الجدّة حياه ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
~ وش يقول الشاعر 🍺 (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 240 - )           »          صباح الـ إيش !!!!! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 1391 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 265 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 4464 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 11 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 438 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1691 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 106 - )           »          تجار القضية...! (الكاتـب : صلاح سعد - مشاركات : 4 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2012, 01:13 AM   #1
حياه
( كاتبة )

الصورة الرمزية حياه

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

حياه سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي الجدّة حياه !


عزائي لنفسي و لروحي و اسم حياه الذي حملته اقتداء
بإسم جدة القرية التي تصلنا بها صلة رحم بعيدة بجدٍ خامسِ أو سادس ..
كانت تلك الجدة لا تحمل من اسمها سوى اسمها ..
كانت هزيلة جدا قصيرة القامة ، بسيطة الشكل ..
كان نساء القرية يقلن حين تزوجت مسناً لا يقربها بصلة و أقل منها نسبا :
-بنت شيوخ بس مسكينة-
-قد كبرت بالسن تجاوزت الخامسة والثلاثين عاما من يرغب بها سوى من أتاها
- خلوها تبوس يدها وجه وقفا
اعترض العم والخال حول زواجها و شاع صيتها بذاك الحين و قال والدها
من يرغب بها زوجا الآن -أزوجها واحدا من عيالكم الحين-!
فتراجع الجميع لتواجه حياتها بعد الخامسة والثلاثين
مسكينة هي الجدة حياه ..
كان رحيلها نـحو زوج لم تختره و لم يؤخذ رأيها به قد تم و عقد الزواج بها أصبح موشوما
بإصبعها الكبير . توقف الزمن لحظتها في اصبع .. و النساء يرقصن حولها بعد أن دقت الطبول
و أزدادت أحاديثهن المشؤومة في زمنٍ لا تتحدث به الصغيرات - والعوانس!
ما كانت تعي المصائب التي تلاحقها من ألسنتهن الحارقة
كانت صامتة فهي لم تختر هذه المصيبة الحديثة و لم تُخيّر!

طّلت من شباكها تودع صفحات الحقول الخضراء ومن هضاب ورمال وطنها الذي لا تعرف سواه
تعشق هواءه و يربكها الهواء!
ترمي بين حقوله جميع الفصول و ذكريات الطفولة وفقد أمها وهي في الثامنة
كانت ترمي في سفح الشمس قبل أن تغرب آهات السنين و أحاديث الأقارب
و تمد جسدها لأرض أجدادها التي تعشق لعلها تنجيها من الفقد ..
ولكن هي أيضا أرض الأجداد لا تعرفها .. تخلت عنها تماما
كوالدها .. كأمها حين رحلت وتركتها ما بين سراب وضباب ، ما بين
الوحدة و الليل الطويل ، أبقت نفسها في النافذة تناجي النخيل لعلها تستيقظ هي وتمد لها غصن
مفاتيح الفرج لتتسلقها وهي مخضبة يديها و رجليها و بجديلة شعرها المجعد
قد فعل ذلك نساء القرية .. لففن بأحشاء جديلتها حزنها و ما أشجى قلبها و أبكاها
وهي تمسح دموعها بإصبعها المغلوب فقد أصبح أصبع لعين هو أيضا تخلى عنها!
مدت يدها و الشوق بدأ يزاحم ضجيج القرية و مساحات ألمها محاولة أن تنتزع النور وتخبأه في جيبها
وبعضا منه بين ضفائر شعرها ..
من تلّ القرية تراهم يعبرون كجنود يعبثون بالحقول تدوس أرجلهم أحلامها
و من أمامها قادمون يهتفون .. أتينا لزواج المسكينة!
تزداد ضعفا و هزيمة أمام غيوم السماء وشرفاتها البعيدة
تمنت لو أنها لحقت بأمها التي سقطت بين مغرب وعشاء مريضة بالسل الذي رافقها عامين !
ترى بعينها البائسة إزدحام المكان الذي لم يزدها بغضا على أرضها و أقاربها تعشق هذه الأرض جما
رغم كفرهم بها الليلة هي آمنت بهم و ازدادت إيمانا!
لا زالت تخبئ دعوتها بين الريح و في العصافير، في شباكها الخشبي الذي سالت أصابعها دما بفضوضه
مع حليها و خضابها مع فرحتها التي أتت بعد أن مضى بها العمر يقاسمها شطر الحزن على ملامحها
و تجاعيدها إلى اليوم صوتها مهترئ
و بعينيها بؤس ملحوظ أخذه الشوق و الحنين للعمر الذي رحل - شاخت حياه الشيخة !

 

التوقيع

:


حَسبُنَا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون .

حياه غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وأذن مؤذن فيهم "أيها الكُتاب أنتم في ورطة"..!! صبا الكادي أبعاد المقال 6 02-20-2011 06:44 PM
كم نحن..؟ وكم أنتم..؟ المصطفى الكرمي أبعاد اللون 8 08-09-2010 02:13 AM
[ ليلةٌ أضواؤها أنتم .."لن تكتمل ..!!" سعد المغري أبعاد العام 13 07-20-2010 06:13 AM
[ ليلةٌ أضواؤها أنتم ..دعوة لـ حفل زواجي ] فيصل الحلبوص أبعاد العام 25 07-20-2010 04:27 AM
أنا بـ الداخل هل أنتم بـ الداخل ! شمس أبعاد العام 10 01-19-2010 03:22 PM


الساعة الآن 02:59 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.