قلب أب
د. طاهر عبد المجيد
كَمْ كان يأتيني القمرْ
وأنا أُصلِّي في السَّحَرْ
فإذا انتهيتُ يقولُ لي
عندي سؤالٌ مُختصرْ
ما لي أراكَ ولا أرى
أحداً يُشارككَ السَّهرْ
أين الأحبةُ يا تُرى؟
فأجيبه همْ في سَفرْ
وغداً سيأتيني جوابٌ
هكذا قلبي شَعَرْ
هُمْ طيِّبونَ بِطَبْعِهِمْ
أُنظرْ إلى هذي الصُّورْ
كلُّ البلادِ تقاسمتْ
خطواتهم مثل الغجرْ
فيقول: مالكَ لا تُطيلُ
إذا نظرتَ بِيَ النَّظرْ
وكأنَّ شيئاً ما تصدَّعَ
في فؤادكَ وانكسرْ
وتُريدُ أن تُبقيهِ سِرَّاً
فيكَ حتى تُحْتَضَرْ
فيجيبهُ دمعي العصيُّ
وقد تَفَلَّتَ وانهمرْ
هُمْ ههنا وأظنُّهم
منِّي على مرمى حجرْ
مُستَهلكونَ كوقتهم
ما بين شُغلٍ أو سمرْ
عَبَثوا بقلبِ أبٍ لهمْ
بوعودهم حتى انفطرْ
وغدا كما الصحراء تحلمُ
كلَّ يومٍ بالمطرْ
وبقيتُ أعواماً يدغدغني..
اللقاءُ المنتظر
حتى التقيتُ بطيفهمْ
يوماً وقلتُ لمن حَضَرْ
أحباب قلبي مالكم
مُستسلمون لمنحدَرْ
أنتم وإن لمْ تَعلموا
هذا لعينيَّ البصرْ
قَسَّمتُ عمري بينكم
ليُردَّ دَيْناً في الكِبَرْ
عودوا لأحصدَ ما زرعتُ
وما انتظرتُ من الثَّمَرْ
ما لي أراكم هكذا
متغافلون عن القَدَرْ
اليوم أُوجدُ بينكم
أَروي الحكايا والعِبَرْ
وغداً سأصبحُ صورةً
تروي لكمْ عني خَبَرْ