الحلم

[أحمد رشاد]

(1)
وحلمت
تدري الحلم يبقى حلم
لحظة فرح وتفوت
وحلمت بايدي سلاسل من آنين
موشحة بليل وقصيدة عاجرة
ماتنكتب ما تنقرا
مثل المرا شو ساحرة
لمن يهزها الحنين
شاعرها مات من الفقر
ورّث قلم .... جرة حبر
وتلال من هم وصبر
أربع قوافي من جمر
ساعة ونَفَسْ مكبوت.
(2)
وحلمت إني بحديقة بيتنا
غابة شمع
مسيجة بأرواح
وأنهارها تجري بطولها
دم ودمع
حول الأرواح ارماح
أشجارها نجوم وسما
وأسراب من طير الكطا
يرفرف وينغط حزين
وسط الحديقة بي قصر
ماله سقف
أبوابه سبعة من تمر
مبني على تابوت
*****
(3)
سور القصر من تين
عمره عشرة إيام
كل يوم يشعل نور
دايره حنطة وملح
مرشرش بهيل وتراجي
والباب من تنور
وهناك عندك بالصدر
شفت الملك جنه صنم
واكف على أصبع قدم
فوقه غمامة من عسل
تمطر حجر رمان
جنبه سبع أخوان
بجفه مدينة غافية
توحش
حزينة مجفنه بفستان
روس الشوارع خالية
والسوق فاضي بلا أهل
لا بشر لا بيوت
(4)
جوى القصر
نامت أميرة عاشقة لشمس العصر
عمر السوالف عمرها
مثل القصص
مكتوبة من قبل الزمن
ما ينعرف لون خدودها من ثوبها
مدري شقر مدري حمر
وطافة خدم جدامها
كل صبح تغسل طرف فستانها
وعصفور ينقر إيدها
أن طار فجأة تموت
(5)
شفت البلابل صايمة
بحضن المناجل نايمة
بعز الحصاد مخدرة
والقمر راعي أوهامها
يمشي بلا مزمار يضحك يدوّر هلالها
والخيل تركض تايهة
تطرد سراب عيونها
سروجها بحجولها
شلون ردْت تقودها
عمية ورسن مفلوت
وهناك جوى البيت
شفت الكراسي مستفة
و مصفصفة جوى الزلم
بس مو زلم
أشكالها متخالفة
ومتقابلة
تمسك بعضها من الجتف
متشابكة
جنها بحر من خوخ
شفت البحر يبجي السفن
ملّاحها مشلول
وجوى البحر بي نار تاكل نار
شبوط يشوي حوت
(7)
شفت الفرح مشنوق وسط السوق
عالغصن متدلي
جنة وندى وعصفور بس يدور
ما يقدر يغني
لوّى ثلث جنحان مزركشة الألوان
أصفر على بني
شايل محابس من ودع
فوق الودع ياقوت
(8)
شفت النهر زعلان
غافي على الشاطي
متغطي بالروجات
و الرمل يبلع ناس
والناس ملهوفة
تمشي ورا طافات
شفت خرسان العشيرة بعرس الأميرة
ترقص على روسها
ولمن تجي وتبوسها
يفز النهر من ثوبها
تصرخ بعالي الصوت
(9)
وحلمت إني على صهوة فرس
تمشي بلا رجلين
والفرس بنت الضحى
عدها عبيد اثنين
عيونها تطرح بلح
يخلط على نبعين
سميتعا وناديتها
ردّت عليّا بهمهمة
لُمن رمحت
نثرت وراها توت
(10)
وحلمت إني بدرب
يشبه عيون الأحبهم
والدرب ياخذني يمهم
هناك بيّا يدور
والمح خمس غزلان
اسمع رزيز حجولهن بخورهن
دقة رسم ذهبانهن
بالشام ما تلقونها
هاتوها من بيروت
ريف الرقة – الصالحية 25/11/2017

 

[نادرة عبدالحي]

بالفعل هو حلم ما هو بالحلم قصيدة أدهشت ذائقتي النهمة

صور ومشاهد فنية وكل مشهد أدخلنا لأجواءه ودخلنا الحلم

ورأينا ما يراه الحالم أمامه ،

بداية الحلم تبدأ هنا الايدي المقيدة بسلاسل من صوت الوجع
وبما ان اليد هي الوسيلة للكتابة فرأى ان اليد مقيدة
ومغطاه بوشاح من الحلكة وقصيدة عاجزة ليس بإستطاعتها التحرك ،
والعجز رُبما جاء من الألم ، وهذه القصيدة لا فائدة منها لا يستطيع
كتابتها ولا يستطيع قراءتها ، قمة الألم فعلا هذا الحلم ،

وحلمت بايدي سلاسل من آنين
موشحة بليل وقصيدة عاجرة
ما تنكتب ما تنقرا

ويظهر الحلم الثاني يرى نفسه في حديقة البيت ،

وحلمت إني بحديقة بيتنا

وندخل لنرى وصف المشهد الذي رأه الحالم وما ألت إليه الحديقة،
فالحديقة أصبحت غابة مصنوعة من الشمع إي جامد
وللأسف ان انهارها تجري بها دم وودمع علامة الحزن والقتال،
لما القتال لوجود الأرماح ، ولا ينسى وصف طيور القطا الحزينة ،

غابة شمع
مسيجة بأرواح
وأنهارها تجري بطولها
دم ودمع
حول الأرواح ارماح
أشجارها نجوم وسما
وأسراب من طير الكطا
يرفرف وينغط حزين

وهنا مشهد أخر يراه في الحديقة مكملا ما رأى
ويمنحنا لمسة من لمسات الأساطير أسلوب رائع وتشويقي في وجوده،
وسط حديقة البيت يوجد قصر وهذا القصر لا يوجد له سقف
أما أبوابه فعددها سبع مصنوعة من تمر ، (رُبما يقصد شجر النخيل)

وسط الحديقة بي قصر
ماله سقف
أبوابه سبعة من تمر
مبني على تابوت

ويكمل شاعرنا في المقطع الثاني أوصاف القصر الذي رأه في وسط الحديقة

وسور القصر مبني من التين وعمر هذا السور فقط عشرة أيام ( رُبما يقصد التجفيف ، تجفيف ثمرة التين )

وهنا عادة غريبة الحقيقة لا ادري إن كانت بالحلم ام انها في الحقيقة قائمة

كل يوم حول القصر يُشعل النور وتوضع حبوب الحنطة والملح

ويرش بالهيل والتراجي ، أما باب القصر فهو من التنور

الفرن الذي يستعمل للطهي ،

سور القصر من تين
عمره عشرة إيام
كل يوم يشعل نور
دايره حنطة وملح
مرشرش بهيل وتراجي
والباب من تنور

ويستمر شاعرنا بوصف الملك لهذا القصر والسوق الخالي والشوارع

ويأتي في المقطوعة الرابعة على ذكر الأميرة النائمة داخل القصر ،

الكثير من المشاهد التي تأسر لب القارئ إن تعمق فيها ورأى ما يرى الحالم

وبلا شك ان لها دلالات ومعاني عميقة وما هي إلا رموز لأمور واقعية

نجح الشاعر وأي نجاح في منحها قالب إبداعي فريد من نوعه ، وجعل القارئ

يعيش الجو القروي ويرى عادات جميلة التي قلت مع هذا التحضر

سلمت يداكَ شاعرنا الفاضل ودامت محبرتكم عامرة بالخيرات ،

 

[سيرين]

تبارك الله .. أي احلام تلك التي اعتقلت الذائقة دون فكاك أو مغفرة
وجعلت توقيعها الدهشة والاحتفاء ابتهالا وتكريماََ لتلك السامقة
شكرا بحجم السماء شاعرنا المبدع \ احمد رشاد اسم دوما يبشرنا بالشعر الجميل
ود وياسمين

\..

 

[ميساء محمد]

بجميع أطوار الحلم أبحرت بنا شاعرنا أحمد،فتارةً أسعدتنا ،وأخرى أدهشتنا،وأخرى جعلتنا في حيرة،وتارة أرعبتنا،وأحزنتنا ،وأبكيتنا..
من النادر جدا أن تجد عنوان قصيدة يقال عنه(اسم على مسمى)..
لله درك

 

[سليمان عباس]

شفت البحر يبجي السفن
ملّاحها مشلول
وجوى البحر بي نار تاكل نار
شبوط يشوي حوت

......
احمد رشاد
يعانقك الوطن ويطبطب على هذا الحزن
صح لسانك وسلم النبض

 

[ايمَــان حجازي]

استاذنا القدير / احمد رشاد
اطلالة اولى ودهشة يعتليها..... خجل
ابى اعتذر كيف ما انتبهت لقطاف سحر
مررت به وكأنما بجنان حرفك... تُهت
زخات صبر تتقى صرخات قلب
والسقوط حتمى ببراثن حلم
اتوق الى الركض بسرعه
اتستر بابتسامه


كل هذا الحب ( الحزن)
سحر لا محاله


ود يليق 🌹

 

[أحمد رشاد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي

بالفعل هو حلم ما هو بالحلم قصيدة أدهشت ذائقتي النهمة

صور ومشاهد فنية وكل مشهد أدخلنا لأجواءه ودخلنا الحلم

ورأينا ما يراه الحالم أمامه ،

بداية الحلم تبدأ هنا الايدي المقيدة بسلاسل من صوت الوجع
وبما ان اليد هي الوسيلة للكتابة فرأى ان اليد مقيدة
ومغطاه بوشاح من الحلكة وقصيدة عاجزة ليس بإستطاعتها التحرك ،
والعجز رُبما جاء من الألم ، وهذه القصيدة لا فائدة منها لا يستطيع
كتابتها ولا يستطيع قراءتها ، قمة الألم فعلا هذا الحلم ،

ويظهر الحلم الثاني يرى نفسه في حديقة البيت ،


وندخل لنرى وصف المشهد الذي رأه الحالم وما ألت إليه الحديقة،
فالحديقة أصبحت غابة مصنوعة من الشمع إي جامد
وللأسف ان انهارها تجري بها دم وودمع علامة الحزن والقتال،
لما القتال لوجود الأرماح ، ولا ينسى وصف طيور القطا الحزينة ،


وهنا مشهد أخر يراه في الحديقة مكملا ما رأى
ويمنحنا لمسة من لمسات الأساطير أسلوب رائع وتشويقي في وجوده،
وسط حديقة البيت يوجد قصر وهذا القصر لا يوجد له سقف
أما أبوابه فعددها سبع مصنوعة من تمر ، (رُبما يقصد شجر النخيل)



ويكمل شاعرنا في المقطع الثاني أوصاف القصر الذي رأه في وسط الحديقة

وسور القصر مبني من التين وعمر هذا السور فقط عشرة أيام ( رُبما يقصد التجفيف ، تجفيف ثمرة التين )

وهنا عادة غريبة الحقيقة لا ادري إن كانت بالحلم ام انها في الحقيقة قائمة

كل يوم حول القصر يُشعل النور وتوضع حبوب الحنطة والملح

ويرش بالهيل والتراجي ، أما باب القصر فهو من التنور

الفرن الذي يستعمل للطهي ،



ويستمر شاعرنا بوصف الملك لهذا القصر والسوق الخالي والشوارع

ويأتي في المقطوعة الرابعة على ذكر الأميرة النائمة داخل القصر ،

الكثير من المشاهد التي تأسر لب القارئ إن تعمق فيها ورأى ما يرى الحالم

وبلا شك ان لها دلالات ومعاني عميقة وما هي إلا رموز لأمور واقعية

نجح الشاعر وأي نجاح في منحها قالب إبداعي فريد من نوعه ، وجعل القارئ

يعيش الجو القروي ويرى عادات جميلة التي قلت مع هذا التحضر

سلمت يداكَ شاعرنا الفاضل ودامت محبرتكم عامرة بالخيرات ،

الفاضلة نادرة أيتها النادرة.
شكراً لك
قراءة تبحر في خفايا النص وتنثر ما فيه؟
قرأت المخبوء بين الكلمات والمخفي في متن النص وحواشيه
لك من الفرات والرقة التي على ضفته كل التقدير.

 

[أحمد رشاد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين

تبارك الله .. أي احلام تلك التي اعتقلت الذائقة دون فكاك أو مغفرة
وجعلت توقيعها الدهشة والاحتفاء ابتهالا وتكريماََ لتلك السامقة
شكرا بحجم السماء شاعرنا المبدع \ احمد رشاد اسم دوما يبشرنا بالشعر الجميل
ود وياسمين

\..

لعلني بل بالتأكيد أجد في عالم أبعاد أدبية ما هو متميز،
وما يزيدني تعلقا به هو أنتم أيها الفاضل الذي تمتلكون ناصية الحرف و متن القول
الفرات يهيدك أجمل التحايا والرقة عروس الرشيد تزف لك كل المنى