مقُولَة أثَارَت فِي نَفْسِي وأسْتوْقَفَتْنِي كثِيرًا ،،..
"خَيْرُ النَاسِ مَنْ كَفَّ فَكَّهُ وفَكَّ كَفَّهُ
وَشَرُّ النَاسِ مَنْ فَكَّ فَكَّهُ وكَفَّ كَفَّهُ"
نحْنُ مُسْلِمُون والحمْدُ لله لنَا القُرْآن الذِي هو كلَامُ الله جلّ جلَالهُ
والهدْيَ النبَوِي الذِي جَاء مُهذِّبًا مُربِّيَا واعِظًا مُحدِّثًا دَاعِيًا لـ السَلامِ والفضِيلةِ والاخلَاق
ونَهَانَا عنِ الفُسْقِ والفُجُور واللّعْنِ والسبِّ وبذَاءةِ اللِّسَان..
حتّى لَاتُهَيَّج رَائحَة التَّعفُنِ الفِكْرِي وتُغْمِس صَاحِبَهَا فِي بَراثِين المعْصِيَة والعصَبِيَة
التي تُخرِجُهُ عن جَادة الصَوَابِ فينْزلِق فِي شِرْكِ الشيْطَان
ومَا يُؤْلِم ويَدّعِي للغرَابَة مع الأسَف أن نَسْمعُهَا فِي الشَارِع ، فِي المقَاهِي والمجَالِس
والتجمّعات العُمُومِية والقِطَاعَات الحكُومِية التِي تتعَامَل مع النَاس....
فَلمَّا يُفْقِد المَرْءُ زِمَام السَيْطَرَة فإنّ الخُسْرانَ سيُبَاشِرُ عملَه دون تَوقُّف،،
فالسَبُّ ظَاهِر منتشِرة فِي الشَارِع العربِي مع الأسَف ..
والمُؤْسِف أنّ الطِفَل يتعَلّم أمُورًا لَا يجِدهَا فِي البَيْتِ،المسْجِد والمَدْرَسَة ..
مُنذ نعُومة أظَافِرِه يَسمع ذَاك الكلَام الهَابِط فيتجَذّر ويتَطوَّر فِي عقلِه كالمرض الخبِيث
ولِسَانهُ يتعوّد علَيْهِ وكَأنَّ هذَا الكلَامُ ليس بِه شَيْء .....
والمَرْءُ عِندَمَا يَنعَدِم مِنه الصَبَر والوَرَع والمخافة من الله ، ويَنجَر وَرَاءَ تَسَرُعِهِ لمعَاصِي مُتَتالِيَة
عِندَ كلِّ ثورَة غَضَبِ والتِي تمُسُّ هيبَته كمُسْلِم وبِالإنْسَانِية بِصِفَة عَامَة ،
ويَسْقُط كُلْفة لبرَاثِين الفسَاد ، ويَسْمح للفُجورِ أن يَنتَصِر ويَهْزُم الأخلَاق
ونجِد هَذا أيْضًا فِي الموَاقِع الإجتِمَاعِية بِكَافة أنوَاعِهَا
حِين نرَى الرُدُود بعِيدَة عنِ الحِوَار الرَاقِي والمُهَذّب وعَن مذْهَب سُلُوك المُسْلِم السَوِيْ ..
ويجْعَل مِن البذَاءَة مرْجَع وقَامُوس ، وينْسَى أنّ هذَا مرْدودُ عليْهِ يوم لَا ينفَع الندَم...
"المُسْلِمُ مَن سلِم المُسْلِمُون مِن لِسَانِه ويَدِه، والمُهَاجِر مَن هجَر مَا نهَى الله عَنْهُ "
فـ الحدِيث بدَأ بِـ اللِّسَان لأنّه هُو رِسَالة الأخلَاق ورَسُول الأعمَال..
هل يَاتُرَى نحنُ مٌسْلِمُون حقًا لنتقيّد بِهذَا ونبتعِد عن مَا يَمُسّ أخلَاقَنا وإنسَانِيَتنَا...
وأيْضًا الجهْر بقبِيح القَوْلِ عِندَ البَعْض أصْبَحت مُعَاملة يَومِية ومِن سِيَاستِهم الخَاصَة
"لَيْسَ المُؤْمِن بِالطَّعَان ولَا بِاللَّعَان ولَا الفَاحِش ولَا البَذِيء "
لو نظَرْنَا لِلحدِيث لم يَقُل المُسْلِم بل المُؤْمِن فمَن جهَر بمعْصِية اللّسَان كالطعَن
واللّعَن سَقَط مِن مرْتبَةِ الإيمَان وبقِي مُسْلِمًا دونَهُ.
قَال تعَالَى:
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات:14].
فَـ حتَّى فِطْرة الإسْلَام مُنعدِمة فِي بعْضِ الخَلْقِ مِن جرَّاءِ تَصُرُفَاتِهِم المسْتهجَنة لِيُقال ..
أين أنتًم وأيْنَ الإسْلَام مِنكُم ..!!
وجَدْنَا أنْفُسَنَا نتأرَجح بَين الجهلِ والتجَاهُل فِي مُجتمِع إسْلَامِي يبتعِد عن مِثَالِية التعَالِيم الصَحِيحة...
يُطَالِبُون بالتغْيِير والإصْلَاح وأخلَاقُهُم فِي حاجة مَاسَة لِـ الإصْلَاح ،،..
فيجِب تصْحِيح المفَاهِيم التِي نَاءت عنِ المبَادِئ الإسْلَامِيَة والإنْسَانِيَة لِيَسْتقِيم المِيزان وينتصِب العدَل
الحسْنَاء
2014/10/23