رسائل تعذر وصولها

[سنا الأبجدية]

إلى ... الصمـــت

طرقتُ بابك .. فاستقبلني بردُك

حافية دخلت .. إلا من خطوةٍ واثقة تلوذُ بك

هرعتُ إلى خزانة العقل لأختار ما يدفئ تفكيري

لبستُ ثوب اللامبالاة .. فـ لسعني صقيعك

استبدلته بثوب اللاشعور .. فـ وخزني إدراكي

ثمة ضجيج - بالخارج - يستفز انفعالي

دعني أخرج من محيطك ..

تثبُتْ وقفتي بذات الخطوة !!

ألمح هناك ثوب آخر .. يجذبني رونقه الحسن

يداعبني بهدوء وحكمة : " أذنين ولسان واحد "

أتريث ..

فـ أتدثر كل الدفء به

 

[سنا الأبجدية]

رسالة إلى ... يديــــه


نورسي الأبيض الحزين .. واقفٌ بشرفتك


ابتعدت عنه أسراب النوارس


بلل ريشه صقيع الشتاء وثلج المشاعر


يرتعش بردا .. والدفء شررٌ بأحشائه


ينتفض خوفا .. والليل جفن المتعبين


تلمع عيناه باتجاه يديك .. تطلب الاحتواء


اقترب منه .. لا تخف هروبه .. فما اختارك ليهرب


اجعله بين راحتيك


هل تحس بنبضاته المتسارعة ؟


هل تشعر برعشة أوصاله الباردة ؟


هل امتزج دفء يديك بالجذوة من أعماقه ؟


هو لك


قلبي


فقط امنحه الحرية ليكون ملكك



... أغمض عليه عينيك .. واسكنه الخافق ..

 

[سنا الأبجدية]

رسالة ... تعجب !!

بيدنا أن نكون سعداء كما نحب ولكن ...

نهوى البحث عن الآلام

بإمكاننا الاستمتاع بنقائنا ولكن ..

نفضل الغموض

بمقدرتنا السباحة في نسمات عليلة ولكن ..

نتحدى العواصف لنبحر

نعرف أن الخط المستقيم هو أقرب الطرق بين نقطتين ولكن ..

نلجأ إلى الطرق الملتوية المتقاطعة

!!!!!!!!

إلى ما لا نهاية

لمــــــــــــــــاذا ؟

 

[سنا الأبجدية]

إلى ... سحرها العذب

حرفين فقط ..

تخرج من أقاصي الروح

من دهاليز النفس

من أعماق القلب

آه ..

ما هذه الآه .. ؟

صوت .. ؟ رجع لأنفاس هاربة .. ؟

كأنها تضيق ذرعا من الإقامة الجبرية

في مساحة الحزن بين الضلوع

تخترق جدار الصمت

يتلقفها السمع .. فتلتصق بالكيان

زمنها لا يتعدى الثواني

تبثها أشجان معتقلة .. هموم ساكنة .. آلام داكنة

يا لسحرها العذب .. ويا لسرها العجيب !!!

كم من الصفاء تترك بالداخل

حتى لو كان صفاءً خاطفا وراحةً عابرة

يكفي أنها خانتني وانطلقت كالسهم

يكفي أنني سمعتها وحدي

يا لآهتي المسكينة !

تمنحني الراحة .. فأخفيها وأسجنها

خوفا أن تبلغ مسامعهم

خشيةً أن تحرض استفهاماتهم

هروبا حتى لا تفضح ما يعتري الروح

آآآآهٍ .. أخيرة

أكتبها اللحظة .. لأشكرها

لأختم على حروفي بختم

نُقِشت على سطحه اللامع

... آهـــــــةٌ كبـــرى ...

 

[سنا الأبجدية]

إلى ... حضنهــــا

كل ساعة تمضي ..


لتضيف عمرا لعمري ..


يكبر الشوق إليك ..


كل ذكرى أعيشها ..


بعيدا عنك ..

تحيطني بأحزان ..

لم أعرفها من قبل ..

وتمطرني بدموع ..

لا تروي ظمأ روحي لدفئك وحنانك ..

دروبي خالية إلا من النداء لك ..

خطواتي تائهة بفقدك ..

لا قناديل تضئ أيامي إلا ما اكتسبته منك ..

.. صبرا .. ورضا .. وقناعة ..

... وحمدا لله على كل حال ...

 

[سنا الأبجدية]

إلى ... الـ أنا

انحدرتُ ضوءاً في شلال أفكارى ..

كي أبحث عن أشياء جمعتها ..

وأخرى خبأتها ..

دوامة الضوء يطفو على سطحها ما يشبه الثلج ..

كـ كرة منزلقة تحاول أن تنهزم ..

لم أتبين هويتها جيدا ..

هل هي مكتسبات مترسبة ؟

أم أحاسيسا جمدها الهروب ؟

أم عمراً قسى على أيامه الألم ؟

هي بعضٌ مني فهل نسيتها أم تناسيتها ؟

 

[سنا الأبجدية]

إلى ... نــحــ ,, أنت ,, أنا ,, ـــن

بعضُ خيالِنا

لا يطلب المراهنة

على تكاملِ ملامِحه

عندما يتوسد البوح

أصداء .. هي لإصغاء أرواحنا أبلغ



ترفع الرايات البيض هاماتها

متحدة مع الآهات والحنين

متضامنة مع اللهفة والأنين



لتتخدر قدرات الغربة

شاهدة على تواكب المساءات



ترفعنا للقمة لنحظى بها

فيبزغ فجرها

على أرضٍ ..

أخضرَّ يابسها بغيثٍ هادر

وتفتق زهرها بخدرٍ آسر



بميثاق مصالحة مع الزمن

لترقُب عن كثب

احتفالنا بتوديع الغربة

واستقبالِ

... عمرٍ جديد ..

 

[سنا الأبجدية]

إلى ... لحظة إصغـــاء


عزفٌ منفرد


على أوتارِ أوردةِ المواعيد


مع شريان التأمل


ينتظرُ بلهفة


فتتجدد له دماء الشوق


مختالة النغمات


موصولة الهمسات


حتى مشارف القلب الغافي


إيقاعَ النبضاتِ يوقظْهُ


رقصُها الصاخب


طربا ساحرا لانسيابِه


نشوةً خجلى بلقائه


هل هو إعلانٌ لاحتفالٍ دائم الحضور


... أم ترقبٌ لموالِ حزنٍ مؤجل ؟؟؟ ...