على موائدِ اللَّيلِ...
أكتشفُ أنَّ الصبرَ وَهمٌ كبيرٌ،
والانتظارُ مجرَّدُ سُلَّمٍ نَصعدُهُ ببطءٍ،
ثُمَّ نَسقطُ مِن أعلاهُ كَأوراقِ الخريفِ.
الريحُ تَلعَبُ بِشَعري،
والأحلامُ تَجلِسُ أمامي كضيفٍ ثقيلٍ،
يَأكلُ مِن صحني ويَترُكُ لي الفُتاتَ.

ولكن...
في زاويةٍ ما مِن الليلِ،
تَبقى هناكَ كلمةٌ لم تُقالْ،
وَوردةٌ لم تَذبُلْ،
وَقلبٌ ما زالَ يُنادي:
"ربما الغدَ سَيَحمِلُ مائِدَةً جديدةً...".


***

إضاءة:
هذا النص هو بَوْحٌ وُلِدَ مِن رَحِمِ كَلِماتِ "عَمق"...
حينَ تَسلَّلتْ موائدُ ليلِها إلى دَمي،
فَأصبَحَ الوَجْعُ لُغَةً مُشتَرَكَةً،
وَالصَّمْتُ حِكايَةً تَتَكَسَّرُ بَيْنَ يَدَيَّ.

أكتُبُ لَيسَ كَمَنْ يَسرِقُ الظِّلَّ،
بَلْ كَمَنْ يَرْكَعُ أمامَ المِشْكَاةِ...
يَستأذنُ النارَ كَي يُضيءَ.
"""
هُنا نصٌ موازٍ لموائد الليل وسجالٌ روحيّ على مائدة الحرف
فماء القصيدة لا يُشرب مرتين الا حين يكتبك الوجع

إلى كاتبٍ أزهر الحرفُ في أنفاسه
في حضرتك كان الرد مواربةً للروحِ كي تُطلّ من بين حروفنا الخجلى
مائدتي كانت مُسرفةً في النزيف فأتيتَ أنتَ تشعل قنديل الصبر
وتغمس الحبر في دمعٍ لم يُعلن بَوحه بعد.

جاء صدىً كان ينتظر من يهمس له بأنّ الصمت لا يُشفى إلا إذا سُمع
وقد سمعتهُ فيك
فيك انسكب الليلُ لا كظلام بل كصوتٍ يُعدّل مرآة الروح
فيك وُلد الصبرُ من جديد لكنه لك يكن فضيلة فكان جُرحٍ تعلم كيف يُضيء.

كلّ ما سكبته من وجعٍ ناعم كان مرآتي الثانية
وقد نسيتُ وجهي في الأولى فهل لي أن أشكرك
أم أكتفي بالصمت كما يليق بالعارفين؟
أم أقول على استحياء أنك كتبتني من جديد!
دمتَ للوجع مَن يؤنسه بصوتٍ لا يُرهق.

فشكرًا
لأنك جعلت من نصّي سُلّمًا وصعدت عليه بالحرف لتُشاركني انكساراتي
كمن يشرب الحنين لا ليسكر بل ليتطهر.
عُمق

 

عُمق متصل الآن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.