قيل ان البلاغة هي إيصال للمعنى بكل تفاصيله.
فطرقت على بابها حتى وصلني صوت يقول: ويحك يا صديق, إنك تطلب المستحيل.
فقلت لها: أن المصاب جلل.
فردت: إن في العجز أمل.
فهذة هي الأحرف أمامك, أعلم يقيناً انك لن تجد الألوان التي تحملها تعابير وجهك.
هون عليك يا صديق, لا تحملني ما لا طاقة لي به.
دعك مني, ان ما بيننا قد رحل,
قلبها لم يستطع أن يكمل المسير,
لما لم توحي من قبل لأحمق من الشعراء لا إسم له في مطلع قصيدة حمقاء اقرأها في لحظة انتظار تقول لي بصوت عال: أن الشوق بعد الرحيل لا يطاق.
ما نفعك؟
ما نحن إلا مقيدين بأغلال مربوطة في حر جر.
منذ متى قد أصلحتي شيئاً؟
كيف اذا, نجد في الحياة فسحة أمل اذا لم تكن الأبجدية بلسماً لأرواحنا؟
متنفساً لما لا تستطيع احتماله رحابه صدورنا؟
ألم اكن طيباً معك؟
أمضي إليك هارباً من زحمة الدنيا لكي أقضي معك بعضاً من الوقت, لحظات أمسح فيها بحب ذلك الغبار الذي ينمو كالطحالب على خصلات شعرك عندما أحكي لك عن ما حدث و ما لم يحدث.
ما الذي حدث بيننا لكي تستثنيني في هذة اللحظة؟
..
أتفهم خوفك, فأنا أعترف أني جبان مثلك. كنت أظنك سوف تأتين لي مسرعة كعادتك.
إلا أنني ظللت منتظراً لقدومك,
يتخيل لي ظل بابك يتحرك كلما أدرت رأسي
إلا أنني لم أجرؤ أن اطرق بابك
فكيف يعزي فرد العائلة اخيه بموت روحه؟
لقد طرقت بابك, لأني لم أعد أحتمل!
أخبريني أي شيئ:
ربما عن للبردوني,
عندما جبر كسر الصباح بقصيدة
أو ربما ضحكات تلك الطفلة في قصيدة أمل
لكنك لن تكون قادرة على محو عطرها الملائكي في كل قصة.
ما نفعك؟
..
من أي جحيم خرجت تلك الجروح التي تترك بدواخلنا فجوة لا تمتلىء؟
كم من معلقة تكفي عفاريت السهل كي تسقينا بعضاً ترياق,
أخبريني, ما الذي يفعله المعنى في هذة الأرجاء؟
ألم يتبقى في خارطة وجهه رقعة للخجل؟
..
حسناً, أعلم ذلك
أعلم ان كلنا جبناء, لكنني لم أكن قادر على مواجهتها بعد رحيلها.
لم أكن أريد ان أعلن انني لن اتحدث معها مرة اخرى, ولو علمتي كم مرة قد دعوت أن يجدي النكران نفعاً.
هربت من التفاصيل, و هربت نحوي مسرعة.
فشنقتني أغلال الـ"لو"
لا أظن أن تلك الليه قد أستقبلت السماء فيها روحاً انقى.
لم تكن في الحياة إلا عابرة, أخبرتني ضحكاتها أن الدنيا فانية إلا أنني ظللت أستمع لقصصها, ولم أستمع لمعنى ضحكتها.
قالت لي مرة:
عاملهم بحب
فظللت أسال نفسي بصمت عن ذلك السر الذي جعل قلبها يغدق حباً لا ينتهي؟
مهلاً, هل كانت قصتها الأولى بسملة كتاب تقول فيه سطوره أننا كلنا راحلون؟
ما الذي يكفي؟ أم ما الذي يجدي؟
يا رباه, ظننت أنه قد تأتي يوماً تحمل كوب قهوتها المفضلة لكي تطلعني على أحدث قصصها!
إلا أنني بقيت في جالساً منتظراً في حديقتها المفضلة, أظل أستمع في مخيلتي الى لحن موسيقى لا يكتمل.
سقاك الله من كوثر الجنة
اللهم أرحمها و أغفر لها و أدخلها فسيح جناتك.
http://www.ab33ad.com/vb/member.php?u=3310