بقالة الحاج عبده

[فادي برسوم]

[ الفصل الأول (ترك)
المقدمة
يوجد بعض القصص التي يرويها الكثير من الناس صباح اليوم قصة عن رجل قتل زوجته عندما علم انها وضعت الكثير من السكر في كوب الشاي، أيضا عن الرجل الذي يملك اربع عيون وقدم واحده كاد ان يكون المسيخ الدجال لولا انه اخطاء في الجمع، وقصة أخرى عن رجل طرد ابنه من البيت بسبب انه علم انه يدخن السجائر تباً للنكوتين.
ان كنت تريد هذه القصص فاذهب إلى شهرذاد أو عبده موته فانهم يملكون من الاساطير ما يكفي اما انا انقل لكم حكايات الحج عبده فانها تملك من البساطة ما يكفي.



الفصل الاول
"بعض البشر يتحدثون بثقة عن الطيبة ويمارسون النفاق بمنتهى الإبداع " وليم شكسبير
لا تتفاجئ كثيرا العم عبده يعرف الكثير من الأقاويل ويعرف الكثير من الادباء والكتاب علي الرغم من انه رجل بسيط الا ان ما بداخله معقد للغاية، عليك ان لا تنسي هذا.
---------
انا اسمى مازن عطية لا يبدو ان اسمي يملك نغمة موسيقية تجعل الناس تذكرني أو انا لا املك نغمة موسيقية تجعل البعض يعرفني على الاقل، اما عن مظهري انا لست سيئا على الاطلاق -تبا لهذه النرجسية- واما عن تجاربي العاطفية! . ما هي التجارب العاطفية اهي نوع من الكولا الرخيصه التي تظهر في الاسواق حاليا لا اعرف على العموم هذا انا.
في اليوم الأول في كليتي كنت احسب انني ساتعرف على دفعتي كلها وجميع بنات الكلية ستنظر إلى من بعيد نظره غرامية كنظرة زبيدة ثروت إلى عبدالحليم مثلا! لكن هذا ليس موضوعنا فهذا الموضوع مقفل دون نقاش.
وجدت صعوبة كبيرة في التعرف على شخصا واحدا أو الحقيقة لما ابذل أي مجهود في التعرف وهذا بسبب اني وجدتهم جميعا يعرفون بعض كأن هذه ليست أول يوم لهم من الاساس.
مرت الأيام وتعرفت على شخص يعرف معظم الناس عرفني على الكثير من الأشخاص وها أمر نادر لان مجموع الأشخاص الذين اعرفهم في حياتي لا يتعدو الخمسه فاصبح معظم الدفعة تعرفني وتحققت الهدف الذي اريده ناهيك عن النظرات الغرامية فأن سبارتكوس الذي وضع خطة لتحرير العبيد والسيطرة على روما كلها لن يستطيع ان يضع خطة لكي تقع البنات في غرامي.
ومع الأيام تعرفت إلى شخص اخر اسمه امير محمود ومع الأيام أصبح صديقي المقرب وبطبيعة الحال تعرف على الجميع مثلما فعلت ان مع صديقي الأول الذي لم اعد اذكر اسمه حتى.
وحدثت مواقف كثيرة بيننا تجعل امير أفضل صديق لي على الاطلاق - لم يكن له أصدقاء من الاساس -
امير لم يكن مثلي كان يستيطع ان يتعامل مع عالم الابلة الذي يسمي عالم النساء ومع الوقت تعرف على بنت معنا في الدفعة لا اعرف اسمها رغم اني تعاملت معها عدة مرات على الرغم ان الذي بينهم لا يسمي حب - أو ارتباط بطبيعة الحال - الا انه تغير معي كثير وانقطع اتصالة ببعض الاصدقاء الذين عرفتهم عليه -جميعهم- كأنه اكتفي بصديق واحده، لم يبقي الا انا ويتعامل معي كأنه يترصد إلى أي خطاء اقوم به لكي يقطع حديثه معي انا الاخر ، لان بطبيعة الحال الطيور علي اشكالها تقع - علي الرغم من انهم ليسُ سيئون لكنه توقع اني سئ ايضا -
وعلى الرغم من هذا انا لم اعطي أي فرصة لكي اكون صديق سيئا - هذه النرجسية مره أخرى! - ومرت السنين ووصلنا لآخر سنه لنا في هذه المقبرة -الكلية- ومازال الوضع مثير انه يتربص لي أي خطأ ونال ما يريده! لا تسالني ماذا فعلت انا لا اعرف حقا لكن هي بنا نتوقع، من الممكن انني نظرت له نظرة لما اقصد بها أي شيء فاعتبرها نظرة تنمر أو عنصرية كأن نيلسون مانديلا ترك كل المبادئ واضطهد سمر البشرة.
ولكن تفجاءت جدا عندما تركني عدت ارتب حسابتي وجدتني فقدت كل اصدقائي وعدت إلى نقطة الصفر بطبيعة الحال انني فقدت كل اصدقائي في محاولة ان ارضي امير وفي النهاية تركني امير.
والمضحك ان امير قد فقد هذه الصديقة ايضا فانها كانت تترصد له اي خطاء ايضا ومع اول خطاء تركته وحيد .
لا اعلم ما الهدف من هذه القصة ، ما اغربك يا حج عبده ! ما الذي تحاول ان تصل اليه ، علي تقصد اننا كلنا سيئون ام ماذا ! لم اعد افهمك علي الاطلاق.
نصيحة من لم تعلمه التجربة ، لا تتمسك كثيرا بشخص قد يتركك عندما تفعل اي شئ غير مقصود ، كأنه مترصد لاي خطأ ، انت تعلم جيدا متي يتغيرون ، مثل شاهد علي الاحداث او راوي يحكي احداث قصة تاريخيه حزينة مثل انتحار كيليوباترا مثلا ....