رفيق الروح
لن أتحدث
عن قلبك
الطيب الحنون
فحروفي تتوارى
أمامك خجلا
يا رفيق الروح
أخي الحبيب
أمير الروح
أصدقك القول
لا أعرف كيف
أصف شعوري
لك الأن
ففراقك أصعب حزن أعيشه الآن
و أغرق به في اليوم آلاف المرات
مر شهر على رحيلك عني
أخي لم تكن عاديا
كنت محتلفا
كنت أخا وصديقا
أتعلم أن
عقارب ساعتي
أعلنت علي العصيان
اختارت التوقف
متجاهلة كل
ما حولها
من أحداث
كسائر في
طريق الحياة
واختار التوقف
لأن المسير
أرهقه جدا وخارت قواه
الكل يلهث ويجري في
سباق الحياة
لليصل إلى أحلامه
لكني اخترت الوقوف
وأنا أعلم جيدا
أن الجميع سيتجاوزني
اخترت أن
أبتل تحت المطر
وتغرقني السيول
كما كنا نفعل
معا عندما كنا
أطفالا صغارا
نلعب ونلهو بمرح وسعادة
لا نعلم
ماذا يخبئ لنا
المستقبل
يا أخي الغالي
أتعلم أنت بالنسبة لي ن
ذلكَ الحضن الشبيه بوطن
بعيد تماماً عن يد الغزاه
أتعلم
كم أشتاق
لك يا توأم روحي
ربما كنا نختلف
في الظاهر
لكننا كنا نتشابه كثيرا في أفكارنا
في اهتماماتنا
كنت أشعر
أنك توأمي الذي لم تنجبه والدتي
أتعلم
غرفتك صارت
خاوية وباردة
كمنزل مهجور
ونوافذه مفتوحة
ولا تسمع فيه صوتا سوى أصوات الرياح العاتية
لم أعد
أسمع ترتيلك للقرأن
كان جميلا وخاشعا هادئا
كصوت البلبل الذي يشدو ويغرد في الصباح
أتعلم
كم افتقد نقاشاتنا الحادة
بشأن الحجاب
والتي تنتهي
بلا فائدة دائما
اتعلم
كم افتقد تلك الساعات الجميلة اللتي كنا نقضيها معا
كنت أشعر حينها
أنني في واحة غناء
أنهل من نهر عذب صافي
لم يكن بيينا
أي حواجز
كان الحديث
بيننا سلسلا
وممتعا
كأني أتحدث
مع ذاتي
أتعلم
افتقد ذلك الشعور بالأمان
الذي اعتدت
عليه معك
أتعلم
اقتقد نقاشاتنا
وحججك القوية
التي كنت تفحمني بها
أتعلم
افتقد تلك الجلسة التي اعتدنا عليها يوميا
لأريك ما كتبت
وتريني أشعارك
كم كنت
أسعد بتعليقاتك وحتى بانتقاداتك البناءة
أتعلم
كم افتقد ابتسامتك العذبة
وضحكتك
التي تدخل البهجة إلى فلبي
وروحك المحبة
للحياة
أتعلم
كم أتمنى لو أملك من قوتك
الشي القليل
حتى أستطيع
أن أكمل
المسير وحدي
في برد الشتاء
القارس
أتعلم
يا أخي
لم أعد
أشعر بأن
أحلامي لها معنى
فما معنى
أن اكتب اذا لم تقرا أنت ما كتبت
أتعلم
كنت أعشق حوارتنا الغنية
عن الكتب
أتعلم
أفتقد صوتك الجميل
والذي يشبه سمفونية الحياة
التي باتت باهتة بدونك..
أتعلم
أشعر بأن قطعة مني رحلت
معك للأبد
لم أتصور
أنه سيأتي اليوم الذي أرثيك فيه
لم أظن
أني لن أراك
بثوبك الأبيض
ورداءك الأسود
بجانب عروسك
أتعلم
لم أعتقد
أني لن أراك
برداء التخرج
مم الجامعة
أتعلم
كم أشعر بالألم
عندما أمر بجوار
غرفتك
أو اراها أمامي
كطفل حلا له اللعب بكرته
في صدري
غير عابئ
بما يسببه لي
من فوضى
رفيق الروح
لم أتخيل
أنك سترحل بهذه
البساطة
وسترتدي كفنا
أبيضا
وتسكن القبر
إلى أن
يشاء الله
بعد أن
كنت تسكن بيننا
وغرفتك بجواري
أتعلم
كم من السنين
قضيناها سويا
وكم من الذكريات
جمعتنا
أتعلم
لا أطيق صبرا
أن لا أراك يوما
واحدا
فكيف بعمر
أعيشه بدونك
أتعلم
لم أظن
أني سأبكيك يوما
واليوم
أصبحت دموعي عليك سيول جارفة منذ رحلت عني
فراقك أنهكني
أنعبني حقا
أصبحت كالحلزون
يسير ببطء شديد
وأحيانا يتعثر
بحصاة صغيرة
أتعلم
صرت أشعر
كأني مسافر
لا يريد للرحلته
الطويلة
أن تنتهي
أتأرجح بين
الحقيقة و الوهم
بين عقلي
الذي يعلم علم اليقين
أنك رحلت
ولن تعود
وبين قلبي
الذي يرفض تصديق
الحقيقة
ويعلم جيدا
أنك لن تتركني
وحدي طويلا
وستعود إلي
قريبا يا أخي
أتعلم
لم أتصور
أن رحيلك
مؤلم للهذه
الدرجة
كأبرة غرست
في وريدي بقوة
وأبت الخروج
كسيارة اصطدمت بي ولم تبق مني
ألا بقايا جسد متناثرة
وروح اختارت
الرحيل معك
لأنها لا تطبق
ألم فراقك
أخي الحبيب
عندما رأيتك
في المغسلة
شعرت أن
نبضات قلبي
توقفت
وعقلي لم يستوعب المنظر
أخي استودعتك
رب رحيم غفور
على أمل اللقاء
بك في جنان
الفردوس يا
أخي الغالي
رحمك الله
وغفر لك
ورزقني الصبر
على فراقك
بقلمي