بمساءٍ ذي وجع .. من بوابة لقاءٍ عقيم .. من تحت ركام الحنين .. أعود بقلبٍ يتيم .. وشجن لايستشهد بالشجن .. وأمل لايؤمن بالأمل .. بذاكرة معتكفة في مقبرة الذكرى .!
أدندن أشواقي .. وأوشوش النجوم المبعثرة ببكائي .. اتلوا عليها آيات أولي الفقد .. وأحاديث يمامة أمي التي لم تصلِّ صلاة اللقاء .. وحكايا الأطفال المشردين المغلوبين على حزنهم .. والرسائل التي ينقلها الهدهد إلى بلقيس فلا تأتي من بعده .!
أستلقي على عرش الغياب .. ألتحف السحاب .. أسافر بأحلامي كذنبٍ ثقيل .!
لاشيء .. لاشيء .. إلا باب لاينحاز لأحد .!
أثقب بإصبعي الباب .. أختلس الرؤية بغير حساب .. لاشيء إلا .. عرّافة لاتؤمن بالحقيقة .. عجوز تمتطي صهوة الغواية .. وردة سوداء على جدائل فتاة مجهولة المنشأ إباحية الممشى .. قطرة ندية من عرق سوسنة معلقة بياقة غصن خريفي متكاسل .!
أقرئي كفي مجدداً .. لاأصدق تلك العجوز التي تقول أنني من عصارة الريح .. وزمن الظلام .. وتمتمات المتكاسلين في اللقاء .. لاأصدقها ياسيدتي حين لم تقل أن هناك في قلبي امرأة من زمن البياض .. وعصارة النقاء .. وفاكهة السماء .. ورائحة الجنة ..
( إن مشت إنتثر فراشها المبثوث رحمة للعاشقين
.............. وإن وقفت أبتلعت الأرض خطواتها فأنبتت فصول الهائمين ) .!
امرأة من شريعة النبلاء .. عذوبة كل عذوبة النهر بها .. من لبن العصافير .. سيدة الرحيق .. امرأة خلقت من علق .. تحمّمت بنورٍ . وتنشفت بعطرٍ . وشربت كل النسوة في كأس عصير .!
تنام فوق عرش القلب .. ترتب فوضى الرئة المرتبكة .. تمشط شعر اللحظة .. تحك فروة اللقاء .. تكحل بإثمدها العين .. تعانق بأناملها الأنف الخجول ..
( لم أكن أتنفس الهواء
......... كنت أتنفس أنفاسها ) .!
أفتقدكِ ياسيدتي فوق مالا يتوقع الفقد .. وفوق شهقات الثكالى .. وفوق البلاء .. وتحت الشفاء .. وبين الإيماء .!
أنتِ أيتها المدفونة في روحي .. الموشومة في قلبي .. المغلوبة على أمري .. المفقودة من زمني .. البعيدة عني .. القريبة مني .!
آه ياسيدتي لوتدركين كيف كان الفقد على قلب خالد .!
اقرأ روايات ( أحلام مستغانمي ) .. أتصفح ( قبانيات النزاري ) .. أقضم صفحات كتاب ( اعترافات عشاق ) للمرحوم ( مصطفى محمود ) .. أضاجع الأبجدية فأنجبكِ في كل سطر ( جملة مفيدة ) .. أسحب اللحظة من ياقتها وأعلقها في مشاجب وجعي .. أقلم أظافر إنتظاري .. أدخن سيجارتي اليابسة .. أشكل بدخانها المتصاعد ( قلب مثقوب ) .. أعض الدقائق الفائتة .. أرفع بيدين مضمومتين فعل البعد .. أواعد القلب فينصب الصبر بينكِ وبيني على مفرق اللقاء إنتظاراً عقيماً .!
أجمع شظايا السكينة .. وبعثرة الصبر .. وأبني في بداية طريق اللقاء كوخ إنتظار آخر .!
أسكب دموعي دمعة دمعة في كأس الحزن .. دمعة متمردة سقطت عمداً .. فـ كتبت على ورقتي ...:
لي متى .. يعني لي متى ؟!
مل دمعي كثر البكا
أشهق اللحظة عنا
بيني وبيني .. فرحة حزينة
بينك وبيني .. فرقا صعيبة ..!
قول لي .. يعني لي متى ؟!
السما ماهي سما
المسا ماهو مسا
آه يانجمة يتيمة
ماهي قريبة ..!
قول لي .. يالله متى ؟!
ألتقي نصفي الثاني
اعزف الشهقة أغاني
انثر البهجة السعيدة .. ياهي بعيدة
أعصر الذكرى العتيدة .. ياهي عنيدة
يعني متى.. بالله متى ؟!
نامي الآن .. بعيداً عن نميمة الأبجدية .. وفضيحة الصبر .. وشريعة الحزن .. وعقيقة ميلاد الفقد .. وشهقة القصيدة التي تنبض بكِ .......................!
8 / 2 / 2010 م