وقفت على الفرات وشاطئيْهِ
فجاش الصدر محموماً عليهِ
رأيت النهر في عيني عجوزاً
يكاد الحزن يفري ناظريْهِ
تبدّل لون زرقته فأضحى
كئيباً ، لا يتوق لعاشقيهِ
فلا تلك السنابلُ شامخاتٌ
ولا الجوري يملأ ضفتيْهِ
ولا تلك القصائد والأغاني
ولا السهرات جامعةٌ إليهِ
تلاشى كلُّ هذا في عيوني
وبات الطفل ينشج عبرتيهِ
تذكّر كيف يحمله صغيراً
كمثل أبٍ يدنّي غاربيهِ
يحفِّظه دروس الماء غيباً
وقانون السباحة .. يقتفيهِ
وما النهر العظيم سوى نبيٍّ
تعلمتُ العطاء على يديْهِ
عجبت لحاله هل شاخ فعلاً؟
أم الأغرابُ قصُّوا رافدَيْهِ
كأن النهرَ ليس بنهرِ أهلي
ولا الجسرَ العتيقَ مَشوا عليهِ