غضب الحليم - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
جُب حظي (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          يَا دَارَ مَيّةَ بِالعَلْيَاءِ فَالسّنَدِ (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          عصف ذهني حول الموت ! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : فن الجهني - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - مشاركات : 75405 - )           »          [ دعوة لـ حضور زواج ولدي عبدالله ] (الكاتـب : صالح العرجان - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 3 - )           »          ورقة على رصيف ! (الكاتـب : سرحان الزهراني - مشاركات : 56 - )           »          نُوْنٌ ~ (الكاتـب : نوف سعود - مشاركات : 2218 - )           »          (( أميــنة .. الليمونية ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : محمّد الوايلي - مشاركات : 14 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 617 - )           »          رحلة وغربة ! (الكاتـب : نورة القحطاني - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-2009, 04:48 PM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي غضب الحليم


إذا غابتِ الشمسُ فجأةً فلحدثٍ عظيمٍ في الكون
( أنا )
[justify]
الحليم شخص احتملَ الكثيرَ من أجل أن يبقى على رزانته و هدوء باله و حصافة عقله ، فلم تغيره مزعجات الليالي و لم تزلزله تصرفات الناس ، لأنه متمتع بسيِّد الأخلاقِ فكان من سادة الناس ، لذا فهو مفزعُ الكبراءِ ، و ملجأُ العامةِ ، و مجلسه معمورٌ مشهورٌ ، حيثُ تكون الحكمةُ منقولة ، و الأخلاق الرفيعة مبذولة .
و حيثُ لكل شيءٍ منتهى ، فإنَّ حلمَ الحليم له حدٌّ ينتهي إليه ، و منتهى لا يصبر عليه ، فينقلبَ حالُه إلى أسوأ حالٍ ، و على قدر الصبرِ يكون الانفراج ، و بما أنَّه كذلك فمن العقلِ اتقاءُ شر الحليم إذا غضب ، فغضبه انفراج لمكتومٍ ، و بوحٌ لمكبوت ، و نفثة مصدور ، فلا يكون الانفراج سهلاً ، و لا وقعه يسيراً ، بل سيكون شديداً قاسياً على كل ما حوله ، فيُدرك الفطناءُ من قوة الغضبِ قوةَ الحلم .
غضبُ الحليم قد يكون واقعاً على إنسانٍ ، فربما على ذاته ، و ربما على غيره ، و قد يكون على زمانه ، فلا يكون زماناً مهيأً له ، و ربما كان على مكانه فيكون دنياً غيرَ مناسبٍ لقدرِ الحليم . و غضبُ الحليم إن كان ، فلا يكون قولاً فحسب ، بل يكون فعلاً ، و لن يتصرفَ تصرفاً أبلهاً و لا معتوهاً ، بل سيكون تصرفاً هادئاً واقعَ الشدة على الناسِ . ذاك الغضبُ يفري فرياً في نفسِ الحليمِ كلها ، كلها جميعاً ، جسداً و قلباً و عقلاً و روحاً ، فذاك الغضبُ شرٌّ عليه في كل ذلك ، و شرٌّ على من حوله و عرفه ، فقد يبلغُ به الغضبُ أن يكون يلحقه قهرُ الرجال فتُشوى منه كبدٌ من قهر ، أو موتُ فجأة ، أو زوالُ عقلٍ ، و على غيره فقاسية عليه أن يُرى غضباناً و قد عرفَ حليماً ، أو قاسياً و قد تُنُوْقِلَ عنه اللينُ ، أو عبوساً و قد اشتهرَ بالبشاشة ، فتلك عليه أشد من وقع النبال على جسده ، و لأنه حليم فقد يؤثرُ ما يضرُّ به على ما لا يضرُ بغيره ، فيكون غضبه _ ليسلموا _ ارتحالاً عن بلادٍ ، أو لياذاً بصمتٍ ، أو اختفاءً بعد ظهورٍ ، و قد يصلُ الغضبُ أشدَّه فتكون مهلكةُ الحليم عليه ، فتلك عليه ألطف من وقعِ شيءٍ على غيره ، و ذاك حلمٌ خفيٌ فيه ، و لا يُدركُ ذلك من الحليمِ إلا الألباءُ من الفطناءِ ، فهم القارئون صمته ، الباحثون في عينه ، المُدركون بُعد حروفه ، المبصرون وقعَ تصرفاته ، و هم الذين يعذرونه و غيرهم يعذله ، و هو في منأى عن القومين ، سالكٌ أمرَه في الأمرَّيْن .
يخلقُ غضبَ الحليمِ لأواءُ الحياةِ ، و تقلباتُ الدهر ، و نفاد قدر الصبر المقسومِ له ، و يخلقه ظلمٌ فاحشٌ ، و حيفٌ ظاهرٌ ، و ضيمٌ قاهرٌ ، و لا لديه إلا عجزٌ و ضعف ، و يدٌ تقصُرُ عما العينُ إياهُ تُبصُرُ ، و يخلقه جهلٌ مطبقٌ ، و غباءٌ محدقٌ ، و تعالمٌ مُطلَقٌ ، و صدودٌ عن معرفةٍ ، و جحودٌ لعلمٍ ، و حربٌ على ثقافة ، و يخلقُ الغضبَ فقدٌ لحبيبٍ ، و تغييبٌ لخليلٍ ، و فواتٌ لصفيٍّ ، و يخلقُه فقرٌ موجعٌ ، و قلةُ ذاتِ يدٍ مُذِلَّةٍ ، و عجزُهُ عن القيامِ بأمرِ نفسه ، و كذلك يخلقُهُ ارتقاءُ الأسفلين ، و تقدُّم الأرذلين ، و تعظيمُ الأقلِّيْن ، و إقصاءُ النبهاء ، و إجفاء الفطناء ، و إبعاد الأذكياء ، فكلها موجعاتٌ مفجعاتٌ مزعجاتٌ ، فآهٍ لقلبِ الحليم إذ صبر الوقت الطويل عليها ، و رُحمى له و عليه أن باح بالغضبِ مطلقاً لنفسه نفساً صُعداء ، فتلك قاضيةٌ على جواهر قلبه ، و سالبةً أواصرَ لُبِّهِ ، فلا يلامُ على غضبٍ على شيءٍ كهذا .
إذا غضبَ الحليمُ فَيُوْدَعُ و شأنه مع غضبه ، فغضبُ الحليمِ سيُرشده نحوَ الأصلحِ ، و هو سيد أنواعِ الغضبِ ، فلا ضررَ منه متحققٌ ، و إنما لجوءٌ و خروجٌ ، دون إضرارٍ و إيجاعٍ ، و إن أوجعَ قلوباً فهي لحبها له ، و لفقدها بهاءه .
http://alotaig.com/?p=68
[/justify]

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.